أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - فائضُ إفرازات الواقع وغرابة ُالأحلام














المزيد.....

فائضُ إفرازات الواقع وغرابة ُالأحلام


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1002 - 2004 / 10 / 30 - 12:59
المحور: الادب والفن
    


(1)

أولُ النهار،
جبينهُ ينضح عرقاً،
أنحناءٌ مستمر للنقشِ على القِراب،
أناملٌ ذهبية،
مهارةٌ في تشكيل الطين وفخره،
آخر النهار،
في يدهِ رغيفُ خبز وقربةُ ماء،
قبّلَ الرغيف ولم يأكل،
إرتَشفَ بعضَ ماء،
بخوفٍ سأل: أّهذا أجرُ اليوم..
رغيفٌ جاف وماء؟
جاءَ الجواب:أنا أملكُ الفرن والأدوات،
قضمَ من الرغيف متمتماً:
مهارة يدي تصنع من الطين روائع
عائداتٌ مُجزية ..
تضخمت مع الأيام..
صارت قلاعاً ومصانع،
ما لي أرى المهارات مُستباحة
وللغنيمةِ فائضٌ ماهر..
في وجوه المتعبين يَفخر الفاقةَ تلوَّ الفاقة،
وحيثُ..
أغمضَ عينيه مستسلماً..
لأمتصاصِ صفعة،
سمع همساً في أذنه..
"سيدي أرى المقص مُرتعشاَ بين يديك"،
فتح عينيه..
فأذا به أمام مصنع كبير،
بصقَ حلمَ اليقظة ..
قصَّ الشريط بكبرياء،
(كان المصنع رقم (كذا) ،أ ُنشاَ من أموالهِ الخاصة!!. )

(2)

إنحنت،
رفعت ثوبها،
كان أعلى الركبة الماء،
رفعته بعناية أكثر،
سقطَ نهدها في الماء،
إستدارت..
قبل التقاطهُ سقطَ الآخر في الماء،
خرجت مهرولة،
كانَ حقاً بارداً الماء!
من على الشاطئ..
نظرت بأتجاهِ نهديها والماء،
سمك القرش كان في حفلةِ زفاف،
وحيثُ..
بيدٍ مرتجفة..
تلَمّست موقع نهديها الضائعين..
إستفاقت،
كان كابوساً،
بغبطةٍ أمسكت بنهديها،
فأحمّرت وجنتيها،
نهضت،
سمعت زغاريدَ زفاف،
عند باب الدار...
و قفت أمامَ نعشين وعَلم مسحوق الهوية!

(3)

فتحت الباب،
نُصفها الأعلى يرتدي اللاشيء،
نُصفها الأسفل يرتدي شيء!،
غلقت الباب،
نُصفها الأعلى إرتدى ثورة وانقلاب،
نُصفها الأسفل خلعَ شئء،
على السرير أستلقت،
بإلتهاب تَسَلقت سفح الجبل،
عند بلوغ الذروة..
الى الأسفل نظرت،
فأذا بوادٍ سحيق و نهر،
و حيثُ..
لفظ َ النهرُ زبده على الشاطيء...
إستفاقت،
من الشيطان الرجيم أستعاذت،
بعد ساعة،
مشت على الرصيف،
رفعت يدها لِتُحكم حجاب الرأس،
أطرقت بحياء..
تفوحُ منه رائحة النشوة.

(4)

طفلةُ كالبرعم،
أبتسامة ُوجهها تشقُّ حاجز الصوت
على أكتاف أبيها محمولة،
فاليوم ستمتلك حذاء جديد للعيد،
في الطريق للمتجر..
أرتعدت الطفلة،
قدميها بدأتا بالضمور،
قدما الأب بدأتا بالتلاشي،
سقطا على الأرض،
لحظة السقوط إستفاقت..
وفي حجرِ أمها،
طابورُ طويل كان أمامها..
فأبتسمت وأيقنت..
أنها في الزيارة النصف سنوية لأبيها في المُعتقل.

(5)

توضاَ،
فرشَ سجادة الصلاة،
نوبةُ سُعال...
معها تصدعت سنواتٌ طوال،
مضغها بأحتقان منذُ ولِد
وقف بأتجاه القبلة،
بدأ في الله أكبر الله أكبر،
أستغفرَ الله...
سجادة الصلاة رآها عشاً من شفاه،
أغمضَ عينيه واسترخى..
عادَ بالتكبير،
حلقت الشفاه وحاصرته،
أبتلَّ جسده بالتقبيل،
توضأ..
قبل أن يقف على السجادة،
دخلت أسراب الشفاه في سرواله،
وحيثُ...
أنتفخ َ السروال
استفاقَ،
وجدَ نفسه يسعل عند الحافة،
في وجهِ اصفراراً واحمرار،
نظرَ الى الجدار،
نهضَ..
برفق لمسَ الصورة..
قبلَّ شفاه زوجته و ترَحمّ لها،
توضأَ ،
فرش السجادة وراحَ يُصلي،
بعدَ دقائق،
وجده بائع الحليب مُنكفئاً على السجادة في نومٍ سرمدي.

(6)

على ماكنة الخياطة،
أكتملَ ثوبَ الزفاف بين يديها،
أطلَّت من النافذة،
غداَ،
سَتُنثر باقات الورد ،
ستمضي أبنتها بثوب الزفاف،
أغلقت النافذة،
لوعة ُ الفراق طرقت بابَ اللاوعي،
قطّعت الثوب وألقته في جوفِ الريح،
عادت لتنام مُطمئنة..
أنفجرَ الأطمئنانُ استفاقة،
وجدت نفسها في الفراش تحضن الوسادة،
نظرت بأتجاه الماكنة.. تنفست الصعداء
همهَمَت.. مجرد دمامة حلم،
دخلت ألأبنة عند أمها..
خصرها النحيل بدا مُكتظّاً،
بعد قبلة وعناق،
مضت الأبنة وهي تحملُ حزاماً من بارود.

فاتن نور
04/10/30



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنرالاتٌ تزيدنى غباءاً
- (محاورة ساخرة عند (شانيدار
- أنا الانسان..لكن مَنْ أنا؟
- رحيلٌ بطنين ٍبلاعسل
- المزيد من الهمهمات على موقد الذكرى
- هذا نشيدي للعراق
- -حتى- و -حيث-
- كلاّ.. صداها لِمَ لا
- رواية في مقطوعة شعريّة
- أيامٌ تتمَزّق..وتأمُّل
- نقاط .. وهلال
- أمتطاء المجذافَ والتجذيفُ بالقارب
- هو يـُصبحُ هي بعد الجنون
- الكريمُ (رمضان) قادم والأزِقّةُ في مخاض
- لن ترقص بغداد كالغجريّة
- مُناجاة مُغتَرِب لبلدِ العودة
- طوقني
- بوشاح ٍ أو مِن غيرِ وشاح سأنطلق
- نحو الهدف برجل ٍ عرجاء
- الوطنُ أنسانٌ فيكَ ياأنسانْ


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - فائضُ إفرازات الواقع وغرابة ُالأحلام