أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام الزغيبي - الملك .. والصعلوك .. وصناعة الديكتاتور














المزيد.....

الملك .. والصعلوك .. وصناعة الديكتاتور


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 13 - 01:16
المحور: الادب والفن
    



يعتبر المسرح من أكثر الفنون الأدبية التصاقاً بحركة المجتمع لأنه الفن الذي تنبع موضوعاته من الحياة مباشرة ، ولأنه الفن الوحيد الذي يتوجه توجهاً اجتماعيا مباشرا في محاكاته للحياة بما تحمل من مشكلات وفي تحليله لها وتصويره لإنسانها فيكل أوضاعه وبذلك يصبح المسرح مداراً للصراع الاجتماعي والسياسي. وتعتبر مسرحية" الملك هو الملك" للمسرحي العربي" سعد الله ونوس" إحدى هذه المسرحيات التي عبرت بشكل كبير عن العلاقة بين الفن والمجتمع والعلاقة بين السلطة والمواطن.
وهي مسرحية استلهمها المؤلف من حكاية (النائم واليقظان) في الليلة الثالثة والستين بعد المائة من (ألف ليلة وليلة) ، وهي إحدى أشهر الحكايات وأكثرها تناولا من قبل الكتاب المسرحين .
تحكي المسرحية قصة ملك ضجر بأبهة الحكم فيقرر أن يتنكر هو ووزيره بحثا عن ترفيه بين العامة فيلتقي بتاجر قد أفلس" أبو عزة" يمضي وقته في الخمر والهذيان ويحلم بأنه الملك فيقرر الملك أن يلبسه ثيابه ويجعله ملكا ليوم حتى يضحك من هذا المشهد الغريب. ولكن الجميع يتصورون أن التاجر هو الملك حتى الملكة وحراس القصر. وتكون مصالح الآخرين من أمثال الوزير وشاهبندر التجار تقتضي استمرار اللعبة وجعلها حقيقة واقعة وبذا يصبح البديل أصيلا بينما يخرج الأصيل من اللعبة وبالفعل يخلع الملك رداءه ويلبسه"ابوعزة " فيصبح هو الملك وتتوالى الأحداث ويرتقي "أبو عزة" العرش ويصرف أمور الدولة كأي ملك يعرف واجباته .‏
أما الملك الأصلي فيجن ليصبح في النهاية كأبي عزة .‏
عندما صاغ المسرحي الراحل" ونوس" نص مسرحيته" الملك هو الملك" كان يدرك تماما أين تكمن الأزمة سواء كان من يجلس على العرش ملكا حقيقيا ورث العرش وتم تنصيبه، أم اغتصبه عنوة، فالأمر لن يختلف كثيرا لأن الأزمة في " الكرسي" – العرش- المنصب". الذي يحول من يجلس عليه إلى تابع لا هم له سوى الحفاظ عليه . إنها السلطة.
وشخصية الملك كما رسمها " ونوس" هي شخصية إنسان يشعر بالضجر لا تشغله أحوال الرعية وشئونها في شيء، وبينما الفساد يعم البلاد، يكون الملك مشغول بكيفية خروجه من حالة" الملك"، لذلك يقرر التنكر. ومن هنا يدخلنا المؤلف إلى اللعبة المسرحية وتبادل الأدوار، فالصعلوك قد يأتيه يوم ليصبح ملكا، والملك بين يوم وليله قد يتحول إلى " صعلوك".
وكتب سعد الله ونوس نص مسرحيته بعد 10 سنوات من هزيمة يونيو 67، وهي المرحلة التي شهدت الانكسار الذي أصاب الجميع، وهي نص بسيط لكنه يحمل عمقا فكريا ويكشف حقائق الأمور فيما يتعلق بالملك والحكم وكرسي السلطة، والحديث عن العدل والإنصاف الذي يتحول بمرور الوقت إلى حلم يتحدث عنه الصعاليك من أمثال" أبو عزة" وينسونه بمجرد أن يملكوا زمام الأمور، فقط الثياب هي التي تغيير ويتم تبديلها تحمل لنا نهاية ملك، وبداية حكم ملك جديد.
يقسم المؤلف أبطاله إلى ثلاثة مستويات، العامة، الوزراء طبقة التجار التي ترمز لتسيد رجال الإعمال في العصر الحالي، وعلاقتهم الوطيدة بصناعة القرار السياسي، وعلى القمة يجلس" الملك" ولا يهم من يكون " الملك" الحقيقي أم الصعلوك الذي يتحول ويصير ملكا، ونراه يحكم ويأمر، يجلس على كرسي العرش والصولجان في يده، هنا ترى العامة، والوزراء والتجار يحفون هاماتهم للكرسي ومن يجلس عليه والثياب وفاتهم حتى التطلع في وجه الملك، وهذه الصورة ترينا بعمق كيف يصنع الديكتاتور.

مراجع:
* ياسر الظاهر/ جريدة الفرات
* فاضل خليل/ الحوار المتمدن



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب بين تركيا وايران
- المسلسل التركي.. دخل بيتنا وأستقر فيه!
- الوضوح والغموض في الكتابة
- اثينا 725... أثينا 2010
- بنغازي.. شئ من الذكريات
- المواجهة مع النفس .. نحن والأخر
- الأم الليبية .. نبع الحب والحنان والعطاء والتضحية
- المواقع الليبية وتعدد الاراء
- هل تخرج اليونان من محنتها؟
- سطوة الزمن
- لاحكومة ديمقراطية،دون وسائل اعلام حرة
- كيف تصبح ديتاتورا ناجحا؟!


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام الزغيبي - الملك .. والصعلوك .. وصناعة الديكتاتور