أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - العراق: سلطة واحدة ام سلطات..!؟














المزيد.....

العراق: سلطة واحدة ام سلطات..!؟


موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)


الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من وجهة نظر دينية فان صيام رمضان واجب شرعي نص عليه القرآن وأكدته السنة النبوية وتواترت الأخبار عنه وحفظته لنا الأجيال جيلا عن جيل حتى لم يعد فيه مجال لنقاش او اختلاف.
في كل عام حين يحل شهر رمضان تعيد الدول ذات الكثرة الإسلامية اصدار بيانات منع المجاهرة بالإفطار (الإفطار العلني) تذكيرا به وتحذيرا من عقوبات قانونية للمخالفين.
لا نعلم على وجه التحديد تاريخيا متى سن اول قانون يمنع المجاهرة بالإفطار ولا من اول من اقره فأضحى سنة متبعة.
فكتب الفقه لم تحفظ لنا عقوبة لمن يجاهر بالافطار وكذلك النصوص المقدسة.
في العراق حلّ رمضان هذا العام وسط ارتفاع حاد بدرجات الحرارة بلغ عشرة درجات فوق معدلاتها الاعتيادية مع تراجع كبير في الطاقة الكهربائية.
الحكومة العراقية وكما جرت العادة في كل عام أصدرت بيانها التذكيري التحذيري بمعاقبة المجاهرين بالافطار وحذت حذوها في ذلك المجالس المحلية في المحافظات لكن اجهزة الداخلية قد تكون تغاضت عن ذلك ولم تنفذ القرار ربما تقديرا منها بسبب شدة الحرارة وطول ساعات النهار واستمرار انقطاع التيار الكهربائي.
غير ان هذا التغاضي لم يعجب بعض التيارات الدينية وبخاصة تلك التي لها مليشيات في الشارع العراقي مثل التيار الصدري، حيث حذر الجهات المسؤولة من عدم تطبيقها للقرار وبأنه سيقوم بتطبيقه وعلى طريقته الخاصة و"تشكيل مجاميع من الشباب" في حال استمرت السلطات المعنية في تغاضيها عن ذلك وتوعد المجاهرين بالافطار باشد العقوبات ومنها ربطهم على "أعمدة الشوارع".
هذا ما صرح به مدير مكتب الشهيد الصدر في مدينة الناصرية نصير الموسوي.
العراق دولة مدنية والناس فيها احرار في خياراتهم. هذا ما يقره الدستور الذي صاغته ووافقت عليه جميع اطراف العملية السياسية ومن بينها التيار الصدري، وتقاعس الجهات الأمنية او غيرها في تطبيق وتنفيذ القوانين لا يعني في كل الأحوال ان تقوم اطراف او مجموعات او اية جهة اخرى بتنفيذه لان ذلك سيفتح الباب واسعا امام اي طرف اخر ليتبنى ذات الطرح في قضايا اخرى.
هناك من يرى عكس ما يراه التيار الصدري وغيره من التيارات الدينية والمؤسسات الفقهية ويعتبر الافطار في رمضان او المجاهرة فيه حرية شخصية ومنعه من ذلك يمس جوهر الدستور ويقيد الحريات. فهل سيكون مقبولا مثلا ان تشكل تلك الاطراف مجاميع هي الاخرى ايضا لتمنع الناس من الصيام لانها تراه تحديا لمشاعرها وتسفيها لرؤاها فتربط الصائمين على اعمدة الشوارع؟
فتطبيق القوانين وتنفيذها منوط بجهات حددها الدستور والقانون وتواضع عليها الناس فاصبحت عرفا حتى في غياب اية مادة دستورية او قانونية تخولها تلك الصلاحيات وليس من حق اية جهة اخرى تحت اي ظرف ان تطرح نفسها بديلا عن تلك الاجهزة.
ثم ان الناس احرار في التعبد والتدين وهي علاقة ما بين الانسان وخالقه وليس لبشر او مؤسسة الحق في التدخل بهذه العلاقة او تنصيب نفسه محاميا عن الله ولا يتحمل اي منا وزر الاخر ان هو اخل بتلك العلاقة.
في الشارع والأماكن العامة كما ان هناك الصائم والمفطر (عصيانا) فهناك ايضا المريض والمسافر والشيخ الذي لا يطيق الصيام وكذلك المرأة الحامل والطفل الذي لم يبلغ وقد رخصت النصوص لهم ذلك، والطقس شديد الحرارة بما لا يمكن للجميع تحملها.
ولنتصور ان احد اولئك المشمولون برخصة الإفطار احتاج الى شربة ماء او بلغة من طعام ينقذ بها نفسه التي تشارف على الهلاك وهو في شارع او في مكان عام، هل يا ترى يجيز الشارع اهلاك النفس؟ الم يقل: "ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة"؟
لست مع الذين يجاهرون بالافطار تعمدا او تحديا لمشاعر الصائمين او يدعون اليه فان ذلك عمل غير اخلاقي في مجتمع غالبيته مسلمة، والكثرة فيه صائمة، لكني ضد ان تنوب جهات ينحصر دورها في الوعظ والارشاد ودعوة الناس بالتي هي احسن وليس ان تاخذ دور الجهات الامنية في تطبيق القوانين، لاننا بهذا نفتح المجال واسعا امام فوضى لا تحمد عواقبها.
حتى اذا اخذنا الموضوع على اساس القول السائر.. "الأجر على قدر المشقة" فان الافطار العلني بقدر ما يشكل تحديا لمشاعر الصائمين فهو ايضا يشكل تحديا للنفس امام المغريات وبذلك يكسب الصائم ثواب ذلك مضاعفا حين يصمد أمامها.
على الجهات المسؤولة في الدولة ان تواجه مثل هذه الدعوات بشيء من الحزم وان تحذر الداعين اليها من العقوبة تحت طائلة القانون فلسنا في غابة لكي يأكل فينا القوي الضعيف.
ولا مسوغ ابدا لأحد ان يقول ان ذلك حماية للدين فالدين هو دين الله وهو من يتكفل في حمايته.
ان تعدد الاراء في قضايا الدين وتفسير النصوص امر شائع منذ القدم وهو ليس جديدا ولذلك كانت المدارس الفقهية المتعددة والكثيرة حتى داخل المذهب الواحد في الدين الواحد.
ان التيار الصدري الذي استحق الثناء من الناس حين شكل مجاميع لتنظيف الشوارع في بعض المناطق لا يليق به ان يشكل مجاميع تربط الناس على اعمدة الكهرباء في الشوارع.
ارجو ان تكون هذه الدعوة هي رأي شخصي يخص الذي دعا اليها يتحمل وحده وزرها ومسؤوليتها القانونية والاخلاقية وان لا تكون رأيا لقيادة التيار لانه سيضر ذلك به كثيرا وسيثبت الاشاعات والاقاويل التي يتناقلها الناس عن ممارسات بعض مجاميعه غير المنضبطة.
نرجو ان نسمع من قيادة التيار الصدري ما يطمئن الناس على حياتهم وحريتهم ويبدد ظنونهم فيه.



