أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - مكياطه...وطياح!!!!














المزيد.....

مكياطه...وطياح!!!!


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 07:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت أغلبية أفراد الشعب الليبي، وخاصة الآباء والإخوة الكبار، وبعض الأمهات، تعتقد اعتقادا جازما، لا شك فيه، أن هذا الجيل.. وهو ما أطلق عليه جيل أو شباب (السروال الطايح) نسبة إلى الموضة التي انتشرت في البلاد بعد سنة 2000 ، جيل لا يصلح لشيء، ولا يتحمل المسؤولية، وليست له الرغبة في الدراسة أو العمل الجاد، وان كل ما يهمه، هو الاهتمام بهندامه ومظهره الخارجي وان دماغهم فاضي، وكل ما يشغل الواحد منهم ،هو كيف يتوفر له مصروف جيب، ليتمكن من شراء احدث موديلات الملابس والإكسسوارات،ومستحضرات تصفيف الشعر"موضة اللحسة " والتلفونات النقالة، كي يتمكن من معاكسة البنات، والاتصال بالفيس بوك، وسماع أغاني الراب،ومتابعة الدوري الايطالي، ولعبة سوني بلاي ستيشن،ومتابعة آخر أخبار نانسي عجرم، وبريتي سبينسير، و آخر أفلام الاكشن، والعاب تسلية على التلفون النقال. شباب ثقافته سطحية، ولا يفرق بين الصين وبوركينا فاسو. كل همه، هو السهر ليلا، والاستيقاظ ظهرا، والتوجه عند أقرب شوكه، واحتساء المكياطه، وشرب المكيفات!!.

كل تركيزهم وهمهم ينصب على كيفية الحصول على إيصال من المؤسسات المختلفة، لكسب شقة أو سيارة أو قطعة أرض أو الحصول على قرض سكني أو سلفه، أو وظيفة بواسطة.

هكذا ظن الكثيرون، وأصدروا حكمهم المتسرع على هذا الجيل بأكمله : جيل متواكل، انتهازي متسرع،سطحي، ونسوا أنهم لم يحاولوا، مجرد المحاولة، حتى على الاقتراب منه، والاستماع إليه، ومعرفة طريقة تفكيره،ومساعدته في تجاوز هذه الأخطاء إن وجدت، وإرشاده، ومناقشته، ومحاورته حول أفكاره، ودراسة مشكلاته وقضاياه وسماع آرائه، وإعطائه الفرصة للتعبير عن هواجسه وتساؤلاته، وأخذ اقتراحاته، ، ورصد جملة التحولات التي يعيشها،ومحاولة إيجاد الحلول لها.

من المؤسف والخطأ أن كثيرا من الآباء يريدون أن يكون أبناؤهم نسخة منهم،ولم يقرؤوا ما كتبه قبل أكثر من مائة عام جبران خليل جبران ....
" أولادكم ليسوا لكم
أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم.
ومع أنهم يعيشون معكم، فهم ليسوا ملكاً لكم.
أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم، ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم، لأن لهم أفكارا خاصةً بهم ".

لقد غاص جبران بوعيه ، وفكره ، واستشرافه، وسبرَ أعماق النفس البشرية ، وقال أن العقل يتطور ، وأن الحياة كما النهر المتجدد دوماً ، وما هو سائد هذا اليوم من فعل وسلوك ومفاهيم ، يتغير في الغد ، فالحياة لكي تُعاش وتُصنع أقدارها . يجب أن نتعاطى معها من منطلق التغيير المستمر ، والفهم للتحولات والمستجدات ، وأن نعرف بأن الأجيال الجديدة ليست في المطلق امتداداً ثقافياً ، لأفكارنا، وممارساتنا ، وأحلامنا ، وطموحاتنا . بل لهم طموحاتهم ، ولهم معارفهم ، وأنماط حياتهم التي ينظمونها حسب مخزونهم الفكري ، وتحصيلهم المعرفي ، ورؤاهم في صناعة المستقبل .
ولهذا.. يخطئ كثيراً من يريد ، أو يسعى ، أو يحاول أن يدجّن الشباب ، ويخضعهم إلى نمطه الحياتي ، والثقافي ، ويحدد لهم الدروب والمسالك التي عليهم أن يأخذوها في مساراتهم ، ويفرض عليهم نوع الثقافة التي يجب أن يحصروا أنفسهم ، وعقولهم في دائرة مضامينها ، فالعقل يسمو ، ويستوعب ، ويحلل ، ويفكر ، ويستشرف ، وينتج أدوات جديدة يناضل بها ومن خلالها في صناعة واقعه ، وصياغة أهدافه.
وهذا ما عبر عنه شباب ثورة 17 فبراير،الذين اختاروا طريقة مختلفة لمواجهة النظام الاستبدادي في ليبيا ، وأثبتوا انهم رجال وقت الشدة، وكسبوا المعركة الذي كان الكثير من الليبيين يعتقدون ، منذ عقود وبشكل جازم - بأنها خاسرة، وبأن عهد خروج الليبيين إلى الشوارع ضد نظام معمر القذافي للاحتجاج عليه ومواجهته في الشارع العام من رابع المستحيلات ..
أثبتوا لنظام القذافي أن التمرد الشبابي، الذي لم يحسب حسابه، هو الذي ضربه في مقتل، ونجحوا حيث فشلنا نحن، فلماذا لا نعترف بخطئنا،ونرفع وصايتنا عنهم، ليختاروا طريقهم بأنفسهم.

