أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - الإستغراب














المزيد.....

الإستغراب


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3460 - 2011 / 8 / 18 - 15:11
المحور: الادب والفن
    



بعد سقوط بغداد على أيدي المغول إزدادت حدّة المشاكل التي مرّ العرب والمسلمون حتى وصل الأمر إلى حدّه بدخول القرن الحادي والعشرين فبعد إنتكاس الحضارة المتمثلة ببغداد أصبح من العويص جدا الدخول وسط الزحام الكثيف من المنظومات الفكرية والثقافية الدخيلة على مجتمعاتنا فلم يصل بنا أن نستورد الأحذية والملابس الداخلية وسجادة الصلاة بل كان للفكر الغربي اليد الطولى في سوقنا زرافات ووحدانا من دون أن نشعر إلى ثقافته المتشعبة الجزافية حتى وصول المستشرقين الذين ملأوا بأفكارهم مكتباتنا وعقولنا ...هذا لا يعني أني ضد الإستشراق فالمستشرقون أثروا المكتبة العربية والإسلامية بالكثير وجاءوا بأدلة كانت أمامنا دون أن نراها وفق طرق تحليلية ومنهجية رائعة حتى أن الحلاج البغدادي كانت كلماته مدّوية على يد ماسينيون الذي أخرج الحلاج إلى الحياة من جديد فأصبح كتابه منهجا قيّما ومصدرا مهما للقارئ والباحث والمثقف.
جهلنا بتراثنا يعد أزمة حقيقية نظرا لشيوع الثقافة الغربية وترسخها في الوعي الثقافي ..وهذا ما أفسح المجال للإستشراقيين أن يستشر قوا كيفما أحبوا ..
هنا نشأ علم الإستغراب في مواجهة التغريب الذي صاحب الإنفتاح الحضاري فشهدت من العربية ذوبانها عند الناطقين بها ونحن في هذه المحنة القاسية المرتبطة بتشتيت المفاهيم الغربية ضيّعنا أصالتنا المرتبطة بالهوية.
كان الإستغراب الوجه المناقض للإستشراق حيث كان الإستشراق نظرة الغرب للأنا الشرقية فالإستغراب يساويه( بالقوة) ويعاكسه بالإتجاه وكان ذلك حتما لفك العقد التاريخية بين الأنا والآخر .
كان المد الإستعماري يشكل العنفوان الأكبر للإستشراق لمص المعلومات التاريخية والدينية والإجتماعية للدول المحتلة ولقد شكلّ حلقة الوصل كبرى أدتّ إلى شيوع ثقافة الإستشراق على نطاق واسع في المجتمعات الأوربية والعربية والإسلامية على حد سواء.
الإستغراب في الوقت الراهن يشكل حركة موازية وكعملية دفاع عن (الثقافة) وعن النفس ولو أنه جاء متأخرا عن التيارات الإستشراقية علما أن الإستشراق قد ولد تقريبا في بداية النهضة الأوربية الحديثة أي في القرن السابع عشر..هذه النظرية المضادة لا من الإهتمام بها ورفدها بالمكونات الثقافية والتاريخية للحيلولة دون التماهي حد التحول التام ولو أن الأمر سائر نحو الكمال ولكن بالمقدور المتوفر من الدراية والثقافة والحكمة الموجودة لدن بعض المثقفين العاملين على هذا المشروع أن يصير الأمر إلى شئ آخر غير عملية التحول الثقافي والأيدلوجي والفكري الرهيب الذي أطاح بالكثيرين حتى من المثقفين .
لا نريد من مثقفينا وفلاسفتنا أن يصبحوا مادة غربية جاهزة للنقد والتحليل والسخرية بل أن نعيد التوازن الفلسفي والتاريخي لا نريد فرض الفلسفات الأوربية وسوقها إلى المثقف والفرد الشرقي الملئ حدّ التخمة بمشكلاته الموروثة وحجم الصراع الرهيب والتصدع الفكري الثقافي ثم العقدي لدى جيل طالع لا يؤمن بشي ولا يدرك من أهمية عملية ضياع المدرك.



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قديس بطعم الفودكا
- المسكوت عنه
- البيوطيقيا
- كل دمعة والعراق بخير
- البيضة الصينية
- عقدة جحا
- الماء والصحراء
- رسالة إنسان
- صاحب العجلة
- حافظة الأسرار
- الحمار بين الامس واليوم
- قبلة واحدة
- من يحلم مرتين
- الحزن الابيض
- كوابيس
- جبهة قلم
- الماء والكهرباء والعمر السعيد


المزيد.....




- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - الإستغراب