أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد السلام الزغيبي - المواجهة مع النفس .. نحن والأخر














المزيد.....

المواجهة مع النفس .. نحن والأخر


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 23:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن انطلاق الانسان في تصوراته وافكاره من حب الذات والمصلحة الخاصة، يؤدى به الى محاولة الغاء الاخر وتدميره واضعافه، وبذلك يحدث الظلم والقهر والاذلال والاستعباد الذي يؤدي بالنتيجة الى الصراع وهلاك المجتمع والانسان.

وثقافة العنف تعمل على هدم البناء الاجتماعي، وتعطيل طاقات الانسان، وتهديد الرفاه والسلم الاجتماعيين.

فالحوار هو أساس العلاقة بين البشر، وهو يفترض أن يحكم العلاقة بين الشعوب، بحيث نتجنب كل ما من شأنه ايذاء الاخرين أو الغاؤهم والتقليل من شأنهم، فقد اثبتت التجارب بأن لغة العنف لا تثمر مهما طال الزمن أو قصر، لأن المصير هو الحوار والتفاهم وخاصة بين ابناء البلد الواحد.

وترسيخ ثقافة اللاعنف تجعلنا نتجاوز الصعوبات ونتفادى الحروب والأتفاق على منهج الاحترام المتبادل، والتفاعل مع بعضنا البعض على قواعد وأسس متينة للتقدم نحو المستقبل.

وقبل كل شي لابد من مواجهة النفس قبل المواجهة مع الاخر، ومحاولة ايجاد حل لإشكالية العلاقة المشوهة مع النفس، التي تنعكس بالطيع على العلاقة مع " الاخرين". لحظة مواجهة مع النفس، من اجل المصالحة معها، بكل ابعادها الفردية والتاريخية والحضارية والسياسية.

اولا يجب ان نعترف باننا نعيش " علاقة مشوهة" مع النفس قبل ان نعيشها مع " الاخر". صراع حضاري ذاتي مع الموروثات المتراكمة عبر عصور التاريخ العربي، وهذا الخليط من النقائض والاضداد المترسبة في صميم مكونات المجتمع، والتي تركت الكثير من المسائل الشائكة دون حلول ودون حسم، ودون ان يجروء احد على الدخول في التفاصيل، في الوقت الذي وصل فيه الاخرون الى ما وصلوا اليه. بسبب انقسامنا ويأسنا وعدم قدرتنا على النهوض ثانية، فالبيت المنقسم على نفسه لايمكن ان يواجه الاخرين.

فقبل محاورة الاخر اذن، علينا أن نؤسس لحوار جديد ومختلف على اسس جديدة مثل تربية الانسان العربي المسلم على تقبل المسلم الاخر. وكذلك مواطنه الاخر غير العربي أو غير المسلم. إن تقبل " الغير" من المواطنين في الوطن. تعايشا وتحاورا وتسامحا هو الشرط الاول لأي مشروع حضاري أو سياسي شراكة مع الاخر. اما من يلغ او يضطهد مواطنه" الاخر"، فكيف يمكن له ان يحاور ويعايش الاخر المنتمي الى قوميات وديانات وحضارات أخرى؟
إن العصبيات والمذهبيات والطوائف والاثنيات لايمكن ان تكون( القاعدة) والمرجعية لأي مجتمع يواجه تحديات العصر الحديث. لانها تقود الىاستبداد عصبية على غيرها بالقوة وتزيد من التوتر الديني ومشاعر التعصب والبغضاء وثقافة الكراهية. وربما الى الحرب بين مختلف العصبيات وتحلل الدولة والوطن. فالاخر ليس ادنى او اقل لانه مختلف، وتقبل وجود الاخر بوصفه" حقا من حقوق المخالفة". لأن الاختلاف سنة كونية تظهر في قوله تعالي" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " الحجرات – 13.
ويتجاوز الخطاب القرآني حدود اللون والعرق والثروة ليكون معيار التميز امام الخالق هو العمل الصالح.
ويعترف الخطاب الاسلامي بوجود الاخر وكونه مختلفا في قوله تعالى" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ، ولايزالون مختلفين". هود – 118.

اذن.. لامفر من التعايش مع الاخرين في الوطن، قبل التوجه لمحاورة الاخرين في العالم الكبير.




#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأم الليبية .. نبع الحب والحنان والعطاء والتضحية
- المواقع الليبية وتعدد الاراء
- هل تخرج اليونان من محنتها؟
- سطوة الزمن
- لاحكومة ديمقراطية،دون وسائل اعلام حرة
- كيف تصبح ديتاتورا ناجحا؟!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد السلام الزغيبي - المواجهة مع النفس .. نحن والأخر