أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - اثينا 725... أثينا 2010














المزيد.....

اثينا 725... أثينا 2010


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يقول المؤرخ البريطاني" أرنولد توينبي" في كتابه " دراسة للتاريخ" انه ابتداء من سنة 725 قبل الميلاد، كانت المدن اليونانية المستقلة تعاني مشكلة زيادة عدد سكانها وعدم قدرتها على الوفاء بأحتياجاتهم.
وقد واجهت المدن المختلفة هذه المشكلة بحلول مختلفة، فلجأت" اسبرطة" الى مهاجمة جيرانها اليونانيين واحتلال ارضهم.
وقامت " كورنثوس" باستعمار بلاد خارج الارض اليونانية مثل صقلية وجنوب ايطاليا. أما أثينا فقد عملت على زيادة انتاجها الزراعي والصناعي وتصدير منتجاتها من المرمر والاواني الفخارية والفضة والعطور وغيرها الى البلاد الاخرى، مما جعلها اغنى البلاد، واصبح اهلها يعيشون في افضل مستوى، وظلت تتقدم من نجاح الى نجاح حتى اصبحت اعظم البلاد اليونانية، ومركزا لاشعاع الثقافة الاغريقية بلا منازع.

وتعيش اليونان هذه الايام حالة مشابهة الى حد ما لحالتها في سنوات قبل الميلاد.

فقد وقع المجتمع اليوناني في فخ أمراض المجتمع الرأسمالي، وهرع وراء هوس الاستهلاك، واصبح يعيش بأسلوب يفوق مستواه، يعمل أقل ويصرف اكثر.ولم تستفد حكوماته من الدعم الاوروبي بما يجب، وضاعت الاموال ووزعت على قلة من المنتفعين وعم الفساد الاداري، وكانت الطامة الكبرى. فقد وصل عدد سكانها الى 12 مليون نسمة، وانتاجها لايكفي استهلاك سكانها وديونها وصلت الى ‏400‏ مليار دولار لتبلغ ما نسبته‏113%‏ من الناتج المحلي اليوناني‏,‏ في حين أن اتفاقية ماسترخيت للوحدة النقدية الأوروبية تضع الدين عند مستوي لا يزيد علي‏60%‏ من الناتج المحلي‏.‏

كما ان العجز في الموازنة العامة اليونانية وصل الى ما نسبته‏12,7%,‏ في حين أن اتفاقية ماسترخيت تشترط ألا يزيد العجز علي نسبة‏3%‏ من الناتج المحلي‏.

وقد وضع كاتب يوناني هو" بيتروس ماركاريس" يده على الجرح ووصف الحالة اليونانية فقال: ‏
"عشنا باسلوب يفوق مستوانا ولهذا تزايدت ديوننا كدولة وكأفراد." وأضاف الكاتب اليونانى البالغ من العمر 73 عاما فى تصريحات للصحف اليونانية "كان فى مقدورنا تجنب انهيار الموقف فى حال اتخذنا اجراءات صحيحة منذ البداية كما حدث فى ايرلندا. قال لى يونانيون ان الاجراءات ستكون مليئة بالتضحيات..".

وفى رأيه هناك درسان يمكن تعلمهما من الموقف الحالى : "الاول: على اليونانيين ان يعيشوا ضمن امكانياتهم وحدودهم على أساس الناتج المحلى الاجمالى. والثانى: على أوروبا ان تفكر اكثر كعائلة وليس كاتحاد من دول مستقلة تعمل كل دولة لمصلحتها فقط." وأكد "يجب ان نتحمل مسئولية هذا الموقف بطريقة أو بأخرى. ويجب ان نفهم اننا يجب ان نعيش لفترة طويلة باجراءات تخصنا وتمسنا، ولكننا لم نقررها بل قررها آخرون."
استطلاعات الرأي في اليونان تقول ان اجراءات التقشف ستؤدي الى زيادة نسبة الفقر في البلاد، وبالتالي تتخوف الحكومة اليونانية من وقوع اضطرابات اجتماعية في القريب.


فهل تتعلم اليونان من الدرس، وتعود كما كانت تعتمد على نفسها، وتأكل وتلبس مما تنتج. هذا ما ستخبرنا به الايام القادمة.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنغازي.. شئ من الذكريات
- المواجهة مع النفس .. نحن والأخر
- الأم الليبية .. نبع الحب والحنان والعطاء والتضحية
- المواقع الليبية وتعدد الاراء
- هل تخرج اليونان من محنتها؟
- سطوة الزمن
- لاحكومة ديمقراطية،دون وسائل اعلام حرة
- كيف تصبح ديتاتورا ناجحا؟!


المزيد.....




- ترددت أصداء الصراخ بطهران.. إيران: 90% من قتلى الغارات الإسر ...
- جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان: حروب نتنياهو واستراتيجية -الك ...
- مقتدى الصدر يوجه بإطلاق موكب لتقديم المساعدات لإيران وخدمة ح ...
- مقتل نائب قائد سرية في كتيبة الهندسة بالجيش الإسرائيلي بمعا ...
- وكالة -سي إن إن-: إيران تعتزم مهاجمة قاعدة جوية عسكرية إسرا ...
- خبير محطات نووية يكشف مفاجأة بشأن امتلاك طهران للقنبلة الذري ...
- من غزة لإيران.. إسرائيل توسع رقعة الحرب
- إيران وإسرائيل.. حرب الخيارات المفتوحة
- رصد إعصارين في سوتشي وهطول أمطار غزيرة اجتاحت المدينة
- وكالة مهر: الجيش الإيراني يصدر تحذيرا لإخلاء مناطق واسعة في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - اثينا 725... أثينا 2010