القانون العام حاجة ذاتية أم موضوعية ؟!

محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 00:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مازال البحث البشري لإيجاد القانون العام الذي يحكم العالم بحثاً محموماً لأنه يمثل للبشرية حلاً نهائياً لجميع المسائل المعرفية التي تواجه البشرية والتي يمكن أن تواجهها في المستقبل .

ألم يعتقد اليونان وفي ما بعد البشرية وحتى وقت قريب أن الهندسة كافية لتفسير كل ما له علاقة بالكون الهندسي ؟وقد ثبت أنها غير ذلك عندما رأت النظرية النسبية النور على يدي العالم الكبير ألبرت آنيشتاين .

حيث اتضح أن الكون ولكي يُفهم هو بحاجة لهندسة لاتمت لإقليدس بصلة وفي الوقت ذاته لاتستبعدها هذا الكون الذي ثبت أنه يجمع بين حالتين متناقضتين تماماًهما :كونه أحدباً ومقعراً في الوقت عينه .فكيف ذلك ؟

هو كون أحدب بالنسبة لمراقب يتموضع في نقطة مراقبة تقع خارج الكون بأكمله .
كما هو مقعر بالنسبة لمراقب يتموضع في نقطة مراقبة تقع في داخله مثلنا نحن بني البشر .إن أي إنسان هو حالة تمثل الوضعين في آن معاً .كيف ذلك ؟
أنت تقف على سطح الكرة الأرضية وهي سطح كروي ففي هذه الحالة أنت كمن يتموضع في نقطة خارج كون أحدب فلو رسمت مثلثاً كبيراً جداً على سطح المحيط الهادي سيكون مجموع زواياه الداخلية أكبر من 180 درجة .
في الوقت ذاته لو نظرت إلى قبة السماء واستطعت رسم مثلث كبير جداً لوجدت أن مجموع زواياه الداخلية سيكون أقل من 180 درجة.

إذا في أن معا تعيش في كونين أحدها مقعر أنت في داخله وآخر محدب أنت في خارجه وهذا يجعل السؤال عن الحالة العامة التي يجب أن نعتمدها لا معنى له

هذا في الهندسة ولكن هل ما يجري على الهندسة يجري على العلم بشكل عام ؟

عظمة النظرية النسبية تكمن في أنها ربطت الوجود شكلاً وموضوعاً بسرعته .فنحن في هذا الكون شكالنا وموضوعنا تحددهما السرعة التي نعيش ضمن مجالها .فمثلاً لو ولسبب ما إزدادت سرعة دوران الأرض حول نفسها بدرجة أو تباطأت بالدرجة ذاتها هل سنبقى على وضعنا الحالي من حيث الشكل والمضمون ؟ بالتأكيد لا
فهذا ما تقرره النظربة النسبية لآن الأطوال الموازية في أوضاعها لشعاع السرعة ستتقلص أو تتمدد وذلك طبقا لحالة السرعة هل إزاددت أو تناقصت ؟وكذلك كتلتها
زكذلك من الناحية البيولوجية فسوف تتباطأ العمليات البيولوجية في جسم الإنسان مع إزدياد السرعة وتباطؤ الزمن وسيحدث العكس في حالةتنقص السرعة
وحيث أن السرعات هي مقارنة بسرعة الضوء تنقسم لثلاث فئات هي السرعات البطيئة والمتوسطة والعالية (مقاربة لسرعة الضوء )فالإستنتاج المنطقي يقول بوجود أربعة أنواع من الوجود كل حسب سرعته
الوجود في حالة السرعة الصفرية حيث يختفي تماماً
نحن الآن وكل ما يرى بالعين المجردة نقع تحت بند السرعة البطيئة لهذا نجد أن قوانين نيوتن تعمل بدقة كبيرة
أما في المستوى الكوني حيث السرعات أكبر بكثير فنجد أن قوانين نيوتن لم تعد تعمل فظهرت حاجتنا لقوانين أخرى فكانت قوانين النسبية
أما في السرعات العالية جداً والقريبة من سرعة الضوءأي في المستوى الذري فنجد أن قوانين النسبية لم تعد تعمل .فكانت حاجتنا لقوانين أخرى فكانت قوانين ميكانيا الكم
يجنح الفكر الفلسفي عموماً نحو الفكرة العامة الشاملة .وهذا ينطبق على العلماء أيضاً فمنذ زمن ليس بالبعيد وهم يحاولون دمج قوانين العلم الفيزيائي كلها في قانون واحد عام
لو عدنا إلى تجربة هايزنبرك المفترضة والتي تقرر بصرامة علمية لاتقبل الجدل أن المعرفة الكاملة هو أمر مستحيل والسبب هو إستخدامنا للضوء للرؤية فبدونه لن نرى شيئاًوإستخدامه يفسد علينا المعرفة
ثلاثة أمور أخرى تساند هايزنبرغ هي :
ألأول هو عدم قدرتنا على معرفة اللانهاية بسبب عدم وجودها
الثاني هو عدم قدرتنا ومهما فعلنا ومهما تطورت التكنولوجيا على إيجاد الجزء الذي لايتجزأ وأيضاً لأنه غبر موجود بسبب إستحالة الوصول إلى جزء ليس له وجهين مختلفين أي الوصول ‘لى جزيء له وجه واحد فقط
الثالث هو عدم قدرتنا على معرفة القيمة الواقعية للجذر التربيعي للعدد (-1)وذلك أيضاً بسبب عدم وجوده .
هنا نرى أنه تضامنت الرياضيات مع الفيزياءعلى ترك المعرفة في حالة غير تامة وبحيث لايمكن أن تكون تامة والغريب أن هذه المفاهيم الثلاثة وعلى الرغم من عدم وجودها فنحن نتعامل مها على أساس أنها موجودة كما نتعامل مع النقطة الهندسية التي هي أساس علم الهندسة والتي تُعرف :بأنها شكل هندسي لاأبعاد له أو بشكل أكثر دقة
هي كرة نصف قطرها يساوي الصفر .
أليس التفكير في إيجاد القانون العام الذي يحكم الوجود هو بمثابة البحث عن قانون الوعي العام ( العقل الكلي )؟
هل من أمل ؟وعلماء الفيزياء ما زالوا مسكونين بالميتافيزياء
النظرية النسبية نفسها تنفي مثل هذه الإمكانية وتنفي وجود هذا الأمل .لأن السرعات مختلفة وبالتالي القوانين مختلفة... أظن أنه وجود أبدي أزلي سرمدي بلا بداية .بلا نهاية
وجود فوضوي ينتظم داخل مجرى الزمن . هل هو العبث .... ؟؟؟؟؟؟

#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل