أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - 2011سنة البوعزيزي_9















المزيد.....



2011سنة البوعزيزي_9


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 3529 - 2011 / 10 / 28 - 01:32
المحور: الادب والفن
    


المسافة مع الآخر والأشياء...
ما يزال بوذا على نفس المسافة مع الحبيب والابن والذبابة ومن الجميع.....الموقف منهم كذوات
هتلر مع ستالين كانا _عدا السلطة على نفس المسافة من الجميع ولكن..... الموقف منهم كمواضيع
نقطة خلاف مركزية بين البشر الموقف_هو أقرب إلى سمة نفسية منها, إلى بقية الاختلافات بين البشر وتوزيعاتهمالثقافية والجنسية والفكرية وغيرها.
بعد نصف قرن حجري (عربي) في المجالين السياسي والاجتماعي_ في محيط شامل من الجمود في مختلف جوانب الحياة, تأتي سنة غرائبية( ملل من شدة وسرعة الاثارة) وخصوصا في الجانبين السياسي والاجتماعي_ مصحوبة بالتنوع في مختلف جوانب الحياة
انقلاب دراماتيكي من موقف الأمان المضجر إلى نقيضه المثير المخيف والتغير الهائل في سرعته....الطفل أبو الرجل/ هل تنسى!
*
1 أيلول
أستيقظ منتصف الليل ليس بسبب البرغشة وحدها_ مع الأحلام والعطش أصحو...وشعور بالسعادة ليبيا بدون القذافي. قبل السنة كانت حياتي تشبه السجن بالفعل. الشعور بالضياع بعض الشيء قادني إلى حماقات كثيرة ومتكررة, أكثرها سوءا التذكر المستمر وعدم المقدرة على نسيان شيء.
.
.
أربع ساعات أنتظر الفجر....ها هو يصل, برودته تلامس وجهي ويداي
يوم اعتيادي لملايين البشر, لكنه ليس كذلك في ليبيا_ هل انتهى عصر السجون!
الحقيقة وما حدث بالفعل يستحيل استعادتها, ومن المتعذر تحمّل طريق كشفها. وهكذا تنتقل حياتنا وتدور بين الأسرار والغموض.....اأيلولوكأنهيوممنالعالمالآخر
*
2
يا أيها النسيان ما أعدلك
تقوم وتجلس, أعمق نفس ممكن, تتخيل وضعك من الخارج.
أصوات وظلال متفرقة, ما هذا الذي يحدث.... قبل مجيئ الشتاء!
حدود اللحظة التاريخية_ ادراك الوجود
*
أنظر إلى السماء ولا ارى شيئا
يوم الجمعة 2 أيلول 2011
أنظر إلى السماء ولا أرى شيئا
*
وأعرف أني منذ زمن
أقعي على كرسي يشبه هذا الكرسي
ونافذتي مثل هذه النافذة
والمارة لا يتغيرون_ بلال خبيز
*
3أيلول
لا شيء يحدث, لا أحد يأتي, لا أحد يذهب, هذا رهيب.
على سطح البيت العتيق في بيت ياشوط, اقرأ العبارة في مسرحية انتظار غودو لبيكيت وترجمة بول شاوول مع اختلاف كلمة يحدث يترجمها ينقضي, وقرأتها في ترجمة اخرى لا أذكر اسم المترجم " لا شيء يحدث....وتقنعني أكثر
هذا رهيب....أتذكر الرجّة والهزة الانفعالية التي أحدثتها العبارة واليوم كذلك_ واتخيل وحشة بيكيت وألمه النفسي في القفر الذي أمضى حياته معه
هذا رهيب....وأتخيّل حال الزعماء العرب المخلوعين بفعل الثورة وأخصهم القذافي. من شخص تدور بلاد بأكملها حول مزاجيته وضروب لهوهوعبثه الغريبتين, إلى مطارد بلا معين وأمام عينيه تتساقط دعائم حكمه مثل محتضر يفقد التحكم بأعضائه واحدا بعد آخر
هذا رهيب.... وجمعة الموت ولا المذلة
" الموت ولا المذلة" العبارة زلزلت كياني وأفزعتني_ اعرف الشعور ولقد عشته لأكثر من ألف يوم. وهو دافعي الأول لزيارة الطبيب النفسي
" أنا اكره كلمة موت, ولا أريد سماعها مطلقا_ بحزم افتتح الطبيب المعالجة وختمها. التغير دائم ومستمر ولا يمكن لإنسان سوي أن يطلب من آخر قبول المذلّة, ساعدني الطبيب كثيرا.
أن تكون كلمة موت في مقدمة شعار أول ثورة في التاريخ السوري كله ....ربما. هذا رهيب
الشعور بالغبن طاغي على( ....الفريقين؟ المعسكرين؟...المشاعر خارج المنطق والتصنيف.
فضائية الجزيرة أم الدنيا؟
سوريتان. لغتان. شعبان. .....متى النهاية وكيف!
الغلبة لمن: للحق؟ للخطأ؟ للواقعي؟ للأكثر قسوة؟....أليست التسوية ممكنة في مختلف الظروف والأحوال.....هذا رهيب
*
4
أستيقظ وأقرأ المكتوب, هي فرصة لاختبار التفكير الموضوعي والمشاعر الباردة.
_ إذا كنت, وأنا في الموقف المعرفي, على هذه الدرجة من التوتر والقلق والتطرف ما حالهم في المعسكرين والموت يلامس الأعضاء والاخوة!.... أتذكر عبارة محمود درويش:
لا تنتصر, لا تنكسر/فاذاانتصرتهزمتنا/واذاانكسرتكسرتنا...وأتخيلمشاعرهحينها.
بدون أن يرتفع أحد الفريقين درجة أو أعلى_ الكارثة تحدّق بسوريا
*
الحكماء يطلبون النصيحة
*
كلام يسقط عن الورقة, أضحك...العبارة تعودلأيام القلم والأوراق
صارت العلاقة مباشرة مع الكمبيوتر, ويرتفع الضحك أكثر وأعلى.
كان نهاري لطيفا....وعصرونيتي هذه لا أعرف كيف أوصّفها_ لطيفة أيضا
*
في الليل أعثر على مسبحة زرقاء فيروزية_ غمضة عين
وأعود إلى أحلام اليقظة وعمر أل 13 ... في الحلم تكون ما تريد
*
5
لا أسمع صياح الديك....في اللحظة وصل صوته مع أنها الثامنة والنصف.
في عقلي ومشاعري ذكرى اليوم التالي_ الادمان
بسرعة تتمدد المشاعرأوتنحسر مع الظرف الجديد, سجن, سفر, مشفى....حتى علاقة حبّ
اليوم التالي بعد أول ارتباط عاطفي مع امرأة_ أجمل من اليوم الأول أليس كذلك!
المشاعر التي_ لطالما رغبت في اختزالها ومحوها, أوضحها مشاعر الصداقة. أنتبه اليوم أنها مثل الهواء في الحياة, خارجها الجماد والعدم
_ عكس الاتجاه البوذي....صحيح, تماما.
الغبطة والألم في المشاعر ولا حياة في مكان آخر
وعاد الديك للصياح والزغردة.....ربما يعيش في اليوم التالي
.
.
مع شح المشاعر وضمورها يتحّول "فنّ" الاغواء الأصيل والموروث معا, إلى ابتزاز عاطفي بائس ومثير للشفقة _للعشاق قبل سواهم.
*
6
حدود المشاعر/ لم أفكر بهذه الطريقة من قبل
غاب ليل ونهار, أخبار من ليبيا أخبار من سوريا, والضجر حليفنا هذا الصباح
فيض المشاعر الذي ولد معي_ يلهو معي
الذرات والمجرات حدود الوجود والكون, الباقي لزوم ما لا يلزم
لكثيرين, صراع دائم من لحظة الولادة إلى الموت هي الحياة
أسوأ من الموت الخوف. أسوأ من الموت الهوان. أسوأ من الموت....لا شيء
*
البارحة فشلت في النوم الجيد.
وصل الظهر ولا أعرف كيف أتدبر أمري, خدر قلة النوم مع درجة(لذيذة) من الخمول, قلبت محطات التلفزيون وحاولت القراءة والنوم والكتابة والاسترخاء و...بلا جدوى.
الكتابة من الداخل_ وهل توجد كتابة من الخارج!
_ربما, ولا تعرفها
كيف يتدبرون أمورهم.....الآخرون
دع عنك لومي فإن اللوم اغراء
البارحة فشلت في النوم الجيد.
قرأت لسعدي يوسف أنه سيضع قرطا في أنفه. قرأت اشياء كثيرة بلا طعم. زمن.
هذا اليوم يشبه الأمس إلى درجة المطابقة, ربما يشبه الغد أيضا
_ربما, ولا تعرف
القراءة من الداخل, بطانة الكتابة....السديم والهيولي لحظة التحول إلى مشاعر وأفكار
لا شيء أسوأ من الموت.........., ربما
*
7أيلول
نازك الملائكة _مواليد بغداد 1932_ ودرست حتى الثانوية في بغداد_ نالت الماجستير والدكتوراه في الأدب المقارن من جامعات الولايات المتحدة. ولدت لأب شاعر هو جعفر صادق الملائكة وأم شاعرة هي سلمى عبد الرزاق.
( تأجيل) زيارة رئيس الجامعة العربية لسوريا إلى موعد غير محدد ولأسباب (موضوعية) يقول الاعلام الرسمي السوري.
فوق القمة قبر....وتدور في خيالي تصورات, وحيد....واحد, قبر وقمة.... وأدوّن هذه الخطاطات بقلم الرصاص على سطح البيت القديم/ لتحويلها إلى الكمبيوتر مع عودتي ( الميمونة) إلى بسنادا....
أيضا أقرأ في انتظار غودو, واشعر بأحاسيس جديدة وغير مفكر فيها_ نعم, غير مفكر فيها ملائمة أكثر من (خارج الوعي).
اتضحت المشاعر إلى الجانب اللذيذ.
متعة الكتابة والتعبير_ المكاشفة والاعتراف؟ ربما أيضا الكتابة بقلم الرصاص وعلى دفتر مثير بدوره. الاضطرار لتكبير الحرف_ مع ممارسة عادة قديمة تقارب الادمان...حياة حلوة
7 ايلول 2011
هذا باب ينفتح على طريق السعادة
وهذا باب آخر ينفتح على طريق السعادة
7 ايلول 2011
*
8
بعده فراشة, ولا يكتمل, في المشهد طائر يعبر...
*
9 أيلول جمعة الحماية الدولية
أفكّرفيالحدودالتيتتغيرالاتجاهاتحولها, وبعدهاإماالانهيارأوالطيران.
*
10
وفي أيلول تنتهي الحكايات.
بعد ذلك ما الذي تغير بالضبط, وهل كان ممكنا بالانتباه واليقظة الدائمة تحويل المسار قليلا...
_جاء خريف ثالث ورابع بعد الأخير, والأيام تتقدم وتدور
لم أكن أعرف, وليس باستطاعتي تغيير الماضي
_ اليوم أيضا له اسمه وسؤاله...وبقية الأشياء الخاصة
باب يفتح من جهة ويغلق من الثانية
_ كل الحكايات, تصير حزينة إن طالت
*
11 أيلول 2011
مضى عقد كامل من القرن الجديد وأكثر
مضى عقد على تفجيرات نيويورك, الحرب على الارهاب, انقسام العالم بين ضد ومع....
صار القرن الماضي, قديما, جدا
لا يبقى سوى الحكاية/ أحدنا يصغي والآخر يصغي أيضا
*
هل من حلّ قريب في سوريا....
مخاوفي تتسع كل يوم جديد_ كلما اقتربت النهاية.
مشروع التغيير. بناء دولة الحقوق والمواطنة. العلانية والشفافية. القطع التام مع الخوف ومع الديماغوجيا ومختلف السلوكيات التآمرية. الانتقال من عصر الزعيم الواحد إلى عصر القيادة والادارة العقلانيتين. الشعب مصدر الشرعية والسلطة. التعددية. الحرية. حق الاختلاف والحق في الخطأ. الانتقال النهائي والتام من التمركز على (عدو) إلى ثقافة الحياة.
السرد لا ينتهي.

*
اليوميشبهالكلمة, معناهخارجهبنفسالمسافةمعاستخدامهفيالآنوهنا
*
أمامتناقضفي:الفهمأوالرغباتأوالقيم, هل تسعىلتغيّرتفكيركأمتكتفيبالتأويل؟
_ هل ترغب فعلا بزيادة رصيدك المعرفي؟ هل تعتبرها أولوية؟
ما الذي تريده بالتحديد ؟
ما الذي تخافه بالتحديد؟
ألا تحصل معك أحداث حصلت بالضبط من قبل؟
لتعرف وتتأكد أنك تعيش في الغد.....
السرد لا ينتهي
*
دائما ينقذني صديق_ اليوم كانط وترجمة هاشم صالح:
" التوصل إلى التنوير يعني خروج الانسان من حالة القصور العقلي التي يجد نفسه فيها والتي هو وحده مسؤول عنها. فأن تكون قاصرا عقليا يعني ان تكون غير قادر على استخدام عقلك بدون وصاية شخص آخر وتوجيهه. فالإنسان مسؤول عن هذه الحالة إن لم يكن سببها نقص في عقله بل نقص في شجاعته وجرأته على اتخاذ القرار بمفرده. وبالتالي: فلتتجرأ أيها الانسان على المعرفة! لتكن لك الشجاعة على استخدام عقلك! هذه وصية التنوير وخلاصته" ...قبل أكثر من قرنين كان كانط يفكر ويكتب:
" ولكن لكي ينتشر التنوير فإنه لا يلزمنا إلا شيء واحد هو الحرية. وأقصد بها حق الانسان في الاستخدام العلني لعقله في كل المجالات".....سنة 1784
ويكمل صديقي هاشم صالح شرحه الضروري جدا:
فلماذا كل هذا الخوف من الحرية؟ لأنها تعني تمرد الصغير على الكبير, وابن الجارية على ابن الست, والفلاح على الاقطاعي, والمحكوم على الحاكم المستبد. وبالتالي فسادة القوم ضد الحرية لأن عصر العبودية يناسبهم تماما. بل حتى الشعب المستعبد والمنهك من كثرة تعوده على العبوديةوالذل أخذ ينكر طعم الحرية! وقد يثور إذا ما أزالوا النير عن كاهله.....
*
11 ايلول 2001 تسمّر العالم على الصورة المباشرة لتفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك. بدا وكأن الخيال نفسه يقوم بالفعل, وبوجهه الأكثر رعبا. توجيه طائرات مليئة بالركاب إلى المبنى الأعلى والمليء بالناس والاصطدام به_ في بث حي ومباشر_ مخيف ومثير. ضاعت الحدود تماما بين الواقع والخيال لعدة ساعات, تكفي لتغيير العالم
تغيّر العالم!
_ كل لحظة يتغير العالم
11 ايلول 2011 اليوم صورة الأمس ورماده/ اليوم هو الغد
*
12
هذا اليوم استقبله مع لحظاته الأولى. لأسباب عديدة بعضها يخصني وحدي.
بدايات الخريف في اللاذقية, علامات على الورق والطرقات والوجوه, شحوب واصفرار.
خريف تشيخوف الأبدي. مزيج الكآبة والجمال والحزن. حياتنا القصيرة.
لا أعرف ما الذي دفعني إلى هنا.
لطالما كان الخريف يهيج الذكريات. نقطة عبور. بعدها كل شيء مختلف ويلفّه الحنين.
شبح على ساقية بسنادا _أتخيل نفسي من الخارج
حكايات..... الثورة والأحلام. ليل.
لا صوت. لا أحد
*
13
تأخر الصباح اليوم
بتثاقل أدخل الحمام, أحلق ذقني, أجلس أمام الكمبيوتر لكشف مشاعري لهذا اليوم وتدوينها.
وحده المطر يوقف حزن أيلول, معه يصير محتملا, بل ناعما بشجن وحدود
هل تأخر المطر لهذه السنة؟
سوف يخنقنا الألم إن تأخر المطر أكثر
*
"سوريا سباق التصعيد بين الحكومة والمعارضة"
عنوان فقرة الصباح في قناة الحرة لهذا اليوم
هكذا إذن....بعد ستة أشهر على " الهزّة الأرضية السورية, وتشقق القاعدة_ النفسية الاجتماعية والسياسية بين مختلف مكوّنات المجتمع السوري" التطرف يمدّ.... لسانه وأذنيه وأنيابه ويكشف عن الهيكل العظمي السوري القبيح والمرعب_ أجل
_لا مؤيدو النظام من المثقفين والأقليات ودعاة حقوق الانسان نجحوا في_ انتزاع وعد بمشروع اصلاح حقيقي يبدأ بمؤسسة الرئاسة وانتخابات و......يفتح الأمل في مستقبل قريب
_ لا مؤيدو المعارضة ومن مختلف الأطياف نجحوا في_ انتزاع وعد بمشروع ديمقراطي يحترم حقوق الانسان كما هو منصوص عليه في الاعلان العالمي وبدون انتقاص وتحت أي ذريعة كانت, يهدئ من مخاوف موجة أصولية محتملة_ بل فشلوا حتى في اتفاق الحدّ الأدنى ,وبرزت الصغائر والأطماع و....... في التهافت على حصّة أو دور
فيما الدم يهدر والأحقاد تتصاعد والخوف يلتهم مشاعر المدنية والتحضّر ويحولها إلى عنف
ينمو, ما بدا منه حتى اليوم قمة جبل الجليد لا أكثر
.
.
هذا يوم 13 ايلول 2011 بالتأكيد
وهذه....التصورات والمخاوف والأحلام_ تهيؤات رجل وحيد ضجران وليس لديه ما يفعله
ليعيد ما كتبه فرويد في زمن آخر واختارته حورية عبد الواحد: "على النفس أن تتمثل الحالة الحقيقية للعالم الخارجي, وتفكّر في أن تحمل إليها تغييرا حقيقيا. لم يعد الممثل هو المريح, بل الحقيقي حتى لو ترافق مع الازعاج"
*
توجد مشاعر خاصّة بشخص محدد, تظهر معه فقط,قد لا يمتلك الجميع هذه المزيّة.
ربما لا توجد مشاعر بعدد معارفنا, وربما أكثر, لكن البعض لا يتوّلد معهم ولهم مشاعر خاصّة أبدا. لا علاقة للأمر بالجمال أو التشابه أو القرب وحتى الاثارة. ذلك ما أدركه هذا المساء وأنا أستعرض من عبروا حياتي, بسرعة أو مثل جرح أو شهاب. يبقى الأهم تلك الحظوة والمساحة الرحيبة في الذاكرة, .....
*
14
أنا عندي حنين لفيروز..............
الصباح حزين
والوردة التي مالت على ظلها
قبل أن تلامس الأرض
من يصل الطفولة البعيدة
بقدمين حافيتين وقلب صغير
من بمقدوره نزع الشوكة من عمق القلب
*
_لا أفكّر بهذه الطريقة عادة
وهل كنت تتوقع عودة القط , و الغزالة فوق ظهره ؟
*
15 أيلول صباحات تترى! لطالما استخدمنا كلمة" تترى" أيام المدينة الجامعية, وحتى اليوم لا أعرف معنى الكلمة تترى...صباحات ملونة تترى
تشدني الأحداث الساخنة بسرعة إلى السطح, مثل غيري في هذه الأيام أل.......مثيرة.
نجحت الثورة العربية وحققت دورها الرئيس, وبقي الأصعب والأكثر مدعاة للصبر والتحمل_ الطريق الطويل المؤلم والمضجر, للتحضّر الذاتي والاجتماعي, تعلم مهارات الاصغاء والتسامح وقبول الآخر.....وما يزال الطريق في خطوته الأولى
*
16
جمعة ماضون حتى اسقاط النظام.....
ذهابا وإيابا بين بيت ياشوط وبسنادا.
أتلعثم وأتردد وأرتبك وأعود إلى استراتيجيتي الأخيرة_ اليوم وحدة الوجود الأساسية.
للموت يوم وللمولد يوم وللعشق يوم وللهجر يوم......للنجاح ألف أب والهزيمة يتيمة
أراه بالفعل يومي الوحيد على هذه الأرض
الجواب المتبقي لا شيء
ماذا تحب يا حسين؟ ماذا تكره يا حسين؟ ماذا تخاف يا حسين؟ ماذا تريد يا حسين....
أركب طائرة وأرى سوريا من وراء الحدود
*
تعيش في مكان لا تعرفه. بيت لا تعرفه. اسمك لا تعرفه
لا يوجد هدف
لا يوجد معنى حقيقي
كان الله يلعب النرد ويتثاءب...
أتخيل هذا اليوم نفسه بعد 50 سنة_ 16 أيلول 2061
*
17
كنت مثلهم. البعض يعيش في الغد وآخرون ما يزالون في الأمس,.....وهذا رهيب
كيفيصلاليومولمينتهيالأمسبعد!
*
سؤال: كيف تحدد موقع الشعر اليوم في مجتمعنا؟ وكيف تنظر إلى مستقبله وإلى دور الشاعر؟
_ إنه سؤال واسع تصعب الاجابة عليه, لكنه سؤال جوهري نظرا إلى هذه الصعوبة بالذات. من بين الأسئلة التي تبقى بدون أجوبة مقنعة, إنه أكثر سؤال يهمني لأنه يحفر في داخلنا نوعا من الثقب العميق الذي يمكن أن نسميه هوّة تدفعنا إلى التساؤل حول أنفسنا بشكل جوهري كل يوم.
سؤال: كيف تحدد الشاعر بالنسبة إلى الأشخاص الاخرين؟ ما الملكة التي تميز الشاعر كفرد خاص؟
_ دور الشاعر هو أحد أقدم الأدوار التي لعبها البشر في تاريخهم. يقول رامبو: "ستكون شاعرا" في إحدى قصائده الأولى التي كتبها باللاتينية. وبالتالي, فالشاعر رجل تحدّي يتمرد باكرا على مسقط رأسه وعائلته, ويخاطر في البقاء وحيدا, ويعرف ذلك. إنه الفاشل سلفا. هذا هو دور الشاعر طالما لديه دور داخل المجتمع: أن يمنح وجها لذلك الحيّ المستحيل. إنه إيكار بجناحين يذوبان بسهولة تحت أشعة الشمس, شخص يغوص داخل الفراغ, ويفاجأ كل يوم لأنه لا يزال على قيد الحياة, وقادر على السمع والنظر, واللمس, والسير. بالنسبة إلى هذا الانسان, كل يوم يعيشه هو انتصار. وحين يتجاوز الثمانين مثلي, يمكنه أن يقول أنه تجاوز الكثير من العقبات. وفي ذلك لغز يتعذر سبره.
( من حوار مع الشاعر الفرنسي ألان جوفروا _ ولد في باريس 1928 _ أجراه وترجمه وقدم له أنطوان جوكي)
*
18
صباح وخير وحب....كان يوما جميلا
وصل الخريف وجميع الكائنات تقدم له ولحضوره المهيب, الشجي
*
19
اللحظات_ وهي تعبر بطيئة بوابة الفراغ
وضوح الغد غموض اليوم. اللحظة, تحفر في الأعصاب, بيتها.
شبكة ترتخي في جانب, تشدّ, تنعقّد وتشتد وتتداخل_ ليبتعد الحل في الماضي.
انتباه وأسف. لا وعي.
ماذا جئت تفعل يا أبي....
_ هنا الألم كبير ولا شيء يمكن نسيانه
*
جاء دوري. وقفت أنظر في العدم, بدون رغبة في فعل ......أي شيء. الخوف صنعة وهوى
المعبر مفتوح من طرفيه, وأنتظر
*
بعد قليل, انتهت اللحظة
_ لماذا تبقى السعادة في الذكرى! أو نحلم أنها هناك
*
20
طقس الخريف_ برودة جافة مع الصباح, تلمس النهايات في كل شيء.
وصلني الردّ من السفارة الأمريكية:
الفرصة انتهت منذ العام 2009 مع الأسف, القوانين واضحة ومحددة.
شعرت بالإحباط, وعاودني الشعور بأنني وبلدي محكومين بقانون الغاب.... ثم تذكرت الموقف الايجابي... التفكير بأن في كل موقف ثلاثين طريقة على الأقل لتغيير وجهة النظر.
نعم, ليكن...أفكّر في تجربتي وخبرتي/ حتى في أكثرالظروف قسوة, شيء من الحظ,ربما
.
.
"مائة يوم في أمريكا" عنوان كتابي_ روايتي الأخيرة بالعربية
أدوّن فيها لحظة بلحظة وساعة بساعة: المشاعر, التعامل, الميزات _ الاختلاف والتشابه.... ولمدة مئة يوم. كان ليكون كتابا جميلا. لم أفقد الأمل نهائيا بإمكانية تحقيق الزيارة والكتاب! ربما أجد بعض العون والمساعدة من جهة ما, السوريين الجدد أو جهة أدبية عربية أو ثقافية أمريكية.....ربما هي رسالة لإدراك حجمي الحقيقي_ توقف يا حسين, صوت من أعماق الأعماق: ما أنت سوى أحد ضحايا الاستبداد الشرقي, لملم حطامك بيديك وكفى أحلاما.
*
أبعدت, بمهارة صرت أجيدها, سيل التصورات الكئيبة والفظائع التي خبرتها.
هذا يوم جميل وصلني ووصلته_ حتى بأكثر خيالاتي بعدا لم أصل إلى الرضا من قبل.
هل هو الحب؟
دعة العقد السادس وسلامه؟
تلاقي وجودي مع الطور الجديد في الحياة العربية والعالمية ....ربما. هل هو التفكير الايجابي ونتيجة تراكم الخبرة والمعرفة_ انتبه حسون! الغرور يرشح من العبارة, ينادي حسين عجيب رقم 2 البوذي,... ثم نجتمع الأنداد (البيسّويين) أل 23,

نعم وجدني الحب ووجدته
هيأسبابلواجتمعتلصموئيلبيكيتلأسعدته
*
واقع متعدد الأبعاد
كثيرا ما أذكّر نفسي: عاشت البشرية أغلب تاريخها بمشاركة الجن والشياطين والأشباح وأرواح السلف_ مشاركة مباشرة وكان لهم وجود حقيقي تبعا للأثر, ويعرف اليوم بسهولة حتى البلداء بيننا خرافاتهم وتفكيرهم السحري. لا شك بوجود الكثير من الأوهام التي نحيا معها وبها اليوم,والتي ستكشف مستقبلا بوضوح_ لتشكل هذه النظرة مناعة دائمة ضد التعصب واليقين. وبينما أكتب هذه التصورات تدور في ذهني تعدد قراءات بورخيس لقصيدة أدغار ألان بو:
آه! لا تنسى,..... هذه الحديقة كانت مسحورة
*

إذالميكنمايفعلهالمعارضونالسوريونهذهالأيامهوتنفيذخطةمدروسةلتشتيتنظامالرئيسبشارالأسدوإرباكاجهزتهالامنيةوصرفهاعنقمعالشبانوالشاباتالمتظاهرينفيشوارعالمدنالسورية،فإنهمبمؤتمراتهمالتيحطمتاعدادهاارقاماًقياسية،وصراعاتهم «الفكرية» التيتفجرتدفعةواحدة،يقدموننموذجاًعنأداءسياسيمحير،بلمريب،فيلحظةتحولجوهريفيتاريخسوريا.
يقالإنهاظاهرةطبيعيةوصحيةفيمجتمعخرجللتومنالعتمةوالقهروالظلمالىنورالحريةالنسبيةوالحياةالسياسيةالعادية،يستعيدماضيهالتقليديالسابقلجثومالبعثعلىصدورابنائه،ويستحضرريادتهالعربيةفيإنتاجالافكاروالاحزابوالتيارات،وفيتحويلكلمدينةوقريةالىمقردائملمنتدىسياسيمفتوحوحوارلاينتهي،بينمواطنينكانواسباقينعلىالدوامفياعتبارالجدلمهنةوفياعتبارالنقاشمتعة.
يقالإنتلكالمؤتمراتهيمجردخيمةيجتمعتحتهاعددمنالمخضرمينالذينفاتهمالقطارالسياسي،وهميريدونالانتقاممنالنظامالذيأذلهماكثرمنمرةفيسجونه،فقطبالظهورعلناًلتحديآلتهالقمعيةوالتجرؤعليهاوتفنيدخطابهالسياسيالداخليوالخارجيوتقديممشروعبديليحملصفةالانتقاماكثرممايحملفكرةالانتقالالىحقبةجديدة.
تقديرصحيحالىحدبعيد. اكتشافالحياةالسياسيةالطبيعيةيحتملهذاالتعددالسياسيالهائل. لكنانعقادثلاثةمؤتمراتعلنيةمعارضةفيوقتواحد،فينهايةالاسبوعالماضي،عداعناللقاءاتالتيانعقدتفيالخفاءسواءداخلسوريااوخارجها،امرغيرمفهومالبتة: مؤتمرلهيئةالتنسيقالوطنيلأحزابالمعارضةالداخليةفيريفدمشق،ومؤتمرنوابوشخصياتوتنظيماتمقيمةعلىمسافةمنالنظامفيدمشقنفسها،ومؤتمرللأحزابوالتياراتوالشخصياتالعلمانيةفيباريس،واكبهاجتماعمشابهفيبرلين،وتزامنمعهلقاءمنافسللأحزابوالقوىالاسلامية،وسبقهلقاءفياسطنبول،يتوقعانيليهمؤتمرفيلندنوآخرفيبروكسل، (مايوضحانالتيارالاسلاميهوالاكثرسريةوالاقلتماسكاً)..هذااذاجرىاستثناءالاجتماعاتالتييعقدهاعلىمدارالساعةمعارضونسوريونمنمختلفالانتماءاتفيالقاهرة،التياختيرتللاتكاءعلىتجربةالثورةالمصريةوالاستفادةمنها.
والأغربانجميعهذهالمؤتمراتمندوناستثناءتبديقدراًغريبامنالتواضععندماتعلنبلغةواحدةوأحيانابصيغةموحدةانهالمتفجرالثورةالسوريةوهيلاتقودهاولاتنويمصادرتها،بلتساعدالشبانوالشاباتالذينحطمواحاجزالخوفمنالنظاموقدمواومازالوايقدمونتضحياتكبيرةمناجلاسقاطه.. مندونانيكونهناكتنظيميجمعهماوقائديوجههماومشروعسياسييحفزهمللسلطة،عداطلبالحريةوالديموقراطيةوالعدالةالاجتماعية.
لادليلسوىالقمععلىأنالنظاميتشتت،ولادليلسوىالسلاحعلىانالشارعيضيع،ولادليلسوىالمؤتمراتعلىانالمعارضةموجودة.. وأنخلاصسورياليسوشيكاً.
ساطع نور الدين_ جريدة السفير 20/9....تواضع سوري
قرأت هذه المقالة وأدرجتها كما هي....بعد تفكير طويل
*
ليست القضية أبيض أو أسود....ولن تكون كذلك أبدا
ما يقلقني بعد انكشاف سوريا_ حكومة ومعارضة_ هذا الشره, فيالآنوهنا(للسلطة والمكاسب الآنية) وبغضّ النظر عن الوسائل والغايات والنتائج أيضا,..... المقزز.
