أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد ماجد ديُوب - قراءة التاريخ والبحث فيه















المزيد.....

قراءة التاريخ والبحث فيه


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 16:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في ردٍ لي على الأستاذ المحترم الحكيم البابلي حول مقال جميل له بعنوان :جذور إقتباسات الديانات التوحيدية .قلت التالي :ألاحظ منذ أن بدأت علاقتي بالثقافة تأخذ منحى وجودياً بالنسبة لي التالي :نحن في ها الشرق أصبح التاريخ هو همنا ومحاولة إفهام العالم أننا نحن الأساس .

في واقع الأمر إن قراءة التاريخ القديم هي من أمتع القراءات بالنسبة لي.إذ كم هو رائع أن تتعرف على شكل الحياة في غابر العصور وكيف كانت تجري وكيف كان الإنسان القديم يعيش ويفكر وما هي ثقافته ومعتقداته وأساطيره وما ورائياته ؟وجميل أ كثر ورائع أكثر لو إستطاع التاريخ أن يكشف لنا المزيد من اسراره وغوامضه المثيرة

لكن الملاحظ أن الكثير من المهتمين بالتارخ في عالمنا العربي والأغلبية الساحقة منٌا تقرأ التارخ قراءة إنتقائية مثيرة للجدل .فنحن نقرأ التاريخ ليس قراءة المستمتع الذي يريد فهم التاريخ واستخلاص العبر والدروس منه و التي علينا الإستفادة منها في حياتنا الحضرة بحيث نتجنب ما وقع فيه الأجداد من الأخطاء التي أضحت بفعل تكرارها وتراكمها كابرساً مخيفاً وسيفاً مسلطاً على رقابنا بحيث يسلب منا كل قدرة على التفكير السليم ويفرض على العقل قيداً مقدساً أصبحنا نستلذ في تقييده لنا بل وندافع عنه ونرفض أي محاولة لتحريرنا منه بحجة هذا ما كان عليه السلف الصالح وهذا ما فرضه الله وقال به رسوله لكأن ما جاء في الكتاب والسنة هو نهاية المشوار في كل ما يمكن أن يأتي على البشر وفيه كل الحلول لما يمكن أن يستجد في حياتنا لكأني أرى أن الكون توقف عند ما جاء به القرآن والسنة ولم يعد علينا سوى أن نعيش يومنا كما طلب منا بإنتظار أن يتم هذا الخالق أمره ويأخذ الدنيا ومن عليها وما فيها

وفي هذا الوطن المسمى عربي وفي ظل الخلافات القائمة مذهبياً وعرقياً وقومياً إلخ ...نجد أن الجميع يعود إلى التاريخ لا ليعرف ويفهم ويستنتج والأهم أن يستنبط والمشكلة في العقل العربي وكل العقول التي تعيش إلى جواره هو إفتقداهم النهائي للقدرة على الإستنتاج والأخطر هو إفتقادهم القدرة على الإستنباط

في خضم ما يعتري المنطقة من حراك سياسي تداخل فيه المحلي مع الإقليمي مع العالمي يكاد يصل بالمنطقة حافة الإنفجار والتشظيوالإنهيار وبالتالي الحكم عليها بالإعدام الحضاري وإخراجها من دورة التاريخ بعد أن خرجت منه من يوم أن قبل هذا العالم التعيس بأسوأ إحتلالين في التاريخ لهذه المنطقة هما الإحتلال الصحراوي والإحتلال العثماني واللذان بدأ بنفض الغبار عن مشاريعهما والعودة مجدداً محاولة الدخول إلى المنطقة تحت المسميات ذاتها والشعارات نفسها في أخطر منطقتين هما مصر والشام بعد أن تم إسقاط بلاد الرافدين

وفي خضم هذا الصراع ترى كل يعود إلى التاريخ وكما قلنا لا ليفهم ووووووووو.ولكن بحثاً في صفحات التاريخ عمٌا يشكل سنداً قوياً وحجةً دامغة في وجه خصومه دعما لحقه التاريخي كما يقولن لكأن وجود إسرائيل قام لغير هدف الحق التاريخي الذي استغل من قبل الغرب بمهارة وحقارة ؟

ومما يؤكد ما نذهب إليه هو الحوارات التي ما زالت جارية مع الأخ البابلي والتي أخذت المنحى نفسه
سأضرب مثلاً وأكتفي به عن الكيفية التي يقرأ بها العرب التاريخ هوفتح مكة :

عندما انتصر محمد ودخل بجيشه مكة وقف مخاطباً المهزومين بقوله : من دخل بيت الله فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل داره فهو آمن
في هذه الحادثة وهذا القول يجد جميع من قرأهما تكريساً لزعامة أبي سفيان هذه الزعامة التي مكنته فيما بعد من الإنقضاض على السلطة بواسطة إبنه معاوية والي دمشق بعد أن ساهموا وعلى حد قول الباحث المصري أحمد عباس صالح في قتل ثلاثة خلفاء هم عمر وعثمان وعلي وألحقوا بهم الحسن والحسين وذلك في كتابه الهام اليمين واليسار في الإسلام

وأنا هنا لست بصدد سرد تاريخي لما حدث فهذا ليس من شأني ولكن شأني قراءة ما قال محمد لحظة فتح مكة .

