أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاتن نور - تعدد الأزواج في ميزان الفضول














المزيد.....

تعدد الأزواج في ميزان الفضول


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1036 - 2004 / 12 / 3 - 08:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الفضول طبيعة انسانية وله أطياف وألوان مختلفة منها السيء ومنها الحسن،والفضول بنهم المعرفة له وزن قد يكون ثقيلا نوعا ما لدى المتلقي، ولكن ليس كل مُتلقي! قبل اربعة عشر قرنا دفع الفضول بعض النسوة ليسألن احد عظماء وحكماء المسلمين عن سبب أباحة تعدد الزوجات للرجال وتحريم تعدد الأزواج للنساء ، وبالتأكيد لم يُبصق في وجه من سأل، وجاء الجواب بسيطاً ومنطويا على مقدرة فذّة في التوضيح والتبسيط ، حيث سأل الحكيم النسوة بأن تمسك كل منهن قدح، ثم سأل كل واحدة بأن تغرف بقدحها من وعاء مليء بالماء أوالحليب! ، غرفت كل امرأة، فسأل الحكيم كل واحدة أن كانت عارفة لحصتها من الماء أوالحليب ،وبالتأكيد اشارت كل واحدة لما لديها في القدح،فقال الحكيم تلك هي حالة تعدد الزوجات، ثم اشار عليهن بسكب ما في اقداحن في الوعاء، واشار بأنها حالة تعدد الأزواج،حيث لا تسطيع الواحدة منهن تمييز ماؤها بعد ان أختلط في وعاء واحد، والله جميل جداَ أن يحدث فضول وتساؤل من هذا النوع وأن يتم الرد عليه بحكمة مبسّطة في تلك الحقبة من الزمن، ولكن ماهي تلك الحكمة؟
انها اشارة لأختلاط الأنساب وأمتزاج الحابل بالنابل ، وضياع الألقاب وأصالة الأفخاذ والعشائر،اليس كذلك؟
سأكون أول امرأة تتقدم لتحضر بين يديّ ذلك الحكيم لو افترضنا أنه لا زال حياّ يرزق لأسأله نفس السؤال الذي طرح قبل قرون طويلة،
ترى هل سيكون الجواب هو نفس الجواب؟وإن كان، فكيف لي أن اقتنع مثلما أقتنعن أولئك النسوة؟ إن كانت المشكلة لا تتعدى كونها أختلاطا للأنساب والألقاب، فمعرفة الأب البايولوجي للطفل مسألة تفك رموزها التي لم تعد عسيرة في المختبرات العلمية، فنحن في زمن وضع العلم يده على خارطة الأنسان الجينيّة .ماذا بعد اختلاط الأنساب؟بالتأكيد الذرائع كثيرة وملتوية،من تلك الذرائع المطروحة ذريعة وضعية الرجل في المجتمع، حيث الحروب والغزوات التي تحصد من الرجال ما تحصد، وذريعة الأسفار والترحال لأغراض التجارة وتنشيط الحركة الأقتصادية وربما السياسية ، وربما تكون الذريعة هي تدعيم المجتمع بالزواج من العانسات والبائرات والمعاقات والأرامل وما الى ذلك، حسناَ دعوني أتسائل فضولاَ ليس إلاّ:
الأسفار تتعب الرجل وبلاشك هو بحاجة الى امرأة ليسكن إليها ،أوليس بُعد الرجل عن زوجته بأسفاره المتكررة يُتعب المرأة؟لماذا تلك النظرة الأحادية البعد؟
غطاء تنفيق العانسات والبائرات! يبدو هراءأ، فوالله مثنى وثلاث ورباع يتجه نحو الأصغر والأجمل ولمن تقدح لها الشهوة وتمرح بها النزوة. وماذا بشأن مداراة الإسلام للضعفاء والمحتاجين والمكسورين وممن ليس لديهم مَن يُعيل؟أم الإعالة مشروطة بزيجة ومضاجعة؟
السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا اربعة نساء فقط ليكتمل القطيع؟ لماذا وكيف أعتمد هذا العدد؟ هل تمّ احتساب الطاقة الجنسية لدى الرجل فوجد بأنه قادر على أمتصاص الحاجة الغريزية لأربع نساء؟ لماذا لم يبح التعدد بأنفتاح؟ وهل الرجل قادر علمياً على إستيعاب الحاجات الجنسية لأربع نساء؟ اوليس المرأة قادرة بطبيعتها الفسيولوجية على أن تستقطب وتمتص ؟كيف تُختصر الحاجات الغريزية لأربع نساء بطاقة رجل؟
أنا هنا لست بمروّجة لتعدد الأزواج ، انها صورة يقشعر له البدن، صورة مقزّزة ماسخة لآدمية المرأة، ولكن بالمقابل صورة تعدد الزوجات هي صورة معاقة فكرياُ ، والصورتان مقّزّزة حد التقيأ،السؤال يبقى قائماً وهو لماذا أ ُبيح تعدد الزوجات؟ الإسلام أباح التعدد وفق شروط وتعقيدات لم ولن تُستساغ لأغراض التطبيق , ولكن هل الإسلام أول من جاء بتلك الإعاقة للمجتمع؟ بالتأكيد لا!تلك الإعاقة لها تاريخ أقدم من تاريخ الحضارة الأسلامية، وللأسف فقد تبنتها تلك الحضارة بالتزويق والتطبيل لحجج لم تعد مقبولة في الفضول المعرفي المتجه نحو الدخول
في فضاءات لم تكن مطروقة قبل حوالي ثلاثين جيلا من التمختر بين حقيقة الوضع الأجتماعي في مجتمعاتنا والحقيقة كما هي بلا دجل.
المصيبة الكبرى هي أن يوضع اللجام فوق فمك حين تسأل بقصد التنور والمعرفة، وقد يقال لك أن الكتاب جأء بما جاء وهو سماوي وأدرى بما يفيد المصلحة العامة! إن كانت كل فلسفة موضوعة من قبل الأنسان تحمل آليات الدفاع والهجوم ، مقومات المحاججة و اللإقناع ، فما بال تلك الفلسفة السماوية التي تفضل الإنصياع بلا تبريرات مقنعة للكثير من القضايا وتكتفي بالردع لمن يسأل وربما توجيه جملة من الأتهامات
بلا حنكة فلسفية قادرة على تفكيك كل التساؤلات بقواسم منطقية تُزيح الغبرة إن كانت هناك غبرة من نوعٍ ما لتنويرالعقول بقداسة السماء! أم تراها فلسفة تغلق الأبواب في وجه المتعطشين للدخول بلا اقنعة المحاباة بل بأقنعة الوضوح في الرؤيا بلا ترهيب و تأطير وتحريف وبلا تحريم وتحليل بقمع المجادلة والفضول للتعرف. من كان يمتلك الحجج لتعدد الزوجات فليأتني بها وساقابلها بالف حجة لتعدد الأزواج علما أني لا أؤمن بالأثنين. السؤال لا زال قائما، ما هو السبب وراء تلك الظاهرة الشاذة في مجتمعاتنا، هل هو المعول الأقتصادي؟ ربما ! فالتعدد لمن يحمل ذلك المعول،طالما هناك من يُعيل ومن يُعال فالمعول بيد من يُعيل لأستنزاف طاقات وآدمية المُعال،ولكن السؤال قد يتخذ مجرىً آخر! اوليس المعول الأقتصادي بيد الرجل في كل المجتمعات؟لماذا لا نرى عوق التعددية إلا في مجتمعنا الرقيق!
أم أن المعول الأقتصادي قد استحوذ عليه في مجتمعنا مَن هم اساساَ في عوقٍ فكري، واليد القابضة عليه بلا أصابع ، حيث الأصابع متوترة في الترحال ما تحت السروال والسروال وماهية استكشاف ما تحت الخمار والخمار،واللوم لا يقع على الرجال فحسب، بل تلك المرأة التي ترتضي أن تكون رأساً في قطيع، وسؤالي بلا اجابة.. هل لو إفتراضاً أستحوذت المرأة على المعول الأقتصادي المحرك الساحر لكل ما نراه على ساحة الحياة من تناقضات و تصدعات ، هل ستبيح لنفسها التعددية في هواية جمع الأزواج؟ سأقف ضد الفكرة وأموت إستشهاداً بحبيبٍ واحد.


فاتن نور
04/12/02



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يومٌ للتعرّي والإستلقاء
- حجاب الرجل والمرأة بين الجد والهزل
- نحنُ الحُثالة
- اللاإنصياع قد يأتي بالمفيد
- فقاعاتٌ ملوّنة بالبساطة
- نداءٌ للدعارة بالطفولة!.. صدقٌ أم زيف؟
- الإثارة والتحدي.. هل تُنهي مشكلة؟
- (كمّ ٌمن ألوانِ ( كما
- إختزانٌ بلا توقف
- مغامرة مع (راسبوتين ) وقلمي
- لا زالَ حلماً
- لنسترخي بين الشمس والظل
- فائضُ إفرازات الواقع وغرابة ُالأحلام
- جنرالاتٌ تزيدنى غباءاً
- (محاورة ساخرة عند (شانيدار
- أنا الانسان..لكن مَنْ أنا؟
- رحيلٌ بطنين ٍبلاعسل
- المزيد من الهمهمات على موقد الذكرى
- هذا نشيدي للعراق
- -حتى- و -حيث-


المزيد.....




- “415 ريال عماني spf.gov.om“ كيفية التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- -علم زائف-.. المكسيك تسعى إلى حظر علاج يتعلق بتغيير الجنس وي ...
- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...
- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر
- قوة روسية تنقذ امرأة وأطفالها من قصف مدفعي ومسيّرات أوكرانية ...
- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاتن نور - تعدد الأزواج في ميزان الفضول