الكرسي ولا شيء سواه
الحلّ بسيط وواضح, لكنه غير واقعي, أن يرتقي أحد اللاعبين درجة أعلى من شقيقه الشقي.
_ الموقع الذي ينظر منه أحدنا يحدد المستوى الأخلاقي, ما يزال القتل في الثقافة السورية فعل بطولي, شرط الرداء الأيديولوجي الملائم....
هذا رهيب ويناقض الحس السليم
*
واقع آخر مجهول,
يحمله هذا اليوم الخريفي الجميل
لايختلفاثنانعلىالعطاء
*
21 ايلول
من جديد يتساوى الليل والنهار. من جديد يعود التوازن إلى هذه الأرض المؤقتة.
البعض يقول دورة. البعض الآخر سفر. بينهما من يخالف ويختلف. وهنا العنيد والمتشبث, من يرى ما يريد, وهناك من لا يرى سوى ما يريد_ الرغبة مصبغة حقيقية للذات.
مع عودة التوازن تهدأ النفوس
*
لا توجد أخلاق تحت خط الحاجة
*
في أيلول تلتقي الطيور العائدة مع المهاجرة, وفي هذا الحيزمن العالم يستحيل أن تميّز البداية من النهاية أو الشرق من الغرب.
تجلس فوق كرسي أو مقعد, تمشي أو تسبح أو تنام, تحزن أو تحتفل أو تنتظر وكله سواء
في هذا الحيزّ الضيق والمستحيل. ترى من سبقك يركض فتلحقه ولا أحد يعود.
تتمرن على الغناء ومرة على تأبين الموتى. تثابر على دروس اللغة الانكليزية بلا جدوى.
تستمع. تثرثر. تنتظر تثأر. تخالف.تتثقف. تقلد. تصبر وتعاند......مهلا
أيها الغريب هذه سوريا

تسميه التفكير بعدل أو الموقف المتوازن, تعزله عن اطاره المعتاد لترى خواصه المضادة أو البعض منها, ثم تفكر بعدما يهينك التعب_ هذا التدليس لأفكار مألوفة هل من ابتذال بعد!
*
22
مئة يوم وتنتهي السنة .....الانتظار
من يحب الانتظار! من يخاف الانتظار؟ ما هو الانتظار_ الماهية والأثر.
تنقلت في مواقف كثيرة منها لأسباب خارجة عن إرادتي, ومنها مع تقدم التجربة والعمر.
كان, أكثر ما يخيفني الانتظار, وأدلله وأخلع عليه الأسماء...ووجدت نفسي أخيرا أحبه.
الانتظار والعزلة مدخل ومخرج من جهتين. كلمتان متعالقتان مثل الشيطان والله.
*
23
مطر
إنها تمطر. أستيقظ مع صوت الرعد الناعم وحبيبات الماء تنقر الشباك مطر
انتهى أكثر من سنة. انتهى عصر ودورة حياة طوال فوق العادة. وصل الغد
كم نحن محظوظون, نحن الذين نعيش في الغد, ولا ندري...
الرعد يقترب أكثر, صوت المطر يعلو, نقاط تدلف على ورق التين والزيتون, مطر
أخرج إلى البلكون. أترك رأسي ويدي وجهي وشعري للبلل. أتنفس من الأعماق_ وبكامل حريتي....إنه المطر
صباح الجمعة....لا أعرف تسميتها بعد, تقصدت عدم سماع الأخبار أولا
أتذكر أغنية فيروز عن القمر_ القمر بيضوي للناس والناس بيتقاتلوا...
صوت المطر يلامسني من كل الجهات, يغسل روحي ونفسيتي, يهدأ من قلقي ومخاوفي مطر أيلول... مطر الحرية
أتذكر أشياء كثيرة دفعة واحدة. مشاعر. صور. أحاسيس ملونة. وأرغب في البكاء
*
جمعة وحدة المعارضة
*
يرضي الانسان_ كل انسان_ أن يكون محبوبا.
فإن تعذّر ذلك يطلب الاحترام
وإن تعذّر ذلك يفرض الرهبة
ويبدأ في إشاعة الخوف من حوله_ وذلك هو الدور الأسوأ في الحياة
*
يقولالفيلسوفنيتشهفيشذراتهالصّادرةسنة 1887: «إننيأرويحكايةالقرنينالقادمين،وأحكيعمّاهوآت... بوسعنا،منذالآن،كتابةهذهالحكاية،فالمستقبليكلّمنابواسطةعلاماتلاحصرلها،وكلّماتبصرهأعينناينذربالمصيرالمحتوم. وقدأضحىسمعناحادّاًبمافيهالكفايةلسماعموسيقىالمستقبلهذه...»....
ابتعد بعدها في ليل الجنون, ومنه قفز إلى الموت
تلك القفزة الهائلة إلى بلاد الذاكرة!
أرسم هذه الكلمات ظهر يوم الجمعة, وفي رأسي يدور المستقبل القريب بعنفه وصخبه
طغيان الضجيج...الضجيج
لا أمتلك شيئا
ليس صدفة أنني لست ابنا للملك
عويت مع إخوتي الخمسة
يوم عادت الأم
مثل جناح يسقط في الليل
أعصابي تالفة
ولم يتركوني أشعل لفافتي بهدوء....كان ذلك في 19/2 /1993
*
ما الذي سيكتب غدا_ 2021 مثلا!
ويكون عادلا بمحاذاة الواقع_ يقاربه بمختلف مستوياته
ثم, في 2041 مثلا!
وبعدها في 3011_ بعد كلا, ألف عام من اليوم! هل سيكون لسوريا من وجود, وللعالم ربما
ليتني أعرف
*
أمتلككلمقوماتالسعادة.
*
24
أستيقظ مع عبارة النفري:
"إذا ضاقت سح, لأجل هذا ضاقت بالضبط" يهمسها مباشرة في أذني_ المستقبل لك
*
البارحة دخّنت في منامي أتذكّر, أشعلت أكثر من سيجارة....الخلاياالعصبية؟ التذكّر.
الحياة! كم هي غريبة ومدهشة. عالم الأحلام يزيدها غموضا وإثارة.
" اليوم الحاضر", في الأحلام الحياة كلها في اليوم الحاضر ودفعة واحدة.
