أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - نهاية طاغية..















المزيد.....

نهاية طاغية..


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سقوط طاغية هو فسحة أمل وبسمة ورجاء وعودة الإيمان بأن الطاغية له يوم. وأن الطغيان له نهاية وانه ليس قدرا مكتوبا.

سقوط طاغية مثل القذافي يفتح كوة في جدار الظلام يتناثر عبرها شعاع النور وينبئ بأنها يمكن أن تتحول إلى نوافذ بل والى أبواب مفتوحة.

سقوط طاغية ، أغتصب مصائر الناس ونهب ثروات وخيرات البلد واستباحها هو وأولاده وكأنها ملكيته الخاصة وأستهتر بأقدار المواطنين وألقى بالعشرات والمئات والألوف في غياهب السجون بغير حساب أو وازع من ضمير بل وقصف أبناء شعبه بالقنابل والطائرات والمدافع والصواريخ . سقوط طاغية كهذا هو آذان بأن الشمس ستشرق في نهاية الليل مهما طال.

سقوط طاغية هو الوعد الحق لكل المستضعفين في الأرض.

ومأساة ليبيا تحت حكم الطاغية القذافي هي نموذج للمأساة التي اكتملت كل عناصرها.

مغتصب للسلطة جاهل .. ركب حصانه الجهنمي ( دبابة) في ليلة ظلماء بهيم، وشعب بسيط ليس لديه تجربة سياسية تكفي للحكم على القادم المجهول. وإهمال وتقاعس .. ولامبالاة وتسيب وترهل وانعدام للمقاومة وبالتالي الاستسلام للعقلية القدرية والإتكالية وتقاعس القائمين على أمر الدولة في القيام بالمهام المناطة بهم رغم أن كل الدلائل وكل التحليلات كانت تشير إلى أن مجموعة عسكرية تنوي الانقلاب على الحكم الشرعي .. إلا أن النظام الملكي لم يتخذ أي إجراءات صارمة وحاسمة وجادة لحماية نفسه !

ورغم كل هذا فإننا إذا قمنا بمقارنة بسيطة لما كنا فيه وما أصبحنا عليه بعد انقلاب 69 نجد الفارق الكبير ولا مجال البتة للمقارنة بين العهد الملكي ونظام القذافي الذي اتسم بالانحطاط، والتخلف والجهل والفوضى والفساد والاستبداد وإهدار قيمة الإنسان .

نظام أوقف عجلة التقدم، في كافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأعاد البلاد إلى عهود الاستعمار، وامتهان كرامة الإنسان الليبي. فعلى الصعيد السياسي، أبطل الدستور، وجرم الحزبية وأمم الصحافة وأغلق الأبواب أمام قيام مؤسسات المجتمع المدني من (أحزاب ونقابات وغيرها) وقاد البلاد إلى حكم الرجل الفاشي المستبد .. الذي استخدم ليبيا كأداة لتحقيق أغراضه وأحلامه الشخصية ومشروعاته وأمجاده الفردية على حساب تطلعات الشعب الليبي الحقيقية.

نظام افسد الحياة الاقتصادية بالتجارب التي ثبت فشلها في بلدانها الأصلية، ونشر الفساد المالي والإداري في كل مرافق الدولة، مما أفقدها قوة الدفع الاقتصادي التي اكتسبتها مع البدايات الأولى للاستقلال، فأصبحت العمولات والرشاوى المالية أسلوبا للتعامل،وأساسا للمشاريع الاقتصادية..
وعلى الجانب الإجتماعى، تدهور التعليم، والصحة ومات الكثير من المرضي الليبيين في الطريق إلى مستشفيات تونس ومصر والأردن، وباع الكثير منهم حتى مصوغات الزوجة والأرض من اجل الحصول على فرصة للعلاج بالخارج،وعمت البطالة ، وصار الليبيون يكابدون الدين، ويعانون الفقر، ويقاسون المذلة رغم أن أرضهم ترقد على اكبر مخزون احتياطي من الذهب الأسود، وتفشّت في أوساط المجتمع أمراض وآفات لم يكن يعرفها قبل مجيء سلطة القذافي.

نظام كل انجازاته انه عرى وفضح كثير من الناس الذين كانوا بيننا... تهافتوا على خدمة هذا النظام، رقصوا على كل الحبال وأكلوا على كل الموائد وأطالوا في عمره ... أنها شلة المنتفعين، تنابلة السلطان التي أكلت الأخضر واليابس بمعاونة رموز النظام.

أما النظام الملكي الذي استمر في الحكم اقل من نصف مدة حكم نظام القذافي فقد حاول رغم شح الموارد المالية (عائدات البترول وإيجار القواعد) بناء دولة حديثة تتوافر فيها مقومات الاستقلال الاقتصادي والنهوض الإجتماعى ، وإقامة دولة القانون والحريات عبر إتاحة الفرصة للحركات والتيارات والأحزاب السياسية والنقابات والصحف المستقلة والمجالس النيابية. كما أن حكومات النظام الملكي المتعددة ؛ لم تقمع يوماً إي شخص بسبب فكره أو رأيه أو دينه أو لونه أو عشيرته ، و لم يحاكم متهم من غير قاضيه الطبيعي ووفرت كافة الضمانات القانونية للمتهمين بصفة عامة.

كانت مرحلة امتداد لقيم ومضامين نضالية، لتكريس الاستقلال والسيادة الوطنية، وتحقيق العدالة الاجتماعية والبناء الإقتصادى، وبرغم التجاوزات والنقائص والعثرات والأخطاء التي ظهرت أو لاحت بين فترة وأخرى، إلاّ أن البلاد اجتازت في فترة قصيرة، لم تتجاوز الثمانية عشر عاما، خطوات واسعة نحو مستقبل أفضل، وواصل التحول الديمقراطي السياسي، والنمو الإقتصادى والثقافي تطوره، ولاحت في الأفق دلالات واقع جديد، يحمل معه آمال وأماني مجتمع بدأت تتضح معالمه، وتتحدد أبعاده يوم بعد يوم، وبدأت ليبيا تسير مع الزمن إلى الأمام، وتتدرج مع الطبيعة نحو النمو.

غير أن المصالح الدولية والمطامع الإقليمية، التي كانت تستهدف المملكة الفتية، كان لها التأثيرات السلبية على حركة النظام والمجتمع الليبي، فتم استثمار الانتكاسات والتجاوزات والعثرات والأخطاء، التي رافقت مسيرة التحول والبناء للدولة الليبية ، وتعرضت البلاد إلى سلسلة من الدسائس والمؤامرات الخارجية، والضغوطات الداخلية، حتى نجحت قوى الظلم والظلام في قلب نظام الحكم، والاستيلاء على السلطة في اليوم الأول من سبتمبر 1969 .

واليوم وبعد أن استعادت ليبيا جو الحريّة لتتنفّس هواء الديمقراطيّة في القرن الواحد والعشرين، لم يعد أمام شعبها إلاّ اللحاق بركب التطوّر الديمقراطي الذي عمّ المنطقة. بالدعوة إلى صياغة دستور وطني – تكوين منظمات سياسيّة ومؤسّسات مدنيّة – تأمين دولة دستوريّة حرّة – ضمان لكل مواطن ليبي الحق في التصويت الحرّ والمتكافيء في انتخابات برلمانيّة ورئاسيّة – ضمان واحترام حريّة التعبير – وجود دولة تستمدّ القوّة من العقيدة الدينيّة الرّاسخة والإيمان بالسلم والحقيقة والعدالة والمساواة — الديمقراطيّة السياسيّة وقيم العدل الإجتماعي، وهي الشعارات التي رفعها ثوّار 17 فبراير والاهداف التي بذلوا من أجلها أرواحهم وما يزالون، ألا وهي تحقيق مجتمع مدني ديمقراطي في ظل دستور يكفل الحريّات والحقوق لجميع أفراده دون تفرقة في الجنس واللون والعقيدة.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية صاحب الفيل قريبة....
- أنتبهوا .. يا شباب الثورة
- دع وطني يموت في سبيلي
- نحن والخوف من المهد إلى ما بعد اللحد!
- القذافي.. نيرون الجديد يبعث من ليبيا
- الخلاص من الشبح
- الصحوة العربية الثانية بدأت
- المرأة الليبية ومساهمتها البارزة في ثورة 17 فبراير المجيدة.
- ولادة عسيرة قد تحتاج إلى عملية قيصرية
- الليبيون وروح الفكاهة في مواجهتهم مع النظام
- النكتة .. تنفيس للاحتقان أم نذير بالثورة
- نيرون.. الرجل الذي أحرق شعبه
- الطوفان قادم
- الانسان وتعمير الارض
- المتغطي بأمريكا... عريان!
- رسالة الفن:السمو بالانسان والرقي باحاسيسه -أنتيجوني- للملك - ...
- الكرسي .. والخازوق
- لا لصحافة الخطوط الحمراء
- اليونان .. الى أين؟
- الاستبداد .. دخل بيتنا وأستقر فيه!


المزيد.....




- ماذا دار في ‎أول اتصال بين السيسي ورئيس إيران بعد الهجوم الإ ...
- احتفالات مولودية الجزائر بلقب الدوري تتحول إلى مأساة وحزن
- بزشكيان لماكرون: العدوان الإسرائيلي دليل على أن خططنا الدفاع ...
- قبرص تعتقل مشتبها به في قضايا تجسس وإرهاب
- إيران تتعهد بتطوير صناعتها النووية بوتيرة أسرع بعد الحرب
- إيران تطلق الموجة 19 من هجماتها على إسرائيل
- رئيس إيران يعلن موقف طهران من التفاوض بشأن برنامجها النووي
- سوريا: إيقاف وسيم الأسد المتهم بالضلوع في تجارة المخدرات خلا ...
- إسرائيل حاولت زعزعة إيران فساعدت في توحيدها
- بانون يعارض الانضمام للحرب على إيران ويوجه تحذيرات لترامب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - نهاية طاغية..