أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد السلام الزغيبي - الصحافة الليبية بين عهدين














المزيد.....

الصحافة الليبية بين عهدين


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 11:17
المحور: الصحافة والاعلام
    


الصحافة الليبية بين عهدين

بنغازي/ عبدالسلام الزغيبي

يعود تاريخ الصحافة والصحف المستقلة في ليبيا إلى منتصف القرن التاسع عشر، عندما كانت ليبيا ولاية عثمانية. ومن أوائل هذه الصحف صحيفة "طرابلس الغرب" عام 1866، وصحيفة "الترقي" عام 1897. و أثناء الاستعمار الفاشي لليبيا كانت هناك صحافة تتمتع بهامش من الحرية، وتدعم إخباريا ومعنويا جهود الليبيين في التخلص من الاستعمار، على الرغم من الرقابة المفروضة من قبل الإيطاليين عليها، ومنها على سبيل المثال مجلة "ليبيا المصورة" عام 1935 . وشهدت الصحافة الليبيّة حالات من الانتعاش والازدهار في مرحلة الانتداب الانجليزي على ليبيا .
استقرت الصحافة الليبيّة ،إلى حد كبير ،طوال 17 عاماً من حكم الملك إدريس السّنوسي (من 24
ديسمبر/كانون أوّل 1951م إلى 31 أغسطس/ أب 1969م ) حيث غاب مقص الرقيب إلى حد بعيد، وازدهرت حريّة الفكر والإبداع، ووصل عدد المطبوعات الإعلاميّة إلى أكثر من 35 صحيفة ومجلة يوميّة وأسبوعيّة.
شهدت الصحافة الليبيّة الانتكاسة الخطيرة والكبيرة بعد استيلاء معمّر ألقذافي على السّلطة في سبتمبر/ أيلول 1969م، واستمر هذا الحال حتى انتفاضة 17 فبراير 2011 حيث توجد الآن أكثر من مائة مطبوعة ، مابين نشرة وصحيفة يومية وأسبوعية ونصف شهرية، تصدر في المناطق المحررة من ليبيا وبالأخص في مدينة بنغازي. وهذه المطبوعات تصدر عن جمعيات شبابية وصحفيين مخضرمين، تتنوع في العناوين والإخراج لكن أهدافها وشعاراتها واحدة وتدور كلها حول ليبيا بعد انتفاضة 17 فبراير.
وسط هذا الزخم والتنوع نشهد سباقا محموما من اجل إصدار المطبوعات، لكن الكثير من هذه المطبوعات لا يرتقي للمستوى المطلوب ويفتقر إلى الشكل الفني الصحفي وبها أخطاء واضحة في الصياغة والإخراج إلى جانب الأخطاء اللغوية .وهذا النوع من المطبوعات قد لا يستطيع الاستمرار وسيتوقف في نهاية المطاف
لأسباب مادية ومهنية.
لكن هذا لا يعني أنه لا توجد مطبوعات تقوم على الأسس الصحيحة للصحافة ولها قيمتها الصحفية المهمة إلا أن مستقبلها مرهون بمدى قدرتها على الاستقلالية وإمكانياتها المالية.
ورغم كل هذا فان هذا الزخم الهائل من المطبوعات التي تساهم في تشكيل وتنوير الرأي العام ، هو ظاهرة ايجابية في بلد افتقد الصحافة الحرة لأربع عقود كاملة هيمنت فيها صحافة الرأي الواحد في جماهيرية حكم الفرد في ليبيا. وهو يشير إلى عدة حقائق منها التعطش إلى الحرية والرغبة الملحة على إبداء الرأي الذي كبت لعقود طويلة. .ومنها التأكيد على أن الشعب تنفس الصعداء وبدأ يتذوق طعم الحرية وتهب عليه نسائمها التي حرم منها طيلة السنوات العجاف ، فلقد عاني الشعب كثيرا ، من نظام قضى على الأخضر واليابس ، وأهلك الزرع والضرع، وجثم صدور الشعب وكتم أنفاسه .عطل العقول وغيب الإبداع . ومنها أيضا إن الناس لديها حنين جارف لصحافة حرة ومقروءة ، تخرجه من مستنقع صحف الرأي الواحد التي لا تكاد تساوى قيمة الورق الذي طبعت عليه .
لقد شن القذافي حربا شعواء الكلمة الحرة بعد عامين فقط من تسلمه زمام الأمور في ليبيا .وأحتكر لنفسه الحق في الكتابة والكلام من خلال وريقات صفراء تسمى عبثا صحافة !
كان الحال مختلفا أشد الاختلاف في فترة الحكم الملكي الذي أصدر قانون للصحافة في عام 1959 ينص على إن الصحافة حرة ولكل شخص الحق في حرية التعبير عن رأيه وفي إذاعة الآراء والأنباء بمختلف الوسائل.
وأعطى قانون عام 1959 الحق لكل مواطن أو أجنبي مقيم في ليبيا الحق في إصدار صحيفة أو مجلة أو إنشاء إذاعة، ولم يضع القانون على أي شروط تلزم صاحب الصحيفة بأن يتبع سياسات الحكومة وتوجيهات السلطة. كما حدث في عهد القذافي الذي اصدر قانونا ( 76 لعام )1972 ينص في مادته الخامسة على أنه لا يجوز لأي إنسان إصدار صحيفة أو إنشاء مطبوعة ( ما لم يكن مؤمنا بالثورة وأهدافها) !!
وبين هذا وذاك فإن ما نريده اليوم هو صحافة تتمتع بالحرية والديمقراطية والمصداقية، صحافة النقد البناء الذي يرتقي إلى مستوى المسؤولية، صحافة تساهم في تشكيل رأي عام واع وقادر على الاعتراض والضغط من أجل تصحيح المسارات الخاطئة. صحافة تمثل مكون من مكونات الثقافة السياسية الجديدة والمنشودة في ليبيا والتي تقوم على حرية التفكير والتعبير ..



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية طاغية..
- نهاية صاحب الفيل قريبة....
- أنتبهوا .. يا شباب الثورة
- دع وطني يموت في سبيلي
- نحن والخوف من المهد إلى ما بعد اللحد!
- القذافي.. نيرون الجديد يبعث من ليبيا
- الخلاص من الشبح
- الصحوة العربية الثانية بدأت
- المرأة الليبية ومساهمتها البارزة في ثورة 17 فبراير المجيدة.
- ولادة عسيرة قد تحتاج إلى عملية قيصرية
- الليبيون وروح الفكاهة في مواجهتهم مع النظام
- النكتة .. تنفيس للاحتقان أم نذير بالثورة
- نيرون.. الرجل الذي أحرق شعبه
- الطوفان قادم
- الانسان وتعمير الارض
- المتغطي بأمريكا... عريان!
- رسالة الفن:السمو بالانسان والرقي باحاسيسه -أنتيجوني- للملك - ...
- الكرسي .. والخازوق
- لا لصحافة الخطوط الحمراء
- اليونان .. الى أين؟


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد السلام الزغيبي - الصحافة الليبية بين عهدين