أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد ماجد ديُوب - علم بالغيب أم تحكم بالغيب ؟؟؟؟















المزيد.....

علم بالغيب أم تحكم بالغيب ؟؟؟؟


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 20:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كثيرون في هذه الأيام هم الذين يظهرون على الشاشات التلفزيونية في برامج تعتبر في هذا الزمن من أكثر البرامج ربحية بسبب كثرة الإتصالات المكلفة إن بسبب غلاء سعر دقيقة المكالمة أو لجهة جعل المتصل ينتظر طويلاً حتى يحول إلى قارىء المستقبل وهي التسمية المراوغة المهذبة ل:عالِم الغيب

ولانعتقد أنه يوجد بالأساس غيبُ ليعرف أو مستقبلُ ليقرأ لأن الحركة الكونية للأجرام السماوية هي نفسها مذ كانت هذه المجرات فلا جديد تحت الشمس في هذا المجال ولكن دائما ترى الإنسان الجاهل المهزوم والمأزوم ذا العقل المغلق هو من يبحث دائماً كما الغريق عن قشة يتعلق بها خاصة إن كانت هذه القشة تحمل ولو أملاً ضعيفاً قد يتحقق في المستقبل لذلك نرى الكثرة الوفيرة في أعداد المشاهدين لمحطات التلفاز التي تعرض مثل هكذا برامج

وبسبب الإحباطات الإنسانية الكثيرة التي يعاني منها الإنسان في هذا الشرق تجد أن الكتب التي يحررها من يُدْعَون فلكيين تباع بكثرة كبيرة وتزداد مبيعاتهم عاماً في إثر عام وذلك ربما بضربة حظ لبعض القراءات التي صحت فترفع الفلكي هذا إلى مصاف الأغنياء وبسرعة كبيرة أحسدهم عليها أنا مدرس الرياضيات والفيزياء لأني متمسك بالمبدأ القائل أن الدروس الخصوصية هي حالات سرقة ونصب موصوفة وأنا بطبعي الذي نشأت عليه أرفض رفضاً تاماً هذه السرقة وهذا النصب لأني أعرف تمام المعرفة أن حق الطالب عليٌ هو في قاعة الدرس لاسواها ولكني أبرر على مضض وإكراه لزملائنا القيام بمثل هذا مدفوعين تحت ضغط تزايد النفقات بسبب التطور الإستهلاكي الذي أصاب بيئتنا السورية الذي له مبرر حيناً ولامبرر له أحياناٌ أخرى

نقول لاوجود من الأساس للغيب لكي يعرف ولاوجود لأحداث مقررة سلفاً(المستقبل) لكي ُتقرأ مالسبب العلمي لما نقول ؟

لوكان هناك غيب يتضمن أحداثاً ستقع عندما يحين زمنها المستقبلي لقلنا ببساطة أن الإنسان محكوم بقدر مكتوب سلفاً لاسبيل لتغييره وهوبالتالي غير مسؤول عما يحدث لأنه في هذه الحالة ما يحدث هو قرار لانعرف من إتخذه كل ما في الأمر أنه قد قُرر وحدوثه أكيد ولانستطيع شيئاً لمنع حدوثه وبذلك تسقط المسؤولية عن الإنسان وأفعاله وعندها علينا أن لأن نقيم المحاكم لأنه لامبرر أخلاقي لقيامها فقتل رجل عن سبق الإصرار والترصد هو قرار غيبي لامسؤولية لمنفذه فيه (القاتل)

ولوكان الغيب هومجموعة أحداث مقررة سلفاً لسقطت المسؤولية الأخلاقية عن الجرائم الإنسانية التي أرتكبت بحق البشر في أي زمن أوعصر كان ولما كان علينا أن نبحث عن عوامل تخلفنا وإيجاد المخارج التي تكسر شرنقة تخلفنا هذه ولما كانت البشرية قد بذلت أي جهد في محاولتها الدائمة للبحث عن الحقائق العلمية التي ساعدت وما زالت تساعد البشرية على الخروج من عبوديتها نحو دائرة الحرية الأوسع بإتجاه دائرة الحرية المطلقة والإنطلاق بالتالي نحو الخلود الذي كان حلم البشرية منذ أن وعت ذاتها .

