أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - مشروعنا بين الكعبة وجهنم














المزيد.....

مشروعنا بين الكعبة وجهنم


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3508 - 2011 / 10 / 6 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشروعنا بين الكعبة وجهنم / حافظ آل بشارة
مثقفو العراق الاحرار وحدهم يمكن ان يعاتبوا ، لأنهم مثل طبيب يعالج الاعراض وينسى المرض نفسه ، فليكن المثقف العراقي مفكرا ، مشكلة هذا البلد بحاجة الى مفكرين يذهبون الى الجذر ، الذين صمموا العملية السياسية ارتكبوا خطيئة بنيوية كبيرة يجب كشفها ، استخدموا طريقة الاعمدة الطائفية والعرقية وليس طريقة الاساس ذي القاعدة الموحدة ، بناء الكعبة كان بقواعد وليس باعمدة (واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل) وبناء جهنم باعمدة (انها عليهم مؤصدة في عمد ممددة) العملية السياسية عندنا ذات بناء جهنمي وليس كعبويا . الرعاة الامريكيون خططوا لهذا بقصد او بدونه فلماذا شايعهم فيه العراقيون ؟ صحيح ان الساسة التسعة (او أكثر) الاوائل الذين شاورهم بريمر لتشكيل نظام العراق الجديد كانوا منتمين الى الشيعة والكرد والسنة والتركمان والمسيحيين ، لكن لماذا تم تسييس هذه الانتماءات الاجتماعية وتحويلها الى اعمدة جهنمية لبناء العملية السياسية ، كان يفترض التعامل معهم كممثلين للشعب العراقي الموحد ، هذا التقسيم يتناقض مع جوهر الديمقراطية التي ليس فيها محددات سوى هوية الانسان ومطالبه ، يمكن للمشروع العراقي الاستغناء عن هذا التقسيم ولا ينقص منه شيء ، لأن تعريفه : نظام انتخابي دستوري تداولي يفصل بين السلطات ويحترم حقوق الانسان ومبني على اساس وحدة الارض والشعب ، ولكن عمليا هناك زعماء مكونات عرقية و طائفية بينها خلافات اديولوجية ومصلحية تدمر المسار الديمقراطي بانسيابيته وبساطته المعروفة . ذرائع واوهام تقف وراء التصنيف الطائفي العرقي ، يقولون ان النظام السابق قمع طائفة معينة وقومية معينة ، العراقيون في الشارع يقولون ان ذلك النظام كان يعبد السلطة فقط ، دينه وطائفته وعرقه السلطة ، وكل من يعارضه عدو من اي جهة كان ، يقمع الشيعة لكن كبار مسؤوليه في الحكومة والحزب والجيش من الشيعة ، ويقمع الكرد وبين كبار أزلامه كرد ، ويقرب السنة وبين ضحاياه آلاف الشخصيات المعروفة من السنة . اذن لا ينفع هذا التصنيف في توزيع التعويضات وانصاف المتضررين فالجميع منكوب وبذلك يفقد هذا المبرر اهميته ، هناك من يقول : ان مكونات العراق واقع تأريخي لا يمكن تجاوزه ، وهذا صحيح لكن المكونات كانت عنصر توحيد في تاريخ العراق ، لكنها عنصر تقسيم في اروقة السلطة فقط منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى الآن ، النخبة وحدها تعيش هاجس التقسيم العرقي الطائفي وتكابده ، وليس كل واقع تأريخي محترما ، ثم ان الاستبداد نفسه بالتراكم تحول الى واقع تأريخي فهل نقدسه ؟ لا توجد مقدسات سياسية في حياة الشعوب ، المقدس الوحيد هو المصالح ومعرفة مايقابلها من المفاسد ... على المفكرين ان ينادوا بادارة وطنية تفكر بعقلية الشعب وليس بعقلية المجموعات المنتفعة من بناء جهنمي قائم على الاعمدة ، الشعب يريد بناء كعبويا يقوم على القواعد ، ولكل امة ابراهيمها الذي يجب ان تأتي به الصناديق يوما .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة دائمة وشعب يتفرج
- اللصوص يسرقون الكوفة
- عالجوا أولا وباء النخبة
- حرب مطلوبة ساحتها العراق
- الصدفة ومفاتيح الأزمات
- لنرحب معا بسلة النجيفي
- ترليونات سنة 2012 الى أين ؟
- العبودية في المظهر والجوهر
- الاحزاب وأزمة البنية التحتية
- حكومة الاغلبية السياسية في الميزان
- البطالة في العراق ... صمت البركان
- العراق واشكالية علاقاته الدولية
- صهيل الحرب الدرامية
- مذابح الردة والتركيع
- آخر الاساطير ... سلطة السلطات ورئيس الرؤساء
- الاسعار بين الحكومة والتجار
- من يحمل مفاتيح السماء ؟
- الترشيق انقاذ لابد من
- الصوم في الربع الخالي
- جمهورية الارامل والايتام


المزيد.....




- ريانا تتألق بإطلالة زرقاء ناعمة في فستان مستوحى من أزياء الس ...
- لماذا قد يُلوث هاتفك المحمول القديم تايلاند؟
- إسرائيل تريد التطبيع مع سوريا ولبنان لكنها -لن تتفاوض- بشأن ...
- رواية -نديم البحر- لحكيم بن رمضان: رحلة في أعماق الذات الإنس ...
- مصر.. تحذير السطات من ترند -الكركم- يثير الانتقادات!
- شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
- غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية ب ...
- قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي
- ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
- إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - مشروعنا بين الكعبة وجهنم