حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 2865 - 2009 / 12 / 22 - 11:56
المحور:
الادب والفن
حذاؤك ضيق
تتنفس. تشعر بالطراوة واللزوجة
باب مفتوح
لا ظل. لا صوت . لا حركة
*
في الظهيرة العادلة كنا ثلاثة
اسمه الهجر
اسمه سريان الدم في نهر العدم
تنادي ولا صوت
تنظر ولا خفقة نفس
هذا أنت
هذا موسم الضحك
*
بيتي بلا عنوان
بلا سقف. بلا جدار
جاءت الريح على غير ميعاد
بيتي في الهواء
وأنا أعزل
*
هذا يفوق طاقتي على الاحتمال
_ماذا فعلت إذن؟
*
الحياة كلبة
12/12
اللاذقية تحت المطر
إنها تمطر بغزارة
المطر في الشوارع والحارات على السطوح وبين الأشجار المتبقية. مطر
نصف كاسي الميماس وأخرج إلى الساقية, أمدّ يدي خارج المظلّة
بالمطر يتعمّد كأسي اليوم... أشننه بمطر اللاذقية مباشرة
كم مطر هذا اليوم جميل ليذكّر....الروح لم يطالها العطب كلية
بعد جبلة وموقف الجامعة بسنادا. نزلة الساقية
مع سيجارة متلألئة حمراء طويلة
كيف حصل ووصلت إلى هنا!
*
أتذّكر الآن آدم حاتم العراقي الشاعر
جدول الدم, الذاهب إلى فم الساحرة
تلك هي حياتي
.
.
فعلها آدم حاتم....شراب متواصل إلى الموت
أخبرني الأصدقاء_ وكنت ممنوعا من السفر أيضا....صديق لك
من الضروري أن تتعرف عليه/ يكاد ينطفئ
_ الأهل في بغداد شيّعوا جواز السفر....كتب يحي جابر في الناقد
19 يوم وتنتهي السنة الكبيسة. انتهت نقودي ومختلف مدّخراتي ولم تنتهي الكارثة
_فكّرت بداية مع آخر ليرة أطلق رصاصة الرحمة
فكّرت....كثيرون سيؤلمهم هذا السيناريو/ هذه النهاية
صرت أحلم بالموت الهديّة
تنام بدون يقظة. ينتهي الجور والاعتداءات المتّصلة
ينتهي الطفيليون في اللاذقية من حياتي دفعة واحدة
وهذا رهاني الأخير مع الله
إلهي....خذني
أو امحوهم من حياتي الآن وإلى الأبد
*
إن لم تفعلها
لن أسامحك يا ألله
* * *
لأفكر بشكل إيجابي
لأحاول مرات ومرات...
_بدون فهم مكتمل وحالة وعي للفهم الآن/ لا تحرر
كل حدث واقعي عادل.
.
.
اختلاف القيم
هذا ما فكرت بكتابته ل...... صديقتي الجديدة/ المحتملة
لنتخيّل المشهد:
يلتقي هذا الجمع وبينهم 1_ عالم آثار 2_ لاعبة تينس 3_ حلاق نسائي ورجالي 4_ موسيقي مهووس بالصوت 5_ عاشقة أو عاشقة
ولنترك الشعر والشعراء في جحيمهم الخاصّ
_ كيف يختلفون(الخمسة على الأقلّ) بتقييم الأشخاص والسلوك
أليست هذه حالنا!
.
.
تحبني شاعرة. تحترمني. تقدرني.....بإخلاص تتغاضى عن الخلق الإلهي الناقص
ما ذنبي أنني ولدت بهذا الضعف!
*
أشرب وأضحك
نعم... ملك الضحك أنا
صحيح/ المساحات المعتمة في روحي وأعصابي_ لا تحدّ
صحيح ليس لدي ما أعطيه, عدا الأحلام والجمل المبتورة
كله صحيح وأكثر
وأيضا لحظة تمطر.... تغمرني النشوة
أغيب في عالم جميل أثيري شاف وشفاف....عالم بلا متطفلين وبدون طفيليات
يحضر كل اللذين أحببتهم
لا يعود يعنيني بشيء/ هذا الغباء المترامي...هذا الغباء الفظيع المتوحّش
أغمض عيناي
يلزمني فقط أن أغمض عيناي
.
.
أللذين أحبهم
أللذين علّقت حياتي على عودتهم
يضيئون عالمي. يونسون وحشتي
أللذين أحبهم
بين كلماتي وأحلامي أل.....مبتورة
*
ليسامحك الله يا ....م......ي
سامحك الله. وأسامحك حتى ينتهي الزمن
_بشرط واحد
كأس فقط. ولتتوقف الساعة والزمن
_ هل أنت معتوه إلى هذه الدرجة يا حسين عجيب؟
وأكثر
لا أرى ما تراه. لا ترى ما أراه
.
.
أصارع الخوف بالخوف لأحيا
وردة على باب من أحب
وردة في طريق من أحبّ
وردة على سريرك. وردة أمام نافذتك. وردة...وأنت تحلمين/ تبكين
بنفسجة
هل تعرفين البنفسجة؟ زهرة الصخور. بين الثلج والعواصف والأفواه الجائعة
بنفسجة من أعلى قمة جبل في بيت ياشوط
لك
أذهب الآن. ماشيا. ركضا. زحفا. سباحة
فقط
كلمة منك....
صحيح أيام وأسابيع قليلة بعد, تحتاجها أزهار البنفسج
للتفتح والطيران
أحنو عليها براحتي وصدري. أنفخ عليها من هواء قلبي لتدفأ وتتفتّح
لو ترى عينيك
لو ترينها وهي تتفتّح
.
.
هذا مهرك!
هذا كل ما لديّ
_حاولت النظر في عينيك( خلسة...لأعترف
رأيت
الجبال طرية وتنمو
عنزة تعزف على البيانو وتضحك
نمر يراقص بقرة. غناء في سهرة لا تنتهي
رأيت.... بحر يتقدم فوق الجبال
مطر اللاذقية يغسل تحت قدميك
رأيتك سعيدة وتضحكين
رأيت الأحلام تتحقق
رأيت الزمن طريا وصديقا
لتضحكي.....
*
أفزعني الرقم 12/ 12 ..... وعندما تحين الساعة 12
في مقهى صباح ومسا .... أوقعت أركيلة الجيران, الجمرات تناثرت على البلاط
حاولت إنقاذ....الموقف
كأن ضلعي انكسر
مع كل حركة أشعر بالألم
.
.
كان دمّر حبيب, وناريمان , وإسماعيل, وعبد الله , وزكريا...
شعرت بالرهبة, ... سي لا في . تلفظها ناريمان صالح بالفرنسية الصحيحة
وكان افتتاح معر ض حسن حلبي... مع الخشب الحنون
*
أنا الآن في عالم الغياب
كأس وسيجارة وكلمة
وحبيبتي....لا تردّ
كأس آخر يا حسين
كأس جديدة يا حسين
....اللذين نبحهم
واللذين علقنا حياتنا على عودتهم...
*
برهوم وآلاء يتجولان في أوربا
أتذكّر البيان الشيوعي..... شبح يتجوّل في أوربا أسمه الشيوعية...
جاء التاريخ وانتهى. قامت الثورة وحضرت. مات رياض الصالح الحسين
اللاذقية تحت المطر
اللاذقية تغتسل
.
.
ليتني حجر
*
13/12
الرياح تعذّب الشجر وتشقيه
من يتألم لسقوط غصن يابس_ سؤال البوذا
*
14/12
ومضى نهار آخر
متى تأذن لي بالكلام؟
ساعات أفكّر, كيف تتشكّل قصص الحبّ!
ما يرفع دقات القلب فوق الفيزياء
البداية ليست هنا
*
غسان وعماد في هوى بحري. عدي في البرازين. ياسر في النقعة بجبلة
طاولة واحدة هي العالم. أبو كفاح والعرق البلدي العتيق
وكل الطرق تؤدي إلى صلاح سالم
.
.
أيام بلون الشتاء وطعمه. أيام من عدس. أيام من بطيخ
أعدّ الساعات....لتنتهي بسرعة هذه السنة
.
.
"استيقظ",يقولون له.
يتعرف على نبرة الصوت. يحاول التكهّن من يكون, ولكن الجسد يضعف ويهوي متنّوما, ومسحوقا تحت ثقل النعاس. تسحب يدان اللحاف وهما تمسكان به, وتحت دفئه يختبئ الجسد باحثا عن الطمأنينة.
"استيقظ", يقولون مرة أخرى.
