أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام الزغيبي - نهاية صاحب الفيل قريبة....














المزيد.....

نهاية صاحب الفيل قريبة....


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3426 - 2011 / 7 / 14 - 05:49
المحور: الادب والفن
    


نهاية صاحب الفيل قريبة...

بنغازي/عبد السلام الزغيبي

هل تحققت نبوءة سعد الله ونوس وتكاثرت الفيلة لتبدأ الحكاية الدموية العنيفة لأن الناس لم تعد تطيق الفيل. انتفض المحكوم عليهم بتقديس الفيل ضد الفيل وصاحبه. ورغم أن المسرحي الكبير غاب عن مسرح الحياة، إلا أن أعماله المسرحية ظلت مصدرا مهما يعيننا على فهم العلاقة غير المتوازنة بين السلطة والناس في العالم العربي والتي قادت إلى هذه النهايات المأساوية التي نعاني من ويلاتها حتى الآن.

في رائعته «الفيل يا ملك الزمان»، يروي سعد الله ونوس (1941 - 1997) حكاية ملك كان لديه فيل ضخم قد أعجب به، بحيث أطلق العنان له بأن يسرح في المدينة حتى لا يحبس في قفص، فما كان من هذا الفيل إلا أن عاث في المدينة فسادا ليأكل ما يرى أمامه ويدهس الناس ويحطم الأشياء من دون أن يجرؤ أحد على نهره أو الأخذ (بخرطومه) إلى مكان آخر. دفعت الفوضى، والضرر الذي لحق بالناس والممتلكات أهل المدينة ليذهبوا إلى الملك بغرض الشكوى، ولكن الحرس والوزراء حالوا بين أهل الشكوى والملك وهددوهم في أرزاقهم وأمنهم لأنهم كانوا مستفيدين من وجود الفيل، فلما وقفوا أمام الملك لم يتمكنوا من عرض قضيتهم ، بل قام أحدهم خطيبا، ليقول: يا جلالة الملك، فيلكم يشعر بالوحدة، ولذا جئنا نقترح تزويجه.

تجسد مسرحية "الفيل يا ملك الزمان" تغوّل السلطة المرموز إليها بالفيل. خلاصة القصة أن ملكا كان يحب فيلا فأطلق له العنان في المدينة. تغول الفيل، فأهلك الحرث والنسل، قطع أرزاق الناس، وحرم محمد الفهد من ابنه إذ داسه فصار "كتلة من اللحم والدم". لم يعد الناس يستطيعون التحمل فأقنعهم زكريا المتعلم المحرض بالذهاب إلى الملك للشكوى، فهذا حقهم كما يقول. ذهبوا على مضض إلى قصر الملك للشكوى فتعرضوا لكل أشكال الإهانة والازدراء من قبل الحراس، فالشعب في عرف أهل القصر وسخ وتسكن ثيابه البراغيث والقمل. الشعب ألف السكن في المزابل ولهذا ينبغي تذكيره بأنه في قصر الملك. يتحول الحارس من فرد من أفراد الشعب إلى جزء من آلة جهنمية لإنتاج الإهانة لأن العمل عند الملك يفرض عليه أن يمارس طقوس لإهانة حتى أقرب الناس اليه.
قبل الذهاب إلى القصر اتفق زكريا مع الناس أن يبدأ هو الكلام عن الفيل على أن يقوموا هم بتأكيد الشكوى أمام الملك بشكل موحد. لكنهم عندما وقفوا أمام الملك أفقدتهم رهبة وعنفوان السلطة القدرة على النطق لدفع الظلم الذي لحق بهم من الفيل. اضطر زكريا، بعد محاولات عبثية لتشجيعهم على الكلام، أن يطلب من الملك تزويج الفيل حتى لا يبقى وحيدا. تصرف زكريا هذا يرمز إلى مأزق المثقف في المجتمعات التي استمرأت السكوت. فتحول من محرض إلى انتهازي. تحول زكريا من رمز يسعى لقيادة الشعب في مواجهة السلطة إلى خادم يرافق الفيل. فانتقل من خندق المدافع عن حقوق الشعب إلى الخندق المضاد رغم ما يستتبعه ذلك من نتائج وخيمة على التحول المنشود. العبرة المستخلصة من المسرحية، رغم بساطة أسلوبها، هي أن تغوّل السلطة على الشعوب ما كان ليحدث لولا صمتها. القراءة الفاحصة لحركات وأقوال الملك تبين مدى احتقاره لشعبه. الملك لا يعترف بكلام الشعب إلا إذا كان تعبيرا عن ولاء يبقي الشعب في مرتبة الرعية.
المسرحية تنتهي برؤيا. رؤيا تنبئ بحياة أفضل للشعوب عندما تتكلم، عندما تتخلص من عبودية الصمت الذي فرضته على نفسها. فزكريا حاول أن يوقظ القدرة على الكلام في هؤلاء القوم ولكن الخوف الذي يسكنهم أسقطهم عند أول اختبار. سقطوا في اختبار الدفاع عن أنفسهم بالكلام.
لم يشأ سعد الله ونوس إنهاء المسرحية عند هذا السقوط الشعبي في الاختبار الأول لأنه يبشرنا بأن تكاثر الفيلة بداية لحكاية أخرى."حكاية دموية عنيفة". تكاثر الفيلة في حد ذاته يحمل في صلبه أسباب النهاية الحتمية لها: نهاية دموية ليس للفيل فقط بل لصاحب الفيل وعبدة الفيل أيضا.

لقد انتصرنا في الجولة الاولى من المعركة ضد افيال ابرهة القذافي التي قدم الى بنغازي بجيش عرمرم ليمحو المدينة من الوجود .. تلك المدينة التي ربته ودرس في جامعتها وتخرج من كليتها العسكرية وشرب من ماءها .. وكان جزاؤها يوم 19-3 هو محاولة تدميرها وقتل وتشريد اهلها لولا مقاومة نسور الجو الليبيين البواسل وطيورهم الابابيل وشبابنا الابطال الذين افشلوا خططه الجهنمية وردوا كتائبه على اعقابهم ودحروهم .

ولكي ننتصر في الجولة الثانية من المعركة علينا التسلح بالصبر والايمان والثبات والاخلاص في النية وبنزع الخوف من القلوب .

يقول المولى عز وجل في كتابه الحكيم (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون)الانفال



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتبهوا .. يا شباب الثورة
- دع وطني يموت في سبيلي
- نحن والخوف من المهد إلى ما بعد اللحد!
- القذافي.. نيرون الجديد يبعث من ليبيا
- الخلاص من الشبح
- الصحوة العربية الثانية بدأت
- المرأة الليبية ومساهمتها البارزة في ثورة 17 فبراير المجيدة.
- ولادة عسيرة قد تحتاج إلى عملية قيصرية
- الليبيون وروح الفكاهة في مواجهتهم مع النظام
- النكتة .. تنفيس للاحتقان أم نذير بالثورة
- نيرون.. الرجل الذي أحرق شعبه
- الطوفان قادم
- الانسان وتعمير الارض
- المتغطي بأمريكا... عريان!
- رسالة الفن:السمو بالانسان والرقي باحاسيسه -أنتيجوني- للملك - ...
- الكرسي .. والخازوق
- لا لصحافة الخطوط الحمراء
- اليونان .. الى أين؟
- الاستبداد .. دخل بيتنا وأستقر فيه!
- الملك .. والصعلوك .. وصناعة الديكتاتور


المزيد.....




- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية
- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...
- نقل الفنان المصري محمد صبحي إلى المستشفى بعد وعكة صحية طارئة ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد السلام الزغيبي - نهاية صاحب الفيل قريبة....