أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - الاحزاب وأزمة البنية التحتية














المزيد.....

الاحزاب وأزمة البنية التحتية


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحزاب وأزمة البنية التحتية / حافظ آل بشارة
ينتقد المثقفون العراقيون والعرب الأحزاب والتجمعات العراقية المشتركة في الحكومة بأنها تفتقر لما يسمونه بالاساس الاديولوجي اي الهوية الفكرية ، فلا يجد المفكرون مكانا لهم في اغلب تلك الاحزاب ولا في المشروع الوطني العراقي الحالي ، فالأزمة بالاصل أزمة بنية تحتية فكرية للاحزاب يجري تصديرها الى اروقة الحكومة لتنتج صراعا سياسيا ، فالبيئة الحزبية هي البيئة التي ينشأ فيها الحاكمون ويتكاملون ، فالحزب مثل الانسان الفرد لديه ثلاث نشآت متعاقبة : نشأة عقيدية ، ثم نشأة ثقافية ، ثم نشأة حضارية ، وما لم يمر التجمع البشري بهذه المراحل الثلاث لا يمكن ان نسمي ذلك التجمع حزبا ، فيجب اولا ان يكون للحزب رؤية كونية واضحة تبين للمنتمي مكانه في هذا الكون ودوره وعلاقته بالخالق والمخلوقين والطبيعة والذات وما يترتب عليه من واجبات وما له من حقوق ، والاديان كانت ومازالت هي مصدر الرؤية الكونية للبشر ، وظهرت اديولوجيات تأريخية ارادت ان تحتل موقع الدين وتحدد للمنتمين رؤية كونية مثل الماركسية ثم اللبرالية ... بعد النشأة العقيدية للحزب تأتي النشأة الثقافية اي ما يترتب على الرؤية الكونية من آثار في التفكير والاطار الاخلاقي والعلاقات الاجتماعية والحاكمية وتأطير النشاط الانساني في الاقتصاد والفنون والاداب ، وبعدها تأتي النشأة الحضارية وفيها تظهر الآثار العملية للثقافة في نظام الحكم وحقوق الانسان ونتائج المذهب الاقتصادي ، وعلى ضوء هذه المعطيات يمكن تقييم مدرسة الحزب ، اغلب الاحزاب في العراق والعالم العربي كانت عادة تجمعات اما معارضة تقاتل لاسقاط نظام جائر او هدفها الوصول الى السلطة بلا مشروع بديل ، لذا فهي تعتبر السلطة هدفا فاذا وصلتها انجرفت الى الاستبداد ، بينما الحزب الحقيقي يعتبر السلطة اداة لتنفيذ رؤيته في الحكم ، فاذا كان الحزب يستند الى الاسلام في نشآته الثلاث فهو ما يمكن تسميته بأمة حزب الله التي تؤمن بأن الدين قادر على ادارة وقيادة المجتمع بما يحقق مصالحه المادية والمعنوية ، وعندما تكون الاحزاب ذات سياق اديولوجي واضح فهي عادة لا تدخل في صراع دموي على السلطة بل تتحاور حتى تصل الى اسس مشتركة تنتج حالة التسامح ثم التعددية السياسية ثم التعايش ثم التنافس السلمي ثم تكوين دولة ذات اغلبية سياسية ، ومن لم يجد له مكانا في الحكومة ذهب الى المعارضة بانتظار دورة انتخابية جديدة ، فالأزمة القائمة في العراق حاليا بنظر المثقفين هي أزمة أحزاب قبل ان تكون أزمة حكومة ، فلدى الحزب عادة رؤية تنتج مشروعا سياسيا ويسعى الى اقناع اكبر عدد ممكن من الناس للانتماء اليه ، ثم كسب اكبر عدد ممكن من الناخبين المعجبين بالبرنامج الانتخابي المعلن ، ثم كسب اكبر عدد من الاحزاب الاخرى الصديقة التي تجد مشتركات كافية لبلورة جبهة وطنية او تحالف لتشكيل حكومة متماسكة في نهاية المطاف ، فهل هذا السياق موجود في العراق الآن والى متى يستمر هذا الخلل ؟



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الاغلبية السياسية في الميزان
- البطالة في العراق ... صمت البركان
- العراق واشكالية علاقاته الدولية
- صهيل الحرب الدرامية
- مذابح الردة والتركيع
- آخر الاساطير ... سلطة السلطات ورئيس الرؤساء
- الاسعار بين الحكومة والتجار
- من يحمل مفاتيح السماء ؟
- الترشيق انقاذ لابد من
- الصوم في الربع الخالي
- جمهورية الارامل والايتام
- القطاع الزراعي الى اين ؟
- الخريجون (مضروبين بوري)
- اعدام السلطة القضائية
- النخبة والشعب ... لكل معركته
- اساطير الاعمار والتنمية
- ارشيف الحرائق الذكية
- اعادة تعريف الانسحاب الأمريكي
- لكي يستعيد المواطن سلطته
- ملاعين ... ينتظرون التقرير


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - الاحزاب وأزمة البنية التحتية