أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - سوريا الصغرى17














المزيد.....

سوريا الصغرى17


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 3420 - 2011 / 7 / 8 - 23:03
المحور: الادب والفن
    


سوريا الصغرى17

مرحبا بصديقي نور الدين بدران في بيتنا
.
.
.
خمس سنين أو أكثر....
يسموّنه طريق الموت. تعبر الحدود الأردنية مع النفس الأخير. البلد صارت قريبة,تعب, وطريق ضيّق والكلّ مسرع. ولا بدّ, في النهاية من الثرثرة. الكلام والرغبة والأفكار في شبكة. وكل منا سوف يطرق الباب بمفرده,لمرة أخيرة ويخرج بلا عودة.
*
نور:
".....
هو الغريب الذي خالته الأصابع جسرا فبكى
يده على الحصان الخاسر
والذئبة الرمادية تعوي
في برية الكون...."
أنت لا تستسلم أبدا
حسين: على العكس تماما, من البداية سكنت موقف الخسارة لأن لا خيار,لكن الحياة وهداياها!
نور: هذا أجمل بيت تسكنه يا صديقي,
_ هذا بيتنا,بلا سقف بلا جدران
هذا صديقي(المتخفّي) أبو النور
وهذه رفيقتي وشريكتي بقية العمر/الزوجة العشيقة
وهذا كلامنا المتبقي
(صوت ملائكي.....حتى تنتهي الأحاديث الشخصية,أعود)
*
نور:إذن,ما الغاية من حوارنا, ألن تديره بمزاجك ولصالحك؟
_التخيّل,ومن دون التضحية بالواقعي المعقول/الممكن ربما
نور: هل عدت إلى التنظير والكلام في الهواء,ما الذي حدث في غيابي؟هل عدت من أمريكا؟ أخبرني عن التجربة الجديدة؟ الحياة كيف تبدو بعدما نغادرها.....
_لا أعرف كيف ابدأ,مع الحفاظ على المصداقية والإقناع
نور: هل تهدف إلى التأثير على القارئ المجهول, تأتي بنا من نومنا الأبدي وتقلق راحتنا, لتمرير أفكارك الخاصّة ورغباتك الأنانية؟
_ اعذرني يا صديقي,يبدو أن الحياة تلعب بنا,ونادرا ما يكون العكس.
نور:لا أفهمك يا حسين, أخبرني أولا أين نحن الآن, وأتمنى أن تتكلم بوضوح وليس أحسّ,أشعر,كما أذكر,ربما....يا أخي انتهت مرحلة السريّة والأسرار(غير مأسوف عليها), وأنت حتى في موسم العمل السري كنت تطالب بالكشف والفضائحية. الشفافية_ صحيح دخلت الكلمة حديثا في حياتنا,لكنها جاءت في وقتها ومكانها بالضبط. هل أنت خائف!
_ أنا الآن في بسنادا,لكننا نحن(أقصد حديثنا ولقاءنا) في البيت الجديد,ولا أعرف عنه أكثر منك. البيت الذي سأنتقل إليه مع أفكاري الجديدة وحياتي الجديدة أيضا. مكانه,شكله,سعته ودفئه/جماله وقبحه,....كل ذلك ما يزال في علم الغيب.
ومع أنني(مرتبك,كيف أوضّحها لك), أشعر وأدرك أنني أقف الآن على مسافة واحدة من جميع السوريين/الموتى والأحياء, وارغب أن تكون إقامتي الدائمة في الآن وهنا. الموقف المعرفي.
نور: الغرور يرشح منك,الغرور(الشرّ العالمي بتعبير صديقنا بوذا) كيف حدث,ماذا!
_ هذه المشكلة(سوء القراءة أم سوء التعبير,أم المصيبتين معا), قبل تجاوز أخلاق التضحية ومعها حزمة الأخلاق التقليدية,كيف لأي كلام أن يصلح للنقاش أو التداول؟
نور: بسنادا؟ هل أعادك الحنين إلى بسنادا؟ لا أفهم
_في البداية, الحاجة جاءت بي إلى بسنادا. ثم أحببتها,أعتقد لوجود مسافة أمان أتاحت لي,إمكانية الاختلاط المعتدل,ثم التفكير على مهل,بعدها الوصول إلى قرارات. ومشكلتي الآنية أنني سأغادرها قريبا ولا أعرف إلى أين.