_ ربما خلاف ذلك ما يحدث للآخرين في أحلامهم, كيف تعرف؟
أن تكون تعبيرات التجارب المباشرة للعيش المشترك على هذه الدرجة من الاختلاف, كيف الأمر في عالم كله غموض وهشاشة, لحظي, آني, لا منطقي وخارج المألوف.....إن هي سوى بعض سماته_ عالم الأحلام الأثيري....
*
أتهرّب من الأخبار. أؤجل المواجهة_ صور القتلى. الموت!
كارهو الحياة محبو الموت. ثقافة الموت موجودة وشائعة وسائدة, وتزداد يوما بعد آخر
_الأمر متوقف على الجهة التي تنظر منها
أعرف أنه صراع بين بشر وبشر آخرين. صراع قوى ومصالح. صراع قيم وأخلاق. بشر ينهكهم الخوف. الخوف والسأم
_ تمتلك المرونة وتفتقد الفاعلية أنت في منتصف المستقبل
هل جرت معك أحداث حصلت بالضبط من قبل؟
*
(هذا أوان التغيير) عبارة متنقلة
على الأرض لا يوجد ملائكة ولا شياطين, لا عظماء ولا تافهين_ فقط بشر وخيارات خاطئة وأخرى صائبة في حركة عشوائية مستمرة. توجد أدوار بطولة وأخرى ثانوية, واللاعبون بأداء جيد ومرات فاشل_ قف ما هذا! درس في التربية القومية الاشتراكية؟
(هذا أوان الصمود) عبارة ثابتة
على الأرض الشبيهة بالمسرح, واللاعبون كلهم كومبارس, قل ما تريد وأنا أفهم كما أريد
ماذا تعني المسافة الواحدة مع الجميع؟
_ موقف الله أو الشيطان, وموقف تشيخوف من أبطاله
( هذا أوان السأم والخوف.....ما من معركة ربحها أحد
البارحة عاد الرئيس اليمني إلى صنعاء ليكشف_ تحت سمع العالم وبصره_ ضغينته
اليوم تقدم الرئيس الفلسطيني بطلب عضوية مجلس الأمن, ربما......
(هذا أوان التغيير) عبارة متنقلة
دوران عكس عقارب الساعة
*
25
يحيطني يوم فارغ مثل سوار المعصم
_ ما الذي تغيّر في قناعاتك واعتقادك خلال العشر سنوات الأخيرة؟
_خلال الشهر الأخير؟...العشرة أيام الأخيرة؟
مع تقدم العمر أفقد مهارة القراءة وأدخل في الخسران
القراءة ببطء وتعمّق وتلذذ_ القراءة المبدعة
*
الزعيم الأوحد لليمن طوال 33 سنة, يعود وفي رأسه الصغير فكرة واحدة: الثأر
*
خزانة أحذيتي على المدخل, أحصيها, أتذكّر تاريخ كل فردة بينها. تدور أشباح من الماضي والمستقبل ثم تدخل فتحة الخزانة_ خزانة الأحذية, جماليات الأحذية
غبار يدخل في عيني, تسبقه رائحة غير مستحبة....أحذية. ليس عندي قبعة.
نسيت لباس قدمي في الآن وهنا. غفلت عن وجوده كليا.
من يتذكّر أنه يتنفس كل......دقيقة!
_ ما الذي تغيّر في قناعاتك واعتقادك......
*
26
الخوف من عدم النوم. لا أعرف بماذا كنت لأسمّيه في الحالات المختلفة الماضية_ وهل كنت لأجد التعبيرات الشارحة والملائمة لكل حالة ووضع على حدة؟ ولنفس التوقيت المشترك بين ليالي تعذّر النوم وابتعاده!
مرة أخرى التوقع يصدم التوجه اليومي.
هكذا إذن. ثلث أعمارنا نقضيها في النوم. محاولة النوم.
هذا الغياب اللذيذ عن قلق التوقع المباشر واستبداله بغرابة عالم الحلام وغربته.
هناك الخوف من النوم وهناك الخوف من عدم النوم.
مرة, برفقة غوغل ساعات في رحلة البحث عن كلمة" نوم" , شعراء, نقاد وبحاثة, ساعات في العالم الحميمي لآخرين.....
توشك الساعة الرابعة من بداية هذا اليوم على النفاد.
هكذا إذن ثانية, ارتحلت خبراتي على مساحة مخاوفي التقليدية_ ربما تقدم العمر! ربما الحكمة؟ ربما أشياء أعرفها مستقبلا أو لا أعرفها أبدا
ثم وصلت فراشة وتبعتها
*
هو يوم مع ذكرى القلق " الخوف من عدم النوم". شخص يرقب تغيرات شخصيته بشكل مفاجئ, مع يقظته بعد منتصف الليل, يستعرض في ذاكرته تحولات العلاقة مع النوم والقلق. هل بوسع أحدنا أن يكون حكواتي نفسه بشكل مستمر وفي مختلف المواقف؟ هذا الرهان....
.
.
*
27
العودة إلى البيت والأشياء الحميمية. النوم واليقظة على الفراش المعتاد. أحلام معتادة. ضجر. اعتياد على صور القتل في المدن والبلدات السورية كل يوم. اعتياد على كل شيء.
*

لوحة أرسمها في ذهني, تتغير كل صباح.
الكرسي أجلس عليه والحذاء ينتظرني للهروب والريشة حياتي فراشة
أعاود تأمل لوحة الأحذية لفان غوغ..... توظيف الجمال!
*
ما الذي يعنيه تزوير الذاكرة!
الذاكرة أصلا معرفة, وعلاقتها بالحاضر وتوقع القادم أكثر مما حدث فعلا في الماضي.
أكثر من ذلك كل نسخة تعبير أو كتابة تحوي "أصل" , بمعنى أصالتها تعود للحيّز للفردي من الهوية قبل الموروث والمشترك السابقين. ماذا دهاني! أتخيل اليوم هو البارحة_ رغبت في اللعب والتجربة , يضاف.... وربما قبل ذلك: عدم الرضا؟ القلق من حكم القارئ على نسخة 26 كما هي, وأباشر تفلسف_ هو تأثر مباشر بما قرأته لدريدا عن لوحة فان غوغ...
