أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الشعب الليبي قال كلمته !















المزيد.....

الشعب الليبي قال كلمته !


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 01:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"عـدو الشـعـوب ليـس الجـهـل و الفقر و المرض بـل هـو الـخـوف"
طاغور

وسقطت العزيزية عند عصر يوم مهيب، وحسمت معركة طرابلس، بتمكن الثوار من اجتياح باب العزيزية مقر القذافي، وبهذا أصبحت طرابلس تحت سيطرة الثوار، الذين بدؤوا رحلة ملاحقة ومطاردة ملك ملوك إفريقيا، وقائد الثورة والجماهيرية العظمى، التي سقطت بسقوط التمثال في ساحة باب العزيزية الذي ذكر المشاهدين بسقوط الصنم في بغداد .
سقط حصن العزيزية في ثلاث ساعات فقط ، من المواجهات العنيفة بين الثوار ومجموعات موالية للنظام، فرت من أمامهم كالجرذان،و انهارت دفاعاتها علي نحو مفاجئ، في سقوط سريع لأكبر المعاقل المحصنة في العالم، الذي تبلغ مساحته ستة كيلومترات مربعة، و تحميه كاميرات بالأشعة ما فوق الحمراء وأجهزة استشعار متطورة،ومحاط بثلاثة أسوار إسمنتية مضادة للقذائف،وكتائب مجهزة بأحدث الأسلحة، وكان يتوقع أن يشهد أشرس المعارك،لكن عزيمة الثوار وبسالتهم، هزمتهم، ورفعت عليه أعلام الثورة الليبية علم الاستقلال الذي غاب عن هذا المكان 42 عاما كاملا ،لتسدل الستار على مرحلة ألقذافي، لتبدأ مرحلة جديدة مقبلة، فيها الكثير من الغموض،، مع الوصول المتوقع لأعضاء المجلس الوطني الانتقالي من بنغازي إلى طرابلس.
ولكن لكي نعرف كيف وصلنا إلى هذا المشهد التاريخي، تعالوا نحكي الحكاية من أولها....
الحقيقة هو انه ، أي طرف من الأطراف سواء القذافي أو ابنه الوريث سيف أو الغرب، لم يحسب أي حساب للشعب الليبي، ولم يكن يدور في ذهنهم، أن ثمة شعب يملك الشجاعة والإقدام والرغبة في التحرر، وكان ما ينقصه فقط ، قوة الدفع والضربة القاضية التي تفقد النظام توازنه وتجعله يترنح ويسقط .
كلنا يعرف أن نظام القذافي امتلك قوة القمع والطغيان وزرع البصاصين في كل ركن من أركان ليبيا، فاللجان في كل مكان كانت تعني (البصاصون في كل مكان) حيث انتشرت المربعات الأمنية التي تحصي على الناس أنفاسهم وتعد خطواتهم، فالدولة البوليسية التي وضع بنيانها القذافي كانت فعالة وقوية لدرجة لا تسمح لأحد باختراقها ما دام على قيد الحياة وكانت القبضة الحديدية تكبح جماح المجتمع وتمنعه من التحرك . وكانت اللجان الشعبية ومسرحية مؤتمر الشعب العام واللجان الثورية تطيل عمر النظام، والصحافة المحلية المبرمجة لا تترك أي مجال للنقاش وإبداء رأي مخالف لتوجهات وترشيدات القائد ، وعبر ابنه سيف الإسلام عن ذلك بقوله أن الموضوع يعتبر من الخطوط الحمراء الممنوعة إبداء الرأي فيها أو التطرق إليها . وهكذا فانه في غياب حق إبداء الرأي والنقاش فان الليبيين وكذلك المراقبين قد تركوا الفرصة للتخمين.
وهنا بدا التساؤل يطرح نفسه بقوة ،هل يستطيع الشعب الليبي تغيير نظامه الديكتاتوري الثابت، والاعتماد على نفسه في عملية التغيير؟ خاصة وان 42 عاما من مقولة (من تحزب خان) لا تترك أي مجال لاختيار الطريق باتجاه ديمقراطية تعدد الأحزاب. وكان القذافي لا يعير اهتماما لأمر خلافته، وهو لا يريد أن يتحدث عمن يحكم البلاد بعده، لأنه يرفض الاعتراف بأن ذلك اليوم قادم لا محالة مهما طال الزمان ! وكان الكثيرون يستغربون من هذا الأمر، إذ كان القذافي لا يستطيع أن يرى عالما لا يكون فيه قائدا لبلاده .وهذا ما جعله لا يبدي اهتماما كبيرا بإمكانية انتفاضة الشعب الليبي عليه، خاصة وانه ضمن ولاء وثقة الغرب فيه ( وهكذا ظن!) فقد كانت كل المؤشرات والتحليلات والتقارير تشير إلى انه تصالح مع الغرب وفتح صفحة جديدة معه، فقد تنازل الغرب عن مبادئه على حساب مصالحه ، وعقد صفقة شيطانية مع نظام ديكتاتوري استبدادي كان يحكم شعبه بالحديد والنار، وكان الثمن ، عقودا سخية لشركات البترول ومشاريعا خيالية للاعمار والبناء، وبدأ زعماء وحكام ورؤساء الغرب، يهرولون إلى خيمة القذافي المحاطة بالنوق البيض، زرافات ووحدانا، في سبيل إرضاء طاغية طرابلس، والذي بيده كنوز مغارة علاء الدين، يوزع العطايا بسخاء بدون حساب، وكيفما شاء، وينصب خيمته في أشهر ميادين أوروبا. بينما كان الشعب الليبي يرزح تحت تسلط عقيده الذي استهتر حتى بأكبر مؤسسة دولية هي الأمم المتحدة. وكان الغرب يعرف أكثر من غيره أن نظام العقيد لا يتغير ، فهو الذي موّل الإرهاب والنزاعات في كل مكان،واسقط الطائرات المدنية، وفجر الملاهي الليلية،واختطف الأبرياء( الصدر والكيخيا)، وتناسى الغرب كل هذا، وأيقن القذافي أن استمراره في حكم ليبيا دائم.