عندما فهم المسلمون خطأً ما قال محمد جرى كل ما جرى. ولكن ماذا لو فهموا التالي :
قول محمد هو تكريس لكفر أبي سفيان والدليل هو مايلي :من وجهة نظرنا قام محمد بتقسيم الناس في مكة إلى ثلاثة فئات الأولى : هي المؤمنون بالله وبرسوله الذين يدخلون بيت الله

الفئة الثانية :هم المعادون لله ولرسوله الذين يدخلون بيت أبي سفيان خاصة وأنه لم يتم نطق الشهادة الثانية بقوله أن في نفسي منها شيئأ

الفئة الثالثة :هم الذي لم يقرروا بعد (الإنتهازيون وربما هم من يرفضون الدخول في معارك على السطة تجري بين أبناء عم )في أي صف يكونون وفي ظني أنهم هم أنفسهم الأن الذين يؤيدون الخط الأموي وسياسته في الحكم وقد انضموا إلى البيت الأموي بعد أن إستتب له الأمر.وهؤلاء في رأيي هم من فهموا ماذا أراد محمد من قوله الذي نناقشه

ولمن يرى في رأيناهذا نهج خاطىء عليه أن يلاحظ أن محمد قام بمقابلة بيت الله ببيت أبي سفيان وهذا لايجوز أخلاقياً إلا إذا قصد محمد أن بيت أبي سفيان عنده يعادل بيت الله فإذا كان هذا صحيحا فهل يكون لقولنا أن محمد هو نبي معنى في هذه الحالة ؟

صحيح أن العالم الغربي يهتم كثيراً بدراسات التاريخ ويكرث من أجل هذه الدراسات المبالغ الطائلة ولكن من أجل أن يفهم ويستوعب .هل وجد أحد دراسة ألمانية أو فرنسية تعيد تكريث الخلاف المزمن بين الشعبين أم العكس ؟وهكذا سارت أوروبا بإتجاه وحدتها على الرغم من الحساسيات القومية فيما بين أعضائها

أما أمريكا :هل تجد في أمريكا رجلاً واحداً يقرأ التاريخ ليعود ويعيد العبودية والرق إلى المجتمع الأمريكي؟ .في كل الأفلام الأمريكية تجد أنه عندما يتخاصم شخصان وما إن يتصالحا حتى يقول أحدها للآخر :إنس يارجل أصبح من الماضي

هذه الأمريكا التي لاتاريخ مشرفاً لها قياساً بما نفاخر به نحن في هذا الشرق التعيس بكل ما فيه نراها بفهمها لماضيها القصير وماضي العالم ووضعه حيث يجب أن يوضع هي التي تكتب الآن تاريخ القرن الواحد والعشرين أليس هذا ما أفصح عنه الصحفي الأمريكي توماس فريدمان في كتابه الرائع :العالم مستوٍ (كتابة تاريخ القرن الواحد والعشرين )

هل نستطيع نحن يوما أن نقرأ التاريخ كما يجب أن يُقرأ .. آمل ذلك
ودمتم ليوم تقرأون فيه التاريخ قراءة صحيحة ......



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون العام حاجة ذاتية أم موضوعية ؟!
- هل أدرك محمد وجه التشابه بين الشرج والفم ؟
- العدالة من وجهة نظر السيدة أولبرايت
- إلى ما يسمونه العالم الحر
- الحراك السوري:إسقاط النظام أم إسقاط الدولة ؟
- السياسة ومنطق الغرائز
- تقاطيع اللحظة العابرة
- ماذا تفعل لو رأيت فجأة رجلا يحرق نفسه ؟
- من لايريد الحوار لِمَ يُسْمح له بالكتابة على منبر للحوار
- كوميديا العقل العربي السوداء
- نحن نسور أم فئرااااااان؟
- لقاء بسيط جداً ...ولكن :ومالو !
- أوروبا في فخ الشرق الأوسط؟؟؟؟
- ماذا لو كان الله فعلاً هو مرسلهم ؟؟؟؟
- إلى متى هذا الظلم ؟؟؟؟
- الطريق الثالث؟؟؟؟!!!!
- ما العلاقة بين الآن الفيزيائية والآن التاريخية
- رد على الأستاذ عبد القادر أنيس (هل نتعرض فعلاً لمؤامرة غربية ...
- عندما يكون منهجنا في التفكير خاطئاً
- أين العرب على الساحة الدولية ؟؟؟؟


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد ماجد ديُوب - قراءة التاريخ والبحث فيه