الآن الثانية ظهرا وفي الذاكرة الثانية ليلا, ودفعة واحدة عودة ذكرى الخوف من عدم النوم,
ورجل يحاول أن يعكس الرؤية إلى الداخل عبر الكتابة
تزوير الذاكرة! ربما المحو المؤقت_ لو كان ذلك ممكنا,
بعدها العيش في اليوم الحاضر الدائم
*
كيف يأتي 26 أيلول بعد ما يصل 27 ؟
._في التخيّل فقط! ربما في الواقع الفيزيائي أيضا. طالما كل معارفنا وحتى اليوم, وفي مقدمها الفيزيائية استخلصت عبر تجارب محدودة وفي شروط خاصة_ دون أن يكون لدينا أدنى فكرة عن الحدود والنهاية والبداية_ سوى تصورات متخيلة...هيولية وهشة.
التصّور الكروي للوجود, قبله مسطّح, قبله يمكن لمسه وشمّه, الزمن!
_الزمن لعبته الأثيرة, مع فكرة الانتحار ومنظر النجوم,...
*
هذا اللعب غير البريء_ هل يوجد لعب بريء في البداية!
*
28 أيلول
كيف تتأكد أن اليوم ليس هو نفسه البارحة!
هل يكفي أن يتفق الآخرون على ذلك؟
*
كيفأتدبّرهذااليوم!
مشكلتيقديمةمعاليوم, قبلذاكرتي...كيفأحققالرضاالاجتماعيوأكونسعيداوأعيشبقناعاتيوأكونحرابنفسالتوقيتوبالتزامن_ حدّأدنىمنالقلقوأعلىمنالبهجة, تحقيقمجدالبطلومكاسبالنذل _ باستحقاقورضا!
سؤالياليوموكليوم, لمأصلإلىجوابشافيولنأستسلم
حواريمعالادمانأوصلنيإلىاليومربما
_ تخيفنيالسهولةالتيكنتأتكلمفيهاعنالدمارالذاتي, قتلالنفس, الانتحار
*
حياتيغريبة, هلمنأحدلايرىحياتهغريبة!
*
29
لم يسألني رأيي أحد, لا اليوم ولا في عمري كله.
جلست وفكرت على قدر سعة مداركي وعقلي, كما أفعل هذا الصباح_ حسين... وأغيّر النبرة والصوت حتى أشعر أنها صارت تلائم السماع والكلام أيضا. أنت صورة فارغة.
أصحو. صحوت. أهيم مع ما يحيطني وفيه
الهواء أكثر ما أحبه وفعل التنفس
هذا الخدر البطيء الناعس
(أيها الصباح.....ما أجملك)
*
هل أنت متسامح؟
حملت السؤال الشائك لسنوات وسنوات, توجهت معه إلى الأقرب والداخل, بلا جواب.
هل أنت......مغرور!
لماذا تستنكر السؤال, الغرور أحد مشتقّات عقدة النقص المعكوسة. ما كنت تفهمه من تصورات ومشاعر حول الأبطال الخارقين وأصحاب القوى والصفات الفوق عاديةصورة صبيانية لشخصيات لا وجود واقعي لها. وعلى العكس الغرور يعني الجهل بالنقص والضعف الشخصيين أولا_ والآن: هل أنت مغرور؟
هل....أنا.......مغرور
"أريد وما عسى تجدي أريد
أريد العيش مثل الطير حرا طليقا لا تغلله القيود"
هذا البيت سمعته من الراديو مطلع مراهقتي, وما أزال أردده من لحظتها_ في اللاوعي وبشكل قصدي ورغما عني وفي مختلف الحالات والأوقات, مع أنني لم أكن معجبا به من لحظة سماعه! وها أنا أردده الآن بصوت رخيم_بعدما رددته آليا وقبل أن أنتبه.
"أريد....
*
المهم وصل هذا اليوم الجميل وأيلول في آخر خطوة.
*
30 أيلول
خطوة على باب العدم.
نهاية شهر أم نهاية حياة أم نهاية يوم. النهاية واحدة في الماهية والحركة والتشكل. نهاية.
الكلمة الأكثر إثارة للشجن والذكريات والمخاوف نهاية
مفتاح الحلم نهاية بدوره
في حمولاتها, وما تثيره في النفوس والعقول, الكلمةالسرّوالمفتاحنهاية
أيلول على حافة الغياب
شهر في يوم
*
اليوم جمعة( ) لا اعرف تسميتها بعد, سورية القديمة انتهت بلا أسف لكن مع الخوف
هل دخلت البلد في الحرب الأهلية فعليا؟
أعتقد أن السنة هذه بدأت تشبه سنوات 59, 61, 63, 66, 70 ...المنعطفات في الماضي كلها كانت إلى الماضي والأسوأ تباعا_ ماذا عن السنة والتغيير كان بإرادة شعبية أولا, ثم نجحتالسلطتان بعسكرة الانتفاضة ليخرج المسخ الطائفي بوجهه المقزز والمرعب....
سنة في يوم_ أكتب غدا ويكمل القراءة سواي والحياة
لحظة عبور بين عدمين
*
(لاحقاعرفتاسمهاجمعةالنصرلشامناويمننا)
سورية تموت. سوريا تولد. كل لحظة وكل يوم. سوريا تموت. سورية تولد.
ربما حظ نادر أن تصادف ولادة بلد أو موته
ربما ألم يفوق الوصف أن تصادف موت بلد أو ولادته
في هذه اللحظة أشعر......أنني أسمع وأتحدث مع كل سورية وسوري في الداخل والخارج
وصل الغد
و
(نحن نتبادل الكلام)
*



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2011سنة البوعزيزي_10
- 2011سنة البوعزيزي
- سوريا الصغرى 21_22
- سوريا الصغرى19
- سوريا الصغرى 20
- سوريا الصغرى18
- سوريا الصغرى17
- سوريا الصغرى16
- سوريا الصغرى15
- سوريا الصغرى 14
- سوريا الصغرى13ليلتان مع ناظم الغزالي
- سوريا الصغرى12فيكتور فرانكل في بسنادا
- سوريا الصغرى11هل هو -نكران التعب- أم التأثر بقراءة-تعديل الس ...
- سوريا الصغرى10من يقرأ ناظم حكمت؟
- سوريا الصغرى9محمود درويش في بيتنا-أنقذونا من هذا الشعر.
- سوريا الصغرى 1 : تشيخوف في بيتنا
- سوريا الصغرى7(8
- سوريا الصغرى/ابواب متقابلة
- لأتذكر....لأعترف
- غراب في قفص


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - 2011سنة البوعزيزي_9