بل كانت هذه البشرية استكانت هادئة مستسلمة لقدرها الذي سيحمل لها ماهي عليه الآن من تقدم وحضارة ومدنية وإزدهار ولاكتفت بإنتظاره على طريقة من يتابعون هؤلاء القارئين في هذه الأيام .

الحياة هي محض إحتمالية بمعنى أن الأحداث التي تقع فيها هي نتيجة لحركة البشر وكما حركة الذرات لبخار الماء هي حركة عشوائية إحتمالية تخضع معرفة توجهاتها لعلم الإحصاء المرتبط إرتباطاً وثيقاً بعلم الإحتمال كذلك هي حركة البشر تماما لأنه يستحيل علينا الإحاطة إحاطة تامة بالعوامل المؤثرة في أيٍ من الحركتين .

الإنسان هو أكثر المخلوقات تعقيداً ولكن مع التطور المذهل لعلم النفس وتطبيقاته الرائعة سواءاً بكشفه للكثير من تركيبة النفس البشرية وتفكيك الكثير من ألغاز عملها وتحديداً إكتشاف ماهية العقل الباطن وطريقة عمله وكيفية التأثير عليه وفتح بوابات طاقته الكامنة الهائلة والإستفادة منها في الشفاء ورسم صورة المستقبل الذي نريده ومعرفة كيفية تحقيقه ومدى سيطرته على السلوكيات البشرية وكيفية العمل على السيطرة عليه وتحويله إلى سلوكيات مدنية راقية عن طريق تطبيق ما سمي (السيبلاي مينال)

إن أخطر ما في طريقة السيبلاي منال هو قدرتها على تكوين الرأي العام كما في حالة الدعاية لمنتج ما والذي تستخدمه الآن أمريكا بإستخدام البرامج المسجلة وعرضها لاحقاً بعد أن تثبت أسفل الصور التي تتحرك بسرعة 24 صورة في الثانية جمل يجري إنتقاؤها بعناية كبيرة بحيث تخدم الهدف المراد من عرضها وربما عوضاً عن الجمل يتم تركيب صور لها هدف معين كأن تكون صوراً إباحية هذه الصور تدخل العقل الباطن دون أن يلاحظها المشاهد ومع تكرارها لمدة 40 دقيقة في الحد الأدنى تكون قد مرة أمام العين ودخلت خلسة إلى العقل الباطن عدداً من المرات = 162000 مرة بحيث يكفي هذا الرقم لتنزرع الصورة أو الجملة المكتوبة في العقل الباطن لأن من شروط الدخول إلى هذا العقل هو أن يكون الإنسان في حالة إسترخاء وهو عادة ما نكون عليه عندما نشاهد برامج الترفيه الأميريكية بعد يوم عمل شاق ومن نقول أن شخصاً ما قد تمت برمجته على أمر معين بحيث مهما حاورته لن تنال منه بل سيتمسك بعناد وإصرار على رأيه فهو نابع من تمسك لاوعيه به .ويصبح كمن تلقى أمراً وهوفي حالة تنويم مغناطيسي

وهناك الإيحاء الذي يمارسه الكثير من القادة الذين لهم كاريزما محببة فيكفي أن يقولوا شيئاً حتى يرى محبيهم وعشاقهم بدأوا بتقمصه ( هتلر . عبد الناصرمثلاً )
كما أن التكرار الكثير لفكرة ما تدخل اللاوعي بالطريقة ذاتها وهذا ما تفعله المحطات الدينية التحريضية .

إن الإنسان المهزوم المستسلم لقارىء المستقبل هو كائن مسلوب الإرادة ومشلول التفكير فالذي يوحي به هذا القارىء لهذا الإنسان يدخل بسرعة مذهلة إلى لاوعيه ويرسخ فيه وبسبب مشاغل الحياة ينسى هذا الرجل ما قاله له هذا القارىء وهي حالة ممتازة ليقوم العقل الباطن بعمله على تحقيق الرسالة التي وصلته من القارىء وتحويلها إلى واقع فهذه القدرة للعقل الباطن أي قدرته على تحويل الصور أو الإيحاءات التي تصله بصورة واضحة لالبس فيها إلى وقائع على الأرض هي من عجائب الإنسان وتكوينه النفسي العقلي .