#موفق_الرفاعي (هاشتاغ)       Mowaaffaq_Alrefaei#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراتبية الخراب العراقي
- الدعوة إلى نبذ الطائفية، -بينَ الجدِ والهزلِ-
- كيانات مؤدلجة لديمقراطية ليبرالية.. كيف!؟
- مأزق العملية السياسية في العراق
- في ذكرى سقوط جدار برلين..
- وهم الحرية الصحفية في العراق.. وهم الديموقراطية
- المشروع الاستراتيجي الإيراني وواقع الأنظمة العربية
- مأساة الصحفي العراقي في ظل (دولة القانون)
- الهوية الوطنية بدلا من الطائفية.. لعبة الانتخابات العراقية ا ...
- في خريطة الانتخابات العراقية المقبلة
- خياران امام الحكومة.. الكشف عن المجرمين او الاستقالة
- خطاب اوباما في جامعة القاهرة.. -الموضوع الرابع-
- الصحافة العراقية.. مخاطر ومسؤوليات
- وزير التجارة والصحافة.. علاقة محتدمة
- -مناطق مقتطعة- واخرى -متنازع عليها-.. بين مَن ومَن!؟
- العراقيون.. من سينتخبون هذه المرة..!؟
- ما بين غزة والعراق
- مرحلة (ما بعد غزة)
- عن غزة التي تذبح وسط صمت مريب.. مجرد سؤال!!
- الانتخابات المقبلة في العراق.. الطموح والواقع


المزيد.....




- كاتبة سورية درزية لـCNN عن إسرائيل: إذا أردتم حماية الدروز أ ...
- -فساد ينخر في جسد بلدي-.. رغد صدام حسين تعلق على احتراق المر ...
- سلطنة عُمان: القبض على إيرانيين والشرطة تكشف ما فعلاه
- بحضور ماكرون.. السلوفيني تادي بوغتشار ينتزع الصدارة في -تور ...
- ترامب يصدر أوامر بنشر وثائق قضية إبستين بعد ضغط شعبي متزايد ...
- غزة: عائلات تشيّع قتلاها وأخرى تواصل البحث عن مفقوديها تحت ا ...
- هجمات إسرائيل على سوريا: مآرب معلنة وأخرى خفية!
- محللون: رسائل أبو عبيدة بعد 4 أشهر من استئناف الحرب موجهة لك ...
- ترامب والرسائل الخاطئة لأفريقيا
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صاروخ من اليمن


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - العراق: سلطة واحدة ام سلطات..!؟