كانت البلاد تعيش فوضى وفساد ولا أحد يهتم، الناس لم يعد لديهم أمل، وكان الشباب يعانون من البطالة والتهميش، فأصبحوا لقمة سائغة للتيارات الإسلامية المتطرفة. أما القذافي فلم يتغير وقد أصبح أكثر قوة وجبروتا، وحتى عندما يموت فان لديه ثمانية أبناء، وهم يتحكمون في كل شيء، وعلى جميع الأصعدة وفي جميع المجالات، الناس كانت في حالة تململ وترقب.
ولان السلطة المطلقة مفسدة، فهي تجعل من الطاغية لا يرى شعبه، وهو آخر اهتماماته، يدخل في حروب لا طائل من ورائها، ولا أحد يحاسبه ! كان يبذر ثروة الشعب ويوزعها على الحكام الأفارقة وشعبه جائع!
كان يفعل بالشعب الليبي ما شاء فله الأمر وعلى الشعب الطاعة ! وكان الإعلام يرسخ هذه الفكرة ليل نهار، والزعيم يرى شعبه من هذه الزاوية، شعبا يسبح بحمده، فهو أساس كل شيء، وبدونه لا شيء! وتم اختزال التاريخ في ذاته.
ولكن ما لم يضعه في الحسبان، أن الشعب الليبي لم يقل كلمته الأخيرة، وهو الذي يحدد مصيره لوحده.
في سنة 2006 خرجت مظاهرات ضخمة في مدينة بنغازي، أدت إلى محاصرة المدينة لمدة يومين من قبل بعض المتظاهرين، ولم تتمكن الشرطة المحلية من التحكم فيها مما أدى إلى إطلاق الرصاص، على بعض المتظاهرين أمام القنصلية الإيطالية،وسقط فيها قتلى وجرحى، وكانت هذه بمثابة البروفة النهائية قبل المواجهة الكبرى التي وقعت في 17 فبراير وكانت مفاجأة للنظام الدموي..
عندها.. انتفض الشعب وقال كلمته واجبر العالم على احترامه والاعتراف به. لأنه عرف إن إزاحة نظام القذافي من الخارطة السياسية هو مطلب شعبي في ليبيا، نظرا لما عاناه أهلها من ظلم و قمع و تهميش،لأكثر من أربعة عقود كانت كافية لاستغلال ثروات ليبيا الهائلة،في تطوير بنيتها التحتية من طرق و مستشفيات و جامعات، و لتكوين جيل من المثقفين و المتعلمين في مختلف الاختصاصات العلمية، يتكفل بتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين في ظل نظام ديمقراطي، يضمن للمواطن أدنى شروط الحياة الكريمة من شغل و تعليم و رعاية صحية إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث.
لقد سطر الشعب الليبي بدماء وأرواح وتضحيات الشباب والشيوخ والأطفال والحرائر، تاريخا ستفتخر به الأجيال القادمة. وصنع أعظم ملحمة وطنية في التاريخ العربي المعاصر، وقصة فريدة من قصص البطولة والتضحية في مقاومة الظلم والاستعباد والطغيان الذي فرض نفسه على شعب تعداده ستة ملايين نسمة،لمدة دامت لأربعة عقود من الزمن.. سادتها العبودية والظلم والعنف والتدخل والقسوة البوليسية .
أننا اليوم نتطلع إلي ليبيا الجديدة الحرة والتي نتمنى لها أن تكون دولة حرة مستقلة ديمقراطية تشهد الأمن والاستقرار والتنمية ..
أن المستقبل بالتأكيد هو مستقبل ليبيا الحرة التي صنعها الثوار الشباب بكل ثقة وقوة وأيمان بحتمية الانتصار ومن اجل عهد جديد وتاريخ مشرف ليكون امتدادا طبيعيا لثورة عمر المختار .. ليبيا الحرة والأصالة والتاريخ والحضارة التي نتلمسها في مفاهيم الثوار وحرصهم علي صناعة التغيير بعيدا عن لغة القمع والقتل وفرض التسامح والمحبة من اجل ليبيا الغد المشرق والتنمية والاستقرار..



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكشافة في بنغازي عمل دائم ومستمر من اجل خدمة المجتمع
- إعلام القذافي .. 42عاما من الكذب المتواصل!
- إعلان نهاية عصر التهديد ولغة القتل
- مناقشات بيزنطية في المسألة الليبية!
- ليبيا.. ذكريات مؤلمة في شهر رمضان
- الصحافة الليبية بين عهدين
- نهاية طاغية..
- نهاية صاحب الفيل قريبة....
- أنتبهوا .. يا شباب الثورة
- دع وطني يموت في سبيلي
- نحن والخوف من المهد إلى ما بعد اللحد!
- القذافي.. نيرون الجديد يبعث من ليبيا
- الخلاص من الشبح
- الصحوة العربية الثانية بدأت
- المرأة الليبية ومساهمتها البارزة في ثورة 17 فبراير المجيدة.
- ولادة عسيرة قد تحتاج إلى عملية قيصرية
- الليبيون وروح الفكاهة في مواجهتهم مع النظام
- النكتة .. تنفيس للاحتقان أم نذير بالثورة
- نيرون.. الرجل الذي أحرق شعبه
- الطوفان قادم


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - الشعب الليبي قال كلمته !