هؤلاء الشباب، أدهشوا مجتمعهم الليبي والعالم ، بوقوفهم جنبا إلى جنب مع الثوار في وجه القذافي، مطالبين بالحرية لوطنهم، فحين اندلعت الثورة في ليبيا، كان الكثير من الشبان الموجودين حالياً على الجبهات، مولعين بألعاب الكمبيوتر، والهواتف المحمولة والبلاي ستيشن حتى إن أهاليهم لم يخطر ببالهم قط أن يتحول هؤلاء إلى مقاتلين والى طاقات إبداعية في جميع المجالات، من رسم وموسيقى وغناء، والتطوع في الجمعيات الخيرية والتطوعية ومنظمات الإغاثة.

والآن يشعر الرجال الأكبر سناً بالانبهار، لأنهم لم يتوقعوا يوما ما أن شبانا بهذه الأعمار والسلوكيات، يمكن أن يبدلوا سرواليهم الجينز (الساقطة من الخلف)، ويهرعوا للانضمام إلى معسكرات التدريب، ليقاتلوا بهذه البسالة، عندها فقط أيقن الكبار بأن الشباب يقاتلون ولديهم الإرادة للموت من أجل قضية.وبأنهم كانوا مخطئين في تقديراتهم!

لقد حطم شباب 17 فبراير 2011 كل القيود، واقتلعوا جذور الخوف التي امتدت في دواخل نفوس وعقول الليبيين.. كسروا جدار الصمت معلنين نهاية عهد الطاغية، وأوصلوا رسالة بالغة الأهمية للجميع، بأنهم أبناء المستقبل.. وبأن ليبيا تتسع للجميع ، ويجب احترام إرادة الشباب وتحقيق أحلامهم وإقامة نظام ديمقراطي ونشر العدل والمساواة بين الجميع.


هامش:

قهوة "المكياطه: هي عبارة عن قهوة اسبريسو ايطالية يضاف إليها الحليب أو القشدة.... يقبل عليها الشباب ومنتشرة بصورة كبيرة في بنغازي.

طياح... تعني باللهجة الليبية" البنغازية خاصة": الإقامة لساعات أو أيام أو أكثر في مكان وممارسة التململ، وعادة أمام التلفزيون أو النت، أو شوكة الشارع، وغيرها، وتضييع الوقت في الهدرزة والدفنقي. وللكلمة معاني أخرى في اللهجة الليبية...



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمر المختار ملهم ثورة 17 فبراير
- مقاهي بنغازي... صحبة وأنا معهم !
- الشعب الليبي قال كلمته !
- الكشافة في بنغازي عمل دائم ومستمر من اجل خدمة المجتمع
- إعلام القذافي .. 42عاما من الكذب المتواصل!
- إعلان نهاية عصر التهديد ولغة القتل
- مناقشات بيزنطية في المسألة الليبية!
- ليبيا.. ذكريات مؤلمة في شهر رمضان
- الصحافة الليبية بين عهدين
- نهاية طاغية..
- نهاية صاحب الفيل قريبة....
- أنتبهوا .. يا شباب الثورة
- دع وطني يموت في سبيلي
- نحن والخوف من المهد إلى ما بعد اللحد!
- القذافي.. نيرون الجديد يبعث من ليبيا
- الخلاص من الشبح
- الصحوة العربية الثانية بدأت
- المرأة الليبية ومساهمتها البارزة في ثورة 17 فبراير المجيدة.
- ولادة عسيرة قد تحتاج إلى عملية قيصرية
- الليبيون وروح الفكاهة في مواجهتهم مع النظام


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - مكياطه...وطياح!!!!