ماذا لو كان الله فعلاً هو مرسلهم ؟؟؟؟

محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 6 - 08:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تطورت المعرفة في خلال القرن الماضي أضعاف بآلاف المرات تطورها خلال الحقبة السابقة كلها .فلو أخذنا مثلاً علم الهندسة لو وجدنا أنه عند هندسة إقليدس لآلالف السنين مكتفياً بفكرة أن العالم مستو (والآن تريد أمريكا جعله مستوياً مرة أخرى ولكن هذه المرة في مجال الإقتصاد والإنتاج الصناعي من خلال كتابتها لتاريخ القرن الواحد والعشرين على ذمة توماس فريدمان الذي ذكر ذلك في كتابه الشيق العالم مستوٍ)وكانت كل النظريات الهندسية التي اكتشفها العقل البشري والتي تتحدث في الأشكال الهندسية من مثل الثلاثي الشكل وخصائصه والرباعي الشكل وأنواعه والدائرة وخواصها وهلم جر من النظريات التي تدرس في مدارسنا وجامعاتنا .
لكن في القرن الماضي اتضح بفعل تطور علمي الفيزياء الهندسة أن الكون ليس مستوياً أبداً بل هو عالم محدب ومقعر في آن واحد فإن كان هذا الكون على سطح الكرة الكونية فهو محدب محد وإن كان هذا الكون داخل الكرة الكونية فهو مقعر وهذا على ما أعتقد يتحقق في آن معا أي أن الفرد هو يعيش العالمين في الوقت ذاته .لكن كيف؟
إذا افترضنا وكما يميل العلماء إلى الإفتراض أن الكون أحدب فنحن إذاًفي داخله وبالتالي الهندسة التي تحكم قبة السماء كما نراها هي الهندسة التي تفترض أن مجموع زوايا أي مثلث هي أقل من 180 درجة وفي الوقت ذاته نحن بعيش على سطح كرة هي الكرة الأرضية وبالتالي المثلث المرسوم على سطح هذه الكرة هو مثلث مجموع زواياه أكبر من 180 درجة ويمكن لأي من القراء الأعزاء التحقق مما أقول بأخذ نصف كرة قدم فيرسم مثلثين أحدهما على السطح الخارجي والآخر على السطح الداخلي ليتأكد من صحة ما نقول . ناهيك عن بروز موضوعتين رياضيتين هامتين جداً( الموضوعة هي قضية رياضية لابرهان عقليا على صحتها ولكن التجربة تثبت صحتها ) هما :في الكون الأحدب (على سطح الكرة الأرضية )من نقطة خارج مستقيم مفترض لايمكن رسم أي مستقيم آخر يوازيه أما في الكون المقعر (قبة السماء)فمن خارج مستقيم مفترض يمكن رسم مستقيمين على الأقل يوازيانه, لكن الملاحظة الجديرة بالإهتما هي أنه كلتا الهندستين لم تلغيا هندسة إقليدس بل وضعتاها في حيزها الصحيح بعنى أنزلاها من مرتبة المطلق إلى مرتبة النسبي .فنحن لم نزل في كل دراساتنا الهندسية في أي بلد في العالم مازلنا نستخدم هندسة إقليدس على إفتراض أن المستوي هو جزء محدود جداًجدا جدا من سطح كرة كبيرة جدا جدا جدا .
أما في الفيزياء وفالأمر ذاته سادت قوانين نيوتن عشرات السنين ولكن مجيء النظرية النسبية لم يلغ قوانين نيوتن ولم يخطؤها بل وضعها في مكانها الصحيح أي حدد وبشكل واضح مجال عملها الذي هو مجال السرعات البطيئة نسبياً . وهكذا ميكانيك الكم لم يلغ هو الآخر النظرية النسبية العامة ولكنه أيضاحدد مجال عملها ففي حين تعمل قوانينه هو في المجال الذري وما دون . فإن قوانين النسبية تعمل في المجال الكون وهكذا نرى مرة أخرى أن الجديد لايلغ القديم بل يحدد له مجال عمله والكل يعمل داخل مجاله دون أية مشكلة .
هذا ما وجدناه في الميدان العلمي لكن ماذا لدينا في المجال الديني ؟؟؟؟
لو تتبع المهتم في مجال اللاهوت من أي نوع كان . القديم المتعدد الآلهة حتى الحديث نسبياً والذي جعل الإله واحداً هنا قد يحتج امسلم بفوله أن المسيحية تثلث. فنقول : لكنهم يقولون بإسم الآب والإبن والروح القدس إله واحد .فلا تعني تجليات الله الثلاث لديهم أنهم يثلثون بل هم أيضاً موحدون .
ولكن انظر كيف يناقض الله ذاته في الديانات الثلاث . وسأكتفي بمحور واحد لكي لاأطيل وأنا أصلاً من محبي المختصر المفيد .
في اليهودية الله ينزل إلى الأرض ويتغالب مع داؤود ويغلبه داؤود .
في المسيحية الله يرسل ابنه الوحيد و يصلبه
في الإسلام الله ينسحب من الإثنتين ويكفر من يقول بهما .
طبعاً هناك الكثير من المتناقضات وخصوصاً في المجال التشريعي ويستطيع بسهولة معرفتها من يتابع الموضوع ولكن أحببت فقط الإلتفات إلى هذا الأمر لأقول :ويسألونك لماذا أنت علماني ؟لكن السؤال الحقيقي الذي يجب أن يسأل هو ماذا لو كان الله فعلاً مرسلهم ؟؟؟؟
ودمتم لفجر يبزغ فيه نور العقل

#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات