أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - حتى لا يقول أحد : أنا الجيش















المزيد.....

حتى لا يقول أحد : أنا الجيش


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 19:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الشعب شيء ، و الدولة شيء .
الشعب - و كما هو معروف - هو كيان إنساني ، فهو مجموعة من البشر تربطها روابط مختلفة ، تجعلهم متحدين ، حتى و لو لم تضمهم دولة ، و لهذا اللبنة في الشعوب هي الفرد .
الدولة - و كما هو معروف أيضاً - هي كيان إداري ، و قوام ذلك الكيان هي المؤسسات ، أو الهيئات ، فالوحدة الأساسية في ذلك الكيان هي المؤسسة ، أو الهيئة ، و كلما إزدادت الدولة تقدماً في مضمار الحضارة ، و الرقي ، كلما كثرت مؤسساتها - أو هيئاتها - و إزداد بالتالي بناء تلك الدولة تعقيداً من الناحية الإدارية .
لكن بنظرة للتاريخ ، و الواقع الحالي ، يمكن القول أن هناك مؤسستان ، لا غنى عنهما لأي دولة لتبقى ، بل و ربما لم تقم أي دولة بدونهما ، و هما مؤسسة الحكم ، و مؤسسة الجيش .
لن أتحدث في هذا المقال عن مؤسسة الحكم ، و على العموم فإننا في سعينا لإستكمال الثورة نعمل من أجل تصحيح تلك المؤسسة ، مع غيرها من الهيئات ، كالمؤسسة التشريعية .
حديثي هنا عن مؤسسة الجيش ، التي أسهمت في تأسيس مصر الدولة ، و حمايتها .
توحيد مصر كان نتيجة قرار سياسي من مؤسسة حكم حكمت الوجه القبلي و تمثلت في الملك مينا العظيم ، و قامت بتنفيذ القرار السياسي مؤسسة الجيش ، فجعلته واقع ، فولدت أول دولة في تاريخ البشرية ، ثم قامت بعد ذلك مؤسسة الجيش بحماية تلك الدولة ، و لازالت لليوم .
لكن لا يجب إغفال أن القرار السياسي بتوحيد مصر إنما جاء تعبير عن رغبة شعبية قوية ، و عميقة ، و إلا ما كان كتب له البقاء لليوم ، فالقرارات السياسية ، و القوة العسكرية ، لا يكتب لنجاحاتهما البقاء ، إلا إذا كانت تلك القرارات ، و إستخدام تلك القوة ، تعبير عن رغبة شعبية قوية ، و عميقة .
مؤسسة الجيش إذاً مؤسسة هامة جداً ، لا غنى عنها أبداً - كما ذكرت عالية - فكم من دولة قامت ، و لازالت قائمة ، بدون مؤسسات ديمقراطية ، مثل البرلمان المنتخب ، مثل إقطاعية آل سعود اليوم ، و لكن من النادر أن توجد دولة بدون أن يوجد بها شكل ما للمؤسسة العسكرية .
إذاً لا يمكن السكوت أبداًَ عندما يكون هناك عبث بالمؤسسة العسكرية ، أو عندما يكون هناك من يحاول أن يخصخصها ، سواء لحسابه الشخصي ، أو لحساب نظام سياسي .
السادات كان في بعض خطاباته يقول : شعبي ، و جيشي ، فكان يثير إستياء الشعب ، و أفراد القوات المسلحة ، و في هذه الأيام هناك من يرتكب ما هو أكثر من إدعائه لملكية الجيش .
هذه الأيام هناك من يريد أن يوحد شخصه ، و نظام حكمه ، بجيش مصر .
