هل يمكن تحديث وإصلاح الدين الإسلامي ؟

محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3443 - 2011 / 7 / 31 - 16:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لفتني عنوان موضوع على قائمة الإستفتاءات على هذا الموقع المحترم هو :هل يمكن تحديث وإصلاح الدين الإسلامي ؟
ليعذرني الأخوة في هيئة الحوار .إن مجرد طرح هذا السؤال وعلى هذا الشكل هو عملية فيها الكثير من التضليل .
لايكون التضليل في الكثير من الأحيان هو طرح لمعلومة خاطئة . بل التضليل الأخطر هو أن نأخذ القارىء في غير الإتجاه الصحيح عن طريق طرح سؤال لايمت لما يجب أن يكون بتاتاً. وهي كحالة مدرس رياضيات ( كحالتي)يطرح على الطالب سؤالاً وهو يريد مساعدته في حل مسألة ما لاعلاقة له بموضوع المسألة المطروحة أساساً .فيأخذ بذلك السؤال هذا الطالب في إتجاه بعيد عن الإتجاه الصحيح الذي يجب أن يسلكه لحل المسألة .وبذلك يضيع أي جهد سيبذله الطالب لحل المسألة وبالتأكيد سيصل إلى الحائط المسدود (يفوت بالحيط).
إن الحديث عن التحديث والإصلاح هو أمر ممكن في مناحي الحياة كافة. فعملية التحديث واردة جداً خاصة أنه يوجد الكثير مما يجب تحديثه .اثاث المنزل . المنزل نفسه طريقة حياة الفرد أو الجماعة نفسها .يمكن تحديث آلات معمل .يمكن تحديث كمبيوتر .تحديث نظام العمل إلخ ....فعملية التحديث هي عملية ضرورية إذا أردنا استمرار الحياة بشكل أفضل . أما الإصلاح فهوعملية لابد منها (كعملية إصلاح عيني اليسرى التي عطبت بحادث سير منذ ايام) لأن الإصلاح هو عملية معاكسة للخلل والعطل والضرر فلايجوز بأي حال من الأحوال أن يستمر الخلل أو العطل أو الضرر لأنه بذلك ستتوقف مسيرة العمل .
والسؤال هل الأديان تحدث أوتصَلًح ؟
إن ماقامت به أوروبا من وجهة نظري ليست عملية إصلاح ديني بل هي عملية عودة إلى المسار الصحيح ( أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله )هذا المبدأ الذي تجاوزته الكنيسة وأمسكت بزمام السلطة فكان لابد للمتنورين من ثورة حقيقة تعيد الكنيسة إلى حجمها الطبيعي وبالتالي هي لم تكن عملية تحديث إذ لاجديد ولم تكن عملية إصلاح إ لاوجود لعطل أو خلل بالمعنى الحرفي للكلمة .
الدين المسيحي لم يكن في الأساس دين ودولة وبالتالي كان إنقضاض الكنيسة على السلطة والإمساك بها هو انحراف عن خط سير اللاهوت المسيحي فكان لابد من التصحيح لاتحديث ولاإصلاح .
أما اليهودية فلم تزل ضمن شرنقة شعب الله المختار وهذا لاعلاقة له بتطور أو انتكاسة اليهود على الصعيد الداخلي بل كانت لأسباب خارجية على علاقة وثيقة مع مقولة شعب الله المختار .
أما الدين الإسلامي فمشكلتنا معه أنه دين ودولة والأدهى أنه يتضمن في كتابه وسنته كل الحلول لجميع المشاكل أياً كانت ولو بعد مليون عام.
إن ديناً مغلقاً إلى هذه الدرجة ومغلقاً معه العقل هو دين لايصح فيه السؤال :هل يمكن تحديثه أو إصلاحه ؟بل يجب أن يكون السؤال هل نستطيع الخروج من هذا الغيتو الفكري المرعب دون أن ندمره؟؟؟؟
ودمتم

#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل