أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - قديس بطعم الفودكا














المزيد.....

قديس بطعم الفودكا


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3459 - 2011 / 8 / 17 - 23:08
المحور: الادب والفن
    


قديس بطعم الفودكا/

قد لا آتي بشئ جديد في حياة الروائي الكبير تولستوي ولكن لا بأس بفتح كوة صغيرة ينبعث منها صوت الضوء القادم من الأرض التي أطلق شعبها عليه (محامي مئة مليون من الفلاحين الروس) ...
قبل مدة من الزمن إحتفلت روسيا والعالم بالذكرى المئوية لوفاة تولستوي المولود عام 1828والمتوفي عام 1910 وهو صاحب الملحمتين (الحرب والسلام) و(آنا كرنينا) حيث صوّر الواقع الروسي بعدة الروائي الحاذق ولم يغادر أدق التفاصيل الحياتية آنذاك .
لقد أضيفت صفة القداسة إلى تولستوي بصعوبة حيث عاش حالة من التناقض المرير بين كونه كونتا إقطاعيا يملك من الضياع والعبيد الشئ الكثير وبين خلجات قلبه وشعوره بمعاناة أناس هو سيدهم المطاع ..
أخذ تولستوي ينشر مقالاته داعيا فيها إلى المساواة بين الناس وصار بهذا محامي الفقراء ولقد كتب في إحدى مقالاته( كل واحد منا يفكر بتغيير العالم لكن لا أحد يفكر بتغيير نفسه) هنا جاء خوف زوجته(صوفي) بتوزيع أراضيه على الفقراء وخاصة بعد فتحه مدرسة خاصة لأبناء المزارعين فكانت القطيعة بين القديس وزوجته التي كان يكن لها من الاحترام الشئ الكثير وكانت تنسخ بخط يدها روائعه كالحرب والسلام وقد نسختها سبع مرات قبل نشرها...
كانت فلسفة تولستوي في الأدب بوصفه فنا أشبه بالدين وبالجمال حيث وجدا ليعطيا حياتنا السرور وللأدب الجيد حياة مفادها التجارب الإنسانية التي تعلمنا وتغذي الأرواح التائهة وتعيدها إلى دروب الجمال والسمو.
فتن تولستوي بأدب بوشكين وغوغول وتورغنيف لكنه لم يتحمس لديستوفسكي الشديد الرومانسية
قرأ تولستوي الكتب المقدسة والقرآن الكريم وأعجب به أيما إعجاب وقال كلمته المشهورة ( يكفي محمدا فخرا إنه خلّص أمة من مخالب شيطان العادات البالية وفتح أمامها دروب الرقي والتقدم..إن شريعة محمد ستسود العالم لإنسجامها مع العقل والحكمة).
كانت فلسفة تولستوي محط ريبة الكنيسة التي لم تقبل آراءه وكفرته ولكنه ظل ثابتا عليها فصار له مريدون وأنصار وأتباع.تولستوي صاحب اللحية البيضاء الطويلة التي تشبه لحية سقراط أطلت علينا من الكوة التي فتحناها بادئ الأمر بحكمته وفلسفته الجمالية داعيا الجميع إلى مائدة إنسانية واحدة ربما هي مائدة عيسى إبن مريم ولكن ليس للمتكبرين فيها أي مكان ..فالناس كلهم سواء نزلوا إلى هذه الأرض رغما عنهم وسيرحلون رغما عنهم ولكن كم من العظماء سيخلدهم التاريخ.
البساطة كانت شعار تولستوي الكبير الذي عاش ومات وهو يتماهى مع هذا المفهوم حتى صارت له عنوانا بارزا وعلامة فارقة فعاش بسيطا بكل المفاهيم المتأتية من نفس طمأنها الجمال فطارت روحه كالحمامة البيضاء وهي تحمل ما تحمل من عبق الحرية والسلام متأقلمة مع الحرية التي قرأها في القرآن وتأثر بشخصية النبي الأكرم فجسّد ما إعتقد به في أحاديثه التي تنم عن شفافية الروح وتألق الفكر.



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسكوت عنه
- البيوطيقيا
- كل دمعة والعراق بخير
- البيضة الصينية
- عقدة جحا
- الماء والصحراء
- رسالة إنسان
- صاحب العجلة
- حافظة الأسرار
- الحمار بين الامس واليوم
- قبلة واحدة
- من يحلم مرتين
- الحزن الابيض
- كوابيس
- جبهة قلم
- الماء والكهرباء والعمر السعيد


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - قديس بطعم الفودكا