.
.
هل هذا تشرين أم حزيران.
_أحاديث سهرة أم ذكريات عشوائية....
ببساطة نسيت
*
من يستطيع أن يتخيّل حياته كما تبدو من الخارج,في اللحظة واليوم,في الفكرة وفي السلوك؟ والأحكام التي نطلقها بعشوائية_وثقة تلامس الطيش.
*
نور:
ماذا تقول! منعت من السفر وانفصلتما أنت وفريدة وعدت لوضع العاطل عن العمل_ وتعتبره حظ نادر....ونعمة!
_لا يمكن معرفة ما لا نختبره بأنفسنا.
وبعضنا,بل أغلبيتنا _حتى ما نختبره مرارا نفشل في إدراكه وتجاوزه,ونكرر عاداتنا بصيغ آلية. مرة نكون ما نخافه, والثانية كما يرانا الآخرون.
نور: هل عدت إلى معزوفة "الجفاف العاطفي",بل اليباس....أتذكّر حوارياتنا قبل خراب مالطة.
لكن ماذا حدث لعقلك,كيف تستطيع أن تعتبر ما يفرض عليك بالإكراه والقسر...حظ نادر,ولقيا!
_ وجدت نفسي وطريقي. وجدت المعنى في حياتي. وجدت الحبّ ووجدني.
أفضّل ألف مرة العيش في كوخ أو تحت جسر مع راحة نفسية,على المكاسب الشائكة والقلق. أعتقد أنني صرت أستطيع التمييز بين المهمّ والأهمّ ببعض الانتباه.
نور:
ليس الموت بالسوء الذي تعتقدونه.
على الأقلّ يحرر من حصر الموت,الذي يلاحق الأحياء مع أسمائهم وأنفاسهم.الموت المحرّر!
_نور الدين. نور . هل تسمعني...
مات نور الدين بدران وسلمى على طريق الأردن. وأنا الآن في طريق الموت.
أصرخ من منطقة الموت. من يقرأ هذا الكلام موتى. وموتى من لا يقرؤوه كذلك.
الكاتب ميت. القارئ ميت. الشاهد ميت. كله موت بموت
هذه مملكة الموت
من يرغب بدخولها,بعينين مفتوحتين,....ليرى بنفسه
يختبر,يلامس يجرّب
أيعود ويخبر بما حدث!
*
ه_أرجوك لا تقفل الباب ثانية.
_يا حبيبتي,معك فقط أشعر بالثقة. لا تهجريني
ه_ أخافتني الأصوات,أنت لوحدك,هل تتصارع مع أفكارك؟
_ رأيت صديقي التاريخي أبو النور,كأنه منقوع بالدم. لا أعرف بماذا كنا نتحدث.
الرعب والقسوة مطلع شبابنا في الثمانينات,أم الأمل مع الألفية الجديدة!
أظن,الخوف بعدما يتجاوز حدوده,وتصير الذكريات كلها ذعر ورعب,لا ينتهي إلا بالموت. الموت المحرر. الموت يحرر
ه_ الحبّ أعمق من الخوف,هل تعدني أن تردد العبارة كل صباح,هل نسيت"قوة الكلمات"!
_ الحبّ أعمق من الخوف
الحب أعمق من الخوف
الحب أعمق من الخوف
.
.
كان الخوف هوى حياتي الوحيد



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا الصغرى16
- سوريا الصغرى15
- سوريا الصغرى 14
- سوريا الصغرى13ليلتان مع ناظم الغزالي
- سوريا الصغرى12فيكتور فرانكل في بسنادا
- سوريا الصغرى11هل هو -نكران التعب- أم التأثر بقراءة-تعديل الس ...
- سوريا الصغرى10من يقرأ ناظم حكمت؟
- سوريا الصغرى9محمود درويش في بيتنا-أنقذونا من هذا الشعر.
- سوريا الصغرى 1 : تشيخوف في بيتنا
- سوريا الصغرى7(8
- سوريا الصغرى/ابواب متقابلة
- لأتذكر....لأعترف
- غراب في قفص
- ثالثة أمهات السوس والسوسن ...سعاد جروس – رمان
- بيت من زجاح
- سنة جديدة حياة جديدة
- نهايات سنة صعبة_4
- نهايات سنة صعبة_3
- نهايات سنة صعبة
- نهايات سنة صعبة_2


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - سوريا الصغرى17