يهز الصوت الكتفين. ويجعل الجسد ينتصب. يفتح عينيه. تسمع قطرات الماء الساقطة من القطارة على الإبريق الطافح. تسمع خطوات تتجرجر متثاقلة...والنحيب. عندئذ سمع النحيب. وهذا هو ما أيقظه: بكاء خفيف,نحيل, ربما تمكن لنحوله من اجتياز متاهة النعاس, والوصول إلى الموضع الذي يعشش فيه الفزع.
أعيد قراءة بيدرو بارامو
لأدرك الفرق بين كاتب مجتهد وآخر موهوب
*
.
.
ابتعد منتصف الليل.
آخر نصف شهر في هذه السنة الكبيسة
_ عدا كأس/ الفودكا هذه الليلة, ما الفارق بيني وميت سنة 1909 !
أو آخر يموت ليلة 15 /12 ....2109.
نختلف بالاسم ولون البشرة ودرجة تجعّد الجلد, نختلف...ليتني أعرف بماذا
_ لا أذكر آخر مرة لامست فيها امرأة
عن أي من الثلاثة تتكلم؟.....
.
.
أشعر بالجوع. ليس عندي نقود. ولا امرأة تنتظرني
_ هل أنت ميت؟
أستطيع النسيان أحيانا/ لحسن الحظ كما أعتقد
.
.
_ أنت تشبهه تماما/ نسخة طبق الأصل
_ 2109 يولد حسين عجيب آخر
يتعذّر_الآن_ معرفة اسم الأم والأب
وبدوره سيكون نسخة طبق الأصل, ويعرف ما مضى
_ معكوس الزمن أكثر من فكرة
.
.
.
أشرب كأسي الفودكا مع الليمون بتلذذ
أشرب كأسي بعد الموت
*
أشعر بالسعادة. خفّة وثمل ونشوة. أشرب كأسي
أعيد قراءة بيدرو بارامو. أدخّن بتلذذ. شعور خفيف بالجوع, لكنه ممتع ويؤكد لي أنني ما زلت حيا. أتنفس. أنتظر الحب الكبير يأتي ويملأ حياتي
ابتعد منتصف الشهر الأخير. ابتعد منتصف العمر أكثر
لسوء الحظ لم أصل بعد,هناك, حيث لا احد يعود
.
.
" لو أن احدهم, أعطاك مغلّفا, فيه تاريخ موتك
هل كنت لتفتحه؟"... عبارة من فيلم السهرة
.
.
الحياة لا شيء خارجها
_في أي يوم نحن؟ أي عام؟ أي بلد؟ بيت...حارة....شارع
هذا كأس وهذه نافذة
فراشة تهوي......
_هذا رجل سكران
_ هذا رجل عاشق
*
هنا لا أحد يأتي
هنا لا أحد يغادر
*
أتذكّر الآن الحكاية الأسطورية:
فأر يجد خاتم سليمان...
_ماذا تريد, اطلب ويتحقق الآن/ هنا
أريد أن أصير.....فيل
كان الزمن شتاء اللاذقية, فجأة تلبّد الجو, غيّمت وأمطرت
وضربت الصواعق في مختلف الجهات
_ أريد أن أعود فأرا
في الحكاية التحوّل سهل. الانتقال بين حالات لا يمكن أن تجتمع
وأما في الحياة الفعلية/الحقيقية/الدبقة / اللزجة/ المقيتة/...في الحياة الفعلية
شكرا للموت
شكرا للندم
*
دوما يوجد الآخر الشبيه طبق الأصل. يحمل الاسم والعنوان وبقية تفصيل الهوية. ينفصل في النوم فقط, ويعود لينصهر في الكتلة مع اليقظة...وفي هذا التعذيب الأبدي يستمر الدوران
لا شيء يحدث
لا أحد يعود
لا جديد تحت الشمس
15/12
أيام قليلة هي كل ما تبقى من 2009
إلى أين تذهب السنوات, الأعمار, الدعاء والرجاء الأبكم...
أغمض عيني بيدي. ألامس حياتي برفق حتى لا تتمزّق, أترك لصوتي أن يخرج في الطرق الأسهل, أترك للحظات_ للذاكرة الآنية, تقود كلماتي بلا أمل
هواء, ورق يابس, أيام تشتعل وتنطفئ مثل كومة قش
على ساقية بسنادا
هنا لا شيء يمكن نسيانه أبدا
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
