أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الطوفان قادم














المزيد.....

الطوفان قادم


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا يمكن فصل ما شهدته تونس والجزائر اليوم (وغدا ربما في الاردن وموريتانيا) من أحداث دامية عن ظاهرة إرتفاع أسعار السلع الأساسية في السوق العالمية. والمشكلة لا تنحصر فقط في تونس والجزائر بل توجد أيضا في بنغلادش وهاييتي وحتى كوريا الجنوبية التي أسست حكومتها شركات لإستيراد السلع الأساسية لتقليص فارق الشركات الوسيطة، وهناك الكثير من الدول التي خفضت أو رفعت التعريفة الجمركية عن بعض السلع لتبقى الأسعار منخفضة مثل ليبيا. أما توقعات الأمم المتحدة فإنها تنذر بمستقبل سيء ومزيد من ارتفاع الأسعار. بعد كل هذا، هل ما حدث بالجزائر وتونس من إضطرابات هو نتيجة للتضخم الأقتصادي الناتج عن إرتفاع أسعار السلع الأساسية والذي أدى إلى زيادة أعداد البطالة، أم هو صحوة للشارع وتوق للحرية والديمقراطية؟

هل ما يحدث في بعض البلدان العربية من إضطرابات عائد لأسباب إقتصادية أم سياسية؟ فإذا كانت العوامل الإقتصادية هي السبب الرئيسي لهذه الإضطرابات فلماذا لم يحدث هذا الشيء في إيرلندا وإسبانيا والبرتغال؟ فهذه الدول مرت بأزمات إقتصادية كبيرة ولم يحدث بها شيء. أما بعض الدول التي حدثت بها احتجاجات كاليونان لم تكن المظاهرات تخرج من أجل الحرية والديمقراطية بل اعتراضا على إجراءات اقتصادية اتخذتها في إطار برنامج للاصلاح فرضته ترويكا الاتحاد الأوربي وصندوق النقد الدولي. .
سبب الاحتقان في بلادنا سياسي ويعود إلى عجز كامل للأنظمة العربية في رسم سياسات واضحة تخرج دولنا دوامة الفقر والجوع والبطالة التي ما عادت تخفى على أحد. نظام عربي فاشل بكافة المقاييس نظام يرفض الإصلاحات ويتشبث القائمون عليه بالكرسي ولا يغادرونه إلا إذا غادروا الحياة أو اطاح بهم طامع آخر في ذلك الكرسي . ومع غياب الشفافية والعدالة في توزيع الثروات يأتي التهميش الاقتصادي لفئة غالبيتها من الشباب العاطل والفاقد لآية بارقة أمل الأمل في المستقبل، وهذه الفئة هي التي قادت الاحتجاجات التي اندلعت في الجزائر وتونس.
الانظمة تعلم أكثر من غيرها بأن التغيير قادم لا محالة إذا لم يأت اليوم ففي الغد أو بعد الغد ، ومع هذا فهي لاتحرك ساكنا ً وتعمد لإجراءات في الوقت الضائع. أخطر ما هو قادم أن يقترن مطلب التغيير بالعنف والدماء.
النظام السياسي الذي يملك الشجاعة الكافية للاعتراف بضرورة التغيير ويمضي قدما باتجاه التغيير الهادئ وإعطاء الشعوب الحريات وتطبيق الديمقراطية يقلل من الخسائر التي يمكن ان يدفعها الشعب . الأصلاحات السياسية التدريجية خير بكثير من انتظار الثورات التي لا يكون حصيدها إلا الويلات. المطلوب هو السير بخطوات مدروسة وثابتة في الطريق الذي يقود إلى إطلاق الحريات الفردية والعامة واحترام العقائد والهويات الثقافية المختلفة . وقبل ذلك كله وبعده توفير فرص العمل واتخاذ الاجراءات التي تحقق العدالة الإجتماعية، والتوزيع العادل للثروة ومكافحة الفساد الذي ينهش النظام العربي.
المطلوب التحرك الآن بهذا الاتجاه قبل فوات الاوان فالطوفان قادم.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسان وتعمير الارض
- المتغطي بأمريكا... عريان!
- رسالة الفن:السمو بالانسان والرقي باحاسيسه -أنتيجوني- للملك - ...
- الكرسي .. والخازوق
- لا لصحافة الخطوط الحمراء
- اليونان .. الى أين؟
- الاستبداد .. دخل بيتنا وأستقر فيه!
- الملك .. والصعلوك .. وصناعة الديكتاتور
- العرب بين تركيا وايران
- المسلسل التركي.. دخل بيتنا وأستقر فيه!
- الوضوح والغموض في الكتابة
- اثينا 725... أثينا 2010
- بنغازي.. شئ من الذكريات
- المواجهة مع النفس .. نحن والأخر
- الأم الليبية .. نبع الحب والحنان والعطاء والتضحية
- المواقع الليبية وتعدد الاراء
- هل تخرج اليونان من محنتها؟
- سطوة الزمن
- لاحكومة ديمقراطية،دون وسائل اعلام حرة
- كيف تصبح ديتاتورا ناجحا؟!


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الطوفان قادم