أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - نظرية المؤامرة ومنطق تحقيق المصالح














المزيد.....

نظرية المؤامرة ومنطق تحقيق المصالح


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثارت نظرية المؤامرة وما تزالت تثير النقاش تلو النقاش حول صحة وجودها من عدمه .ولكل من الطرفين حججه في هذا النقاش ,إلا أنه يمكن ملاحظة أن الرافضين لوجود نظرية المؤامرة إنما ينحون منحى تبرئة التاريخ من كل الفعل السلبي الذي يملأ كل جوانبه من ألفه إلى يائه مسقطين أن أساس حركة التاريخ هو منطق تحقيق المصالح وفقاً للمنهج الماركسي في التحليل لظاهر الحركة التاريخية ومضمونها .
أين المنطق في إفتراض وجود المؤامرة ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال نرى أنه لابد من الإعتراف أولاً أن الفعل السياسي هوفعل أساسه ومبناه ومنتهاه هو تحقيق المصالح المادية والمعنوية للشعوب القوية والتي تبدأ لحظة إمتلاكها القوة المادية القتالية في البحث عن أماكن وجود مصالحها ومحاولة السيطرة عليها فإن لم يكن بالسياسة فبالوجه الآخر لها الذي هو الحرب ومن يعود إلى التاريخ ويحلل كيفية قيام الإمبراطوريات أسباباً وأهدافاً لن يعدم القدرة على معرفة أن كل إمبراطورية قامت في التاريخ كان لها هدف واحد هو فرض تأمين مصالحها تارة بالسياسة وإن لم تُجدِ فبالحرب.
إن الأمثلة على ذلك أكثر من تعد وتحصى فلاأظن أن ضربة محمد في أثناء حفر خندق حول المدينة لصخرة وتصاعد الشرر مرتين بضربتين حيث قال عند الشرارة الآولى لقد سقط إيوان كسرى وعند الشرارة الثانية لقد سقطت دولة الروم أقول لاأظن أن عاقلاً سيعتبر هذا نبوءة بقدر ما هو تفكير مستقبلي أراد محمد نقله لأتباعه .
كما لاأظن عاقلاً يرى في قول الخليفة العباسي لغيمة لم تمطر فوق بغداد أمطري أنى شئت فخراجك سيأتي إلي .هو قول بعيد عن منطق الفتوحات لتحقيق المصالح.
كما لاأظن أن المغول والتتار والأتراك كانت حروبهم التي إمتدت إلى بقاع بعيدة جداً عن أماكن تمركز قوتهم العسكرية كان لمنطق إنساني هدفه تحرير الناس في تلك البلاد من حكامها الظالمين !
كما لاأظن أن عاقلاً سيرى في طرق العرب لأبواب فرنسا أيضاً وخسارتهم في معركة لابواتييه كان لرفع راية التوحيد والدليل هو ما فعلوه في إسبانيا عندما رضخت لهم والطرقة التي اداروا الحكم فيها وكيفية خروجهم منها ومعهم يهود إسبانيا .
هل كانت الحروب الصليبية لتحرير بيت المقدس من المسلمين فعلاً ام أن لها أهداف أخرى وسنأتي على ذكرها .
عند بروز ما يسمى المسألة الشرقية وقد ذكرتها مرارا مع محاولة إبراهيم باشا إسقاط الخلافة العثمانية بناءاً على رغبة والده محمد علي باشا ودخول الإنكليز على خط حماية السلطنة العثمانية و عاصمتها من السقوط في يد إبراهيم باشا لم يكن هذا الدخول على ما أعتقد كرمى لعيني السلطان العثماني آنذاك ولكن منعا لمحمد علي من تكوين دولة قوية تسيطر على الممرات البرية والبحرية في قلب العالم القديم حيث كانت الثورة الصناعية قد بدأ نجمها بالسطوع وتزايدت بالتالي حاجة بريطانيا للمواد الأولية الموجودة في شرق المتوسط وما ورائه شرقا وصولاً حتى الهند التي كانت وماتزال مزرعة القطن الأولى في العالم وتأتي بعدها مصر .كما وأن إصرار الإنكليز من يومها على زرع جسم غريب بين آسيا العربي وإفريقيا العربية إلأهدفا وضع بناءاً على دراسة تاريخ المنطقة ومنعا لتفكير أهلها من التوحد مجدداً في وحدة تمتد من الخليج إلى المحيط مما يحرم الغرب من السيطرة على أهم الممرات العالمية في وقتها البرية والبحرية وما تزال أهميتها قائمة بل تعززت مع قيام الدولة السوفياتية النووية فهل أفضل من هذه المنطقة لحصار هذه القوة الجبارة وخنقها إسترايجياً؟وخصوصا بعد إكتشاف النفط فيها عصب الحضارة في هذا الزمن وسيبقى لوقت بعيد
إذا افترضنا أن السياسة هي فن الممكن بالنسبة للضعفاء .فماذا تكون بالنسبة للأقوياء سوى فرض الإرادات بالقوة السياسية ذات الأبعاد الإقتصادية وأن لم تنجح فبالقوة العسكرية .بناءاً على معنى السياسة هذا ماذا نجد الآن في العالم ؟
الدولة التي ترى في نفسها أنها قوة عظمى هي دائما في هاجس تأمين مصالحها بأية وسيلة كات لذلك تراها تضع الخطط الإستراتيجية لتأمين وحماية مصالحها على المديين القريب والبعيد ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
عنما نقول أن التاريخ هو حالة مؤامرة مستمرة لانقصد منه أن على من يتم التآمر عليه الإستكانة والهروب وإراحة النفس كما يقول البعض أو يفهم ولكن القصد منه هو حض الجميع ممن يجدون أنفسهم محط تآمر الآخرين عليهم أن يقوموا بالدفاع عن مصالحهم والبدء في بناء أسباب القوة ومن ثم بناء إستراتيجيات تؤمن لهم مصالحهم على المديين القريب والبعيد كما شأن كل الدول التي تحترم مصالح شعوبها وبالتالي تراهم يتصرفون مع هذه الشعوب بالطريقة والأسلوب وفرض وقائع على الأرض يرونها مناسبة لتحقيقأهدافهم تلك .
إن نظرية المؤامرة بناءأ على ما تقدم هي الحالة المنطقية التي تفسر الكثير مما يجري على مسرح تاريخ العالم سابقاً ولاحقاً والآن .فالإقرار بوجود نظرية المؤامرة ليس الهدف منه الهروب والإنكفاء كما يرى البعض كما أسلفنا ولكنه يساعدنا على فهم ما يجري والعمل على التصدي له حفاظاً على مصالحنا بالوسائل المتاحة بين أيدينا في هذا الوقت .
لو استسلم اللبنانيون لرغبة إسرائيل المبيتة تجاه وطنهم والمتمثلة في إخضاعه وتحويله إلى ملحق إقتصادي هامشي بإقتصادها لما إستطاعوا تحرير جنوبهم والوقوف في حالة الند للند وخلق ميزان الرعب المتبادل معها وبالتالي ولأول مرة تكون الحرب على مساحة فلسطين المحتلة لاتوفر أحدا هكذا هي الإستراتيجيات تبنى وتفعل فعلها ألم ينشغل العالم بقوة حزب الله .والسؤال هو لماذا ؟؟؟؟
يكفي مقارنة بسيطة بين إيران والعراق منذ أن انتهت الحرب بينهما في العام 1989 ليلاحظ المرءالفرق بين أمتين واحدة تعاملت مع نظرية المؤامرة بمثلها وهي إيران بينما الأخرى استسلمت لقدرها وهي الأمة العربية .
نعم إن منطق نظرية المؤامرة يفرض ذاته لأنه منطق حماية المصالح والعمل على تحقيقها إلا إذا كان البعض يجد في قوى العالم المهيمنة(أمريكا والغرب عموماً) رسلاً جدد للمسيح؟! .





#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله إسرائيل أمريكاوبس.....
- الله وأمريكا ما بين التاريخ والمستقبل
- نحن والتاريخ والفيزياء
- التفكير غريزياً
- كيف نساعد الغرب على أنفسنا
- هل يدرك الله ذاته؟
- القصيدة إذ تغنى والمرأة إذ لها عينان ساحرتان
- المشهد القادم في الشرق الأوسط
- إرتباط النفط بالدولار هل يفجر الشرق الأوسط ؟
- الحراك العربي وتعاكسه مع حركة التاريخ
- واو العطف التي عطفت المثقف على الجاهل
- الحراك السوري ومنحنى غاوس
- قراءة التاريخ والبحث فيه
- القانون العام حاجة ذاتية أم موضوعية ؟!
- هل أدرك محمد وجه التشابه بين الشرج والفم ؟
- العدالة من وجهة نظر السيدة أولبرايت
- إلى ما يسمونه العالم الحر
- الحراك السوري:إسقاط النظام أم إسقاط الدولة ؟
- السياسة ومنطق الغرائز
- تقاطيع اللحظة العابرة


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - نظرية المؤامرة ومنطق تحقيق المصالح