أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام الزغيبي - المسلسل التركي.. دخل بيتنا وأستقر فيه!














المزيد.....

المسلسل التركي.. دخل بيتنا وأستقر فيه!


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3015 - 2010 / 5 / 26 - 21:38
المحور: الادب والفن
    


دخلت المسلسلات التركية الى كل بيت عربي من المحيط الى الخليج، لعدة اسباب منها غياب الدراما العربية المميزة التي كانت في الماضي تحظى بمشاهدة عالية مثل مسلسل(ليالي الحلمية) ومسلسل( باب الحارة) وغيرها من الاعمال الفنية الناجحة.
فالمسلسلات الدرامية وغير الدرامية العربية لم تقدم للمشاهد العربي قضايا وحكايات ومواقف انسانية تستحق المشاهدة،ولم تضف اليه شيئا على الصعيد النفسي والمعنوي من مشاعر واحاسيس.وانما اعتمدت اغلبية الاعمال التي يشاهدها الجمهور العربي في كل شهر رمضان على مبدأ الصراع بين الخير والشر ودائما ثمة طيبون يتعرضون للمكائد من الاشرار ودائما ثمة ضحايا. وغالبا ما ينتصر الاشرار حتى الحلقة ما قبل الاخيرة من كل عمل لتنقلب الاحداث كلها دفعة واحدة في الحلقة الاخيرة!
وهذه العلة موجودة في معظم الاعمال الدرامية العربية... حيث الاطالة في الاحداث والمطاطية، وتسارع الاحداث واختصار كل شئ من اجل اسدال الستار عل العمل الدرامي.
هناك شئ اخر، وهو أن هذه الاعمال لم تخرج من اطار المحلية ، ولم تتعداها الى العصر الا في بعض العبارات الدالة عن العولمة والانترنت.
وثمة لا واقعية في معظم الاعمال فقد رأينا القصور والفيلات والسيارات الفارهة والاحياء الراقية والحديث عن الثراء والاموال، وغابت مشاهد الفقر وحياة الناس العادية. وهو ما يمثل تزييف للواقع .

كل هذه الاسباب وغيرها فتحت الطريق امام المسلسلات التركية التي اثيرت حولها ضجة اعلامية، حولها كانت سببا في نجاحها وانتشارها بين الجمهور العربي،وجعل التلفزيون في بلد عربي كبير يشترى حق عرضها، الى جانب قنوات فضائية عربية اخرى، وانشغلت الصحافة العربية بهذه الظاهرة لمعرفة اسبابها، بعدما اصبح المشاهد العربي حائرا بين الافلام الهندية والمسلسلات التركية التي حققت نسبة مشاهدة عالية للغاية.
وبدأ الصراع بين المؤيدين والمناهضين للمسلسلات التركية، فقد اتهمها البعض بانها تحمل مضامين بسيطة وافكار ساذجة، وان سبب الاقبال عليها هو حالة الملل من المسلسلات العربية المكررة والمملة، والتي تناقش عددا محدودا من الموضوعات، ويقوم بها كل عام نفس الوجوه، لدرجة ان الناس قد بدأت تمل منهم، ومن الموضوعات المكررة التي يقدمونها، وتبحث عن مدارس درامية اخرى ونجوم اخرين ولو من دول اخرى.خاصة وان هناك تشابه كبير في البيئة الاجتماعية التي تدور فيها عادة هذه المسلسلات والبيئة الاجتماعية في بعض الدول العربية، وهذا ما يعطي بعض المصداقية لشخوص واحداث هذه المسلسلات. ويحمل البعض الدراما العربية جزء من المسؤولية عن انصراف المشاهد العربي الى مشاهدة المسلسلات التركية وغيرها ، لكنه ينسى في نفس الوقت ان مساحة الحرية المتاحة امام كتاب هذه المسلسلات، اكبر بكثير من مساحة الحرية المتاحة للمؤلف العربي، وهو ما يعطي الافضلية لهم ويقيد الى حد كبير عملية الابداع وعدم تناول القضايا الساخنة بقدر كبير من الحرية. الى جانب افتقار شركات الانتاج العربية الى مشروع فني حقيقي يخدم قضايا الامة.
وهذا كله لايعني ان هذه المسلسلات التركية ليست جميلة،فهي تحوي قصصا انسانية مشوقة وعالجت قضايا اجتماعية، ووطنية انسانية مهمة كما شاهدنا في المسلسل التركي" صرخة حجر" الذي تناول القضية الفلسطينية. و كشف معاناة المدنيين الفلسطينيين تحت الاحتلال، وقوبل باستحسان ومتابعة المشاهد العربي،
وهناك من وجد في هذه المسلسلات التركية شيئا مختلفا وجديدا نطلع من خلاله على ثقافات أخرى، ونتعرف على ما يجري خارج وطننا العربي، وهي جديرة بالمتابعة،من حيث المناظر الطبيعية التي تشاهدها أو من خلال القصص التي تجد فيها الكثير من الرومانسية والبطولة.
ولاشك أن الانفتاح على ثقافات أخرى سيؤدي بالضرورة إلى حلول فنية جديدة على صعيد الإخراج والصورة، وهذا ما يمكن أن تؤمنه الدراما التركية أو غيرها.
فالدراما التركية تحوي جوانب فنية كثيرة "لو أضيفت للدراما العربية ممكن أن تغنيها"، فالدراما التركية جديدة نسبياً وقد استفادت من التطور الكبير للسينما التركية.
وهذه احدى ايجابيات الدراما التركية التي ستظل تتسيد الواجهة حتى تتخلص الدراما العربية من سلبياتها وتخرج من عقليتها المتجمدة.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضوح والغموض في الكتابة
- اثينا 725... أثينا 2010
- بنغازي.. شئ من الذكريات
- المواجهة مع النفس .. نحن والأخر
- الأم الليبية .. نبع الحب والحنان والعطاء والتضحية
- المواقع الليبية وتعدد الاراء
- هل تخرج اليونان من محنتها؟
- سطوة الزمن
- لاحكومة ديمقراطية،دون وسائل اعلام حرة
- كيف تصبح ديتاتورا ناجحا؟!


المزيد.....




- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام الزغيبي - المسلسل التركي.. دخل بيتنا وأستقر فيه!