أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاتن نور - حياء المرأة وأزدواجيّة المعايير














المزيد.....

حياء المرأة وأزدواجيّة المعايير


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1040 - 2004 / 12 / 7 - 08:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الحياء مفردة لغويّة فيها وسامة وجاذبيّة، وأعتقد أنّ المعنى هو مَن يولد اولاّ فيهيأ لولادة اللفظ المناسب لذلك المعنى أوالمضمون الأدراكي له،
والحياء كما يفهم هو خلق من الأخلاق الخيّرة التي تُنزّه اللسان عن قول ما يُعيب وتُخجله من ذكر العورات ويطهر الروح من الفحش،اذن فهو خلق فاضل يُحّصن النفس من الوقوع في الكثير من المعاصي والإنزلاقات الغير مستحبّة،حسناً فالنفس يجب أن تُهذّب بالحياء، ولكن أي نفس؟ أنا افهم على انها النفس البشرية،
بجنسيها الذكري والأنثوي،فالحياء شيمة من شيم الانسان وليس شيم الأنوثة حصراً،هناك من يُريد ان يخصخص الحياء أو ان يفرزه كماً ومفهوماُ لتنال المرأة منه الحصة الأكبر!نعم في موضوع الحياء هناك من هو سخي مع المرأة ويجاهد في سبيل حصة الأسد لها، ربما لأن حصص المرأة في بقية المجالات الأجتماعية و السياسية والأقتصادية والريادية..الخ حصص غير ملموسة في البناء العام للمجتمع لذلك يجب موازنتها بكمٍ هائل من الحياء الذي يكسبها السكينة والجمال والثقل المطلوب! وهنا تكمن الأزدواجية المعصوبة عن الأرتقاء بالنوع الإنساني بالتحجيم بوسامة الألفاظ والمفاهيم المعطوبة،فالأزدواجية واضحة كما نراها في الأمثال التالية: فقد يقال.. في الحياء وقار وسكينة للمرأة( المرأة فقط !)،المرأة بلا حياء كالجسد بلا روح( ايضاً المرأة فقط !)، الحياء جمال في المرأة وفضيلة في الرجل( لمَ لا يكن جمال وفضيلة في المرأة والرجل!)، المرأة بلا حياء كالطعام بلا ملح (ماذا عن الرجل بلا حياء؟ كيف سيكون الطعام؟ مُتبّل!؟). الكثير من الأقاويل التي تُقذف بوسامة لُتعطي أحد الأخلاق الأنسانية مفهوماً أنثوياُ وليس انسانياً عاما، وتلك الأزدواجية نراها في حياتنا اليومية في صور مألوفة جداً وهي صور كثيرة ومتنوعة ولا مجال لطرحها ولكن دعوني أذكر بعضاّ منها: قد يسحب الأخ وبعنف كتاباً من بين يديّ اختاً له يتناول الثقافة الجنسية،فكلمة الجنس تأجج تلك العصبية المفتولة لديه في الوقت الذي تراه يمتلك العديد من المجلات الإباحية و كتب الإثارة الجنسية وما الى ذلك. قد يتلوى هو سهادا بغرام من يحب ولكن بالتاكيد ليس من الحياء أن تحب هي! قد يُطلق هو إحدى زوجاته الأربع لا لسبب بل لفتح المجال لأدخال مّن خفق لها فؤاده في قاطورة الأربع، في الوقت الذي تراه ضد طلاق أخت أو قريبة مهما كانت مسببات الطلاق قائمة وواضحة ، فالمطلقة لها ما لها من تسبيحات وأقاويل في مجتمعنا فعلى المرأة أن تجتر الصبر فثمة استحياء من الطلاق، وعلى الرجل أن يبني فراغات في المربع الوفاقي للزيجات لسدها باضلاع ٍ جديدة من حواء!، والصور كثيرة مثلما ذكرت فالحياء عندنا بقطبين ومزدوجين وربما معنيين فحياء الذكورة ليس كحياء الأنوثة! والله إن كان المقصود بالحياء المطلوب للمرأة هو ذلك اللجام الكابت على أنفاسها والحصار المطبق حتىعلى طاقاتها الكلامية والأستفسارية ،وبحجة الحياء والإستحياء على المرأة أن لا تتطرق لبعض المواضيع لأنها محظورة من قبل فلاسفة الحياء والحياء الفطري للمرأة، فوالله إن كان الأمر كذلك فانا أول من سأبيع حيائي في سوق الخردة، والجدير بالأشارة هنا هو ان بعض الرسائل اللألكترونية التي استلمتها بعد نشر مقالتي( تعدد الأزواج في ميزان الفضول) تطرقت بلا تهذيب عن الحياء الواجب! للمرأة، فهناك من كان يغص بوفرة حبه للحياء الذي لا يمتلك شيئاً منه وبدلاً من مقابلة الحجة بالحجة الخروج عن اللياقة في بيان وجهة النظر وذلك بالشتم والرجم وتهشيم الرؤوس، وتلك واحدة من أزدواجيات المفهوم اللاعقلاني للحياء،فأي حياء يمتلك ذاك الذي يتعرض لأعراض الناس بلا وازع ولا معرفة بل لمجرد حصر وطرح بعض التساؤلات بلا اكمامٍ عفنة. أولئك ممن يدعون السير على النهج الصالح والطالح من الكلام فوق شفاههم بلا حياء، يدعون ايضاً بأن حياء المرأة فطرة، نعم المرأة فقط تخلق مفطورة بحيائها! السؤأل هنا.. هل الحياء فطرة أم إكتساب؟لا أرى أنه فطرة ولكن قد يكون بعض حياء الأنسان ( وليس المرأة فقط) قادم من فطرة أزلية،إلاّ أن حياء المرأة بالذات ( والمقصود الحياء الأنثوي لا الإنساني) في مجتمعاتنا العربية هو مكتسب،حياءٌ مولود من قمقم التقاليد والعادات البالية التي تحاصر المرأة بكفتي العيب والعيب وكفتي الطاعة والخضوع ومزمار غض النظر وغض السمع وما الى ذلك ،وأية فطرة تلك التي تولد بها الأنثى في مجتمعاتنا العربية والأسلامية دون سواها من الإناث في بقية المجتمعات؟ ، وقد يلتبس لدى البعض الحياء بالخجل والخجل بالحياء، الخجل هو معنى يظهر على الوجه غالباً عند الإفتقار للحجة أما الحياء فهو بناء داخلي رادع للإنسان وبغض النظرعن الجنس،وهل من باب الحياء أيضاً أن لا توجد في مناهجنا التربوية المدرسية مادة التربية الجنسية؟هل حياءاَ لا يتم توعية الفرد بشكل منهجي مدروس يتناسب مع النمو العقلي والأدراك الفكري له كي لآ يلجأ لأقتناء المعرفة ربما من مصادر هابطة موجهه لأغراض الأثارة أكثر مما هي لأغراض التوعية والتثقف؟ سوف لا أندهش فيما لو وضعت مادة التربية الجنسية للذكور فقط فالإناث قد لا يجوز حياءاً لهن التثقف في هكذا مجال!!! لنتذكر جميعاً أنه لا حياء في الدين، لاحياء في التفقه،لا حياء في العلم والتعلم،لا حياء في المعرفة بكل أطيافها،لا حياء في الفضول بقصد الإستنارة والتنوّر ولا حياء في فتح الأبواب للنقاش والمجادلة وفي أي موضوعٍ كان،وليكن الإنسان على قدرٍ من هذا الخلق العظيم بلا إزدواجية محمومة تفرز حممها في وجة المرأة بدفْ الوسامة والمزيد من الإنكفاء التاريخي والانغلاق.


فاتن نور
04/12/06



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعدد الأزواج في ميزان الفضول
- يومٌ للتعرّي والإستلقاء
- حجاب الرجل والمرأة بين الجد والهزل
- نحنُ الحُثالة
- اللاإنصياع قد يأتي بالمفيد
- فقاعاتٌ ملوّنة بالبساطة
- نداءٌ للدعارة بالطفولة!.. صدقٌ أم زيف؟
- الإثارة والتحدي.. هل تُنهي مشكلة؟
- (كمّ ٌمن ألوانِ ( كما
- إختزانٌ بلا توقف
- مغامرة مع (راسبوتين ) وقلمي
- لا زالَ حلماً
- لنسترخي بين الشمس والظل
- فائضُ إفرازات الواقع وغرابة ُالأحلام
- جنرالاتٌ تزيدنى غباءاً
- (محاورة ساخرة عند (شانيدار
- أنا الانسان..لكن مَنْ أنا؟
- رحيلٌ بطنين ٍبلاعسل
- المزيد من الهمهمات على موقد الذكرى
- هذا نشيدي للعراق


المزيد.....




- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاتن نور - حياء المرأة وأزدواجيّة المعايير