منذ الحادي عشر من فبراير 2011 ، و هناك محاولات دائبة من نظام طنطاوي ، أو بالأدق نظام طنطاوي - سليمان ، ليس فقط لربط ذلك النظام السياسي المرفوض شعبياً بالجيش ، بل و الأخطر لتوحيد ذلك النظام بالجيش ، فيكون نظام سياسي و رأسه هو الجيش .
لقد عمل آل مبارك ما في وسعهم من أجل إضعاف الجيش ، و الآن يعمل نظام طنطاوي - سليمان من أجل خصخصة الجيش .
طنطاوي يكاد يصرخ في وجوهنا : أنا الجيش ، و إنتقاد نظامي إنتقاد للجيش .
محاولة خبيثة ، و آثارها السلبية خطيرة جداً على أمن مصر .
محاولة يجب إحباطها من خارج الجيش ، و من داخله ، بكل ما لدينا من عزم ، و تصميم ، و قوة .
من خارجه بالكلمة ، مكتوبة ، و منطوقة ، و كذلك بالموقف العملي ، كالتظاهر .
من جانبي تصديت لذلك ، ففصلت بين نظام طنطاوي - سليمان ، و الجيش ، في مقالات عدة ، أهمها مقال : إننا ننتقد سياسات كيان أصبح سياسي ، و الذي نشر في السابع من إبريل 2011 ، و يوجد كتسجيل صوتي بعنوان مختلف هو : المجلس العسكري الحاكم كيان سياسي ليس فوق النقد ، و ذلك في قناة حزب كل مصر في يوتيوب :
allegyptparty .
لكن الجهود التي تبذل من خارج الجيش للتصدي لمحاولة خصخصته ، يجب أن يواكبها جهود أخرى من داخل الجيش .
الشعب يجب أن يقوم بحماية مؤسسته الهامة هذه من محاولة سرقتها .
إنني أدعو شباب مصر ، من كافة فئات الشعب المصري العريق ، بدون تمييز ، من المفعمين بالوطنية ، و المتشربة نفوسهم بمبادئ الديمقراطية ، و التائقين لمصر أفضل ، و المؤمنين بأن رسالة الجيش الوحيدة هي حماية مصر ، شعباً ، و أرضاً ، و المؤمنين بأن الجيش ابن للشعب ، و ملك للشعب وحدة بلا شريك ، و الرافضين لتسييس الجيش ، و الرافضين أيضاً لربط الجيش بأي فرد ، أو نظام سياسي ، أن يهرعوا للإنضمام للقوات المسلحة المصرية بكافة فروعها ، لإنقاذ الجيش من محاولات تسييسه ، و خصخصته ، تلك المحاولات الجارية حالياً على يد نظام خبيث .
إنها دعوة عامة لكل مصري يحب مصر ، و يؤمن بالديمقراطية - كما هو واضح في الفقرة السابقة - فليست مقصورة على أعضاء ، و مؤيدي ، تيار سياسي معين .
كما إنها بكل تأكيد ليست دعوة لتكوين تنظيمات سرية داخل الجيش - أياً كان نوع تلك التنظيمات - لأن تلك التنظيمات هي سوس ينخر في أسس الجيش ، فتدمره ، و تضر بمصرنا .
إنها دعوة من أجل الدفاع عن الجيش ، و بالتالي الدفاع عن مصر ، من داخل الجيش .
مصر تحتاج إلى أجيال ، و أجيال ، من الضباط ، و صف الضباط ، و الجنود ، المشربين بحبها ، و المؤمنين بأن الجيش ملك للشعب ، و المؤمنين بالوظيفة الحقيقية للجيش ، و المستعدين للتضحية بنفوسهم الغالية من أجل أن يبقى الجيش ملك للشعب ، و أن يقوم الجيش بواجبه الوحيد الذي أناطه له الشعب المصري ، و هو الدفاع عن مصر ، شعباً ، و أرضاً .
دفعات ، و راء دفعات ، من المصريين العسكريين الوطنيين لن تسمح لأحد - فرد أو نظام - أن يقول ، بشكل مباشر ، أو غير مباشر : أنا الجيش .

ملحقات تعد جزء من المقال :
أولاً : يمكن في هذا الشأن مراجعة مقال : دعوا الجيش في ثكناته ، و أخرجوا الشعب من لا مبالاته ، و كذلك مقال : آل مبارك يعملون على تدمير الجيش مادياً و معنوياً ، و مقال : الشعب و جيشه ، أب و ابنه ، و نشر في التاسع من فبراير 2011 .
ثانياً : الخلاف بين الإدارة الأمريكية و نظام طنطاوي - سليمان يذكرني بما كان يقوم به نظام مبارك من تحريض ضد الولايات المتحدة الأمريكية ، كلها تمثيليات للسذج .
ثالثاً : في أي لحظة يمكن أن تنجح بعض أجهزة الإستخبارات ، و التي تكن الكراهية لثورة الشعب المصري ، في تلفيق أي إتهام لشخصي البسيط - فهذا سعيهم - لهذا أرجو في حال تكميم فمي ، و قصف قلمي ، أن يعمل أعضاء حزب كل مصر ، و مؤيديه ، على إستكمال الثورة ، مع باقي التيارات الوطنية الأخرى ، فالثورة لم تقم من أجل إستبدال مبارك بطنطاوي .

المنفى القسري ، و القمعي : بوخارست - رومانيا
13-08-2011



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائمه أكثر من أن تنسى و أكبر من أن تغتفر
- الشعب سيحكم على المحاكمة
- نعم للديمقراطية و لو فيها الإخوان ، و سحقاً للإستبداد أياً ك ...
- حتى يصبح الخامس و العشرين من يناير 2011 العيد الوطني لمصر
- المخابرات السليمانية إخترقت القيادة الإخوانية
- الشعب يريد الحكم
- درس من القرآن في ضرورة إستئصال النظام الظالم بالكامل
- إستكمال الثورة أولاً
- إنه نظام طنطاوي ، و الأدق نظام طنطاوي - سليمان
- تسييس القضاء العسكري خيانة
- جهاز المخابرات يجب أن يبتعد عن السياسة و أن يخضع للرقابة
- في قضية التدخل الإسرائيلي ننتظر حكم القضاء المدني النزيه
- إنها محاولة يائسة ، بائسة ، لإنقاذ مبارك من حبل المشنقة
- التعاون مع آل سعود إهانة للثورة و شهدائها
- نصف بالقائمة و نصف بالفردي ، لن نساوم
- المجلس العسكري الحاكم دمر سمعته بنفسه
- لماذا كل هذا الصبر على مجرمي جهاز الشرطة ؟
- السلفي الحر ، و السلفي الحكومي
- إستبداد الوصاية يحتاج فتنة طائفية
- لماذا لا يُحاكم هؤلاء عسكرياً أيضاً ؟


المزيد.....




- مصر.. لمحة سريعة عن الإسماعيلية ومهرجان المانغو -الأكثر ثراء ...
- ترامب عن إنهاء حرب روسيا وأوكرانيا: أعتقد أن -لدينا فرصة- لت ...
- السعودية تنشر فيديو كيف أحبطت تهريب كمية مخدرات ضخمة وأسلوب ...
- لأجل غزة.. احتجاج ضخم في أستراليا يُفسّر بأنه -مدّ يتغير-
- السودان ـ سكان مدينة الفاشر تحت وطأة الجوع والحصار.. فمن ينق ...
- عن 97 عاما...رحيل جيم لوفيل منقذ مهمة -أبولو 13- من كارثة فض ...
- مقتل شرطي ومسلح بإطلاق نار بمحيط جامعة إيموري بولاية جورجيا ...
- إسرائيل في عزلة علمية.. كيف تعيد غزة تشكيل المزاج الأكاديمي ...
- ترامب يطالب جامعة كاليفورنيا بدفع مليار دولار بتهمة معاداة ا ...
- ترامب يطالب جامعة كاليفورنيا بدفع غرامة قدرها مليار دولار


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - حتى لا يقول أحد : أنا الجيش