عندها يتذكر هذا الشخص ما قاله القارىء ويلاحظ أن ما قاله قد تحقق فيبدأ العمل على استشارته في كل شاردة وواردة تخص المستقبل ويبدأ الحديث عن المستقبل وكأنه قدر مرسوم ما علينا سوى معرفته عن طريق قارىء مستقبل ما .

أختم بهذا الحوار دار بيني وبين أحد الأصدقاء وهودكتور مهندس ويؤمن كثيراً بهؤلاء القارئين بعد ليلة رأس السنة لهذا العام :

العجيب أن ما يقوله هؤلاء القارئون عن أحداث في العالم تحدث ,

نعم هذا ما تظنه ولكنه في الحقيقة هو إيحاء جمعي

طيب هناك قراءات لها علاقة يالزلازل والبراكين

هذا صحيح لكنك تنسى أن العقل الباطن الجمعي يفعل بالطبيعة تماما ما يفعله العقل الباطن الفردي

كيف ذلك ؟

عد إلى كتاب عالم النفس الروسي اليكسندر كوفالوف :علم النفس الإجتماعي

وماذا فيه ؟

عندما تقرأه تجد أن ما أقوله عن فعل العقل الباطن الجمعي الذي هو محصلة أفعال العقول الباطنة الفردية لأمر معين قولُ صحيح

وهنا قلت متابعاً لو كنت رئيساً لبلد ما لأتيت بكل هؤلاء القارئين للمستقبل وأغدقت عليهم المال وطلبت منهم أن يقولوا عني وعن بلدي ما أريد لنفسي ولبلدي أن يكون ليلة رأس السنة حيث الناس كلهم أمام شاشات التلفاز وهم في حالة المترقب المُستَلب عندها سترى المعجزات بحدوث ما قاله هؤلاء القارئون خلال العام نفسه

قال لكن على الصعيد الفردي قد تحدث أشياء أنت تتوقعها وليس أي قارىء

نعم صحيح هذا مايفعله عقلي الباطن الذي وصلته رسالة ما ولا أدري من أين فيخبرني عندما يكون قد فرغ من العمل على تحقيقها في الواقع بإرسال شارة ما إلى نفسي أن هذا الشيء سيحصل فينتابني هذا الإحساس بتوقع حصول هذا الأمر فيحصل

للحديث في هذا الموضوع الذي أعتقده هاماً وخطيراً تتمة ..........

ودمتم توٌاقين لمعرفة الحقيقة لذاتها لا لشيء آخر



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقون سوريون وبكاء عرعوري
- المادة : مفهوم فلسفي أم علمي ؟
- لو أدرك المسلمون معنى : رب العالمين!!!!
- لم يمت على الصليب فداءأ بل قتله الإله اليهودي
- أما آن لنا أن نقتل الله ؟؟؟؟
- أيها الحمقى ماذا لو .....؟؟؟؟
- ليس إلهاً واحداً إنما آلهة متعددة
- نظرية المؤامرة ومنطق تحقيق المصالح
- الله إسرائيل أمريكاوبس.....
- الله وأمريكا ما بين التاريخ والمستقبل
- نحن والتاريخ والفيزياء
- التفكير غريزياً
- كيف نساعد الغرب على أنفسنا
- هل يدرك الله ذاته؟
- القصيدة إذ تغنى والمرأة إذ لها عينان ساحرتان
- المشهد القادم في الشرق الأوسط
- إرتباط النفط بالدولار هل يفجر الشرق الأوسط ؟
- الحراك العربي وتعاكسه مع حركة التاريخ
- واو العطف التي عطفت المثقف على الجاهل
- الحراك السوري ومنحنى غاوس


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد ماجد ديُوب - علم بالغيب أم تحكم بالغيب ؟؟؟؟