أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعيد رمضان على - حق الإضراب والقمع التنموي














المزيد.....

حق الإضراب والقمع التنموي


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3393 - 2011 / 6 / 11 - 16:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بدء تطبيق قانون تجريم الأعتصامات والإضرابات الفئوية بمصر، يعنى التضحية بالحرية من أجل التنمية الاقتصادية، أي سحق بعض الناس من أجل الاقتصاد .. وهو ما يقودنا إلى سؤال :
أن كل الدول في العالم تستهدف التنمية، فهل تستخدم القمع لتحقيق ذلك ؟
وإذا كانت بعض الدول تفعل ذلك، فهل هذه الدول حرة، وتمارس ديمقراطيتها بطريقة فاضلة ؟؟
أما رفض قادة بعض الأحزاب وشباب الثورة المصرية، للقرار واعتباره تجريم للثورة، ثم مطالبتهم بآليات واضحة لتطبيق القانون،، يسقط مطالبهم في التناقض المدوي!!
لأن ماهو معلن من السلطة ان التفعيل من أجل الاستقرار والتنمية، أي- كما تقول الحكومة- ان الكل يصب في مصالح الاقتصاد وعدم الضرر به .. ولو كان ذلك صحيحا.. أي من أجل تحقيق التنمية من اجل مصالح المواطنين، فهو يكون من أجل تحقيق مبادىء حقوق الإنسان في المساواة والعدالة الاجتماعية ، حينها ألن يكون القمع بقانون فيه أهدار لحقوق الإنسان السياسية والمدنية ؟
كيف يمكن حل هذا التضارب الغريب ، باستغلال حقوق الإنسان لإهدار حقوق الإنسان ؟
هل يمكن لحكومتنا ومفكرينا وقادة الأحزاب والثوار، ان يقدموا لنا تفسيرا لهذا التضارب ؟
أليس من الأفضل ان يصروا على إلغاء القانون بشكل نهائي .. وان يتحدوا جميعا لاتخاذ هذا الموقف .. بدلا من مطالبتهم تحديد آليات واضحة لتطبيق القانون ؟
وهى مطالبة تعنى ترسيخ القانون لا إلغاءه.
وثم سؤال مهم :
ألن يمارس رجال الأعمال وأصحاب المصالح، قهرا على عمالهم ، وهم مطمئنين ان العمال غير قادرين على الفعل الإضرابى بوجود قانون يدين ذلك ؟
لا يوجد في حقوق الإنسان، شيء أسمه قانون تحريم تظاهر، ولاشيء أسمه آليات واضحة لتطبيق قانون منع وتحريم .. فالحقوق لا تتجزأ ولا يمكن المساومة عليها .. والقانون مثل أي آليات سيتم الاتفاق عليها مستقبلا.. أي إنها ستكون مثل أي مواد قانون، قواعده مجردة .. والتطبيق والتفسير سيتم من خلال هؤلاء المسيطرين على أجهزة الدولة .. وليس بالأخلاق ولا الضمير.. ووجود المادتين اللتين تجرمان الإضراب عن العمل وهما «86» و«86» مكرر بقانون العقوبات، لا يعنى شرعيتهم.. فهما أصلا يخالفان حقوق الإنسان .
وقبل ان نصدر القوانين والإجراءات القمعية، التي تقمع حقوق الإنسان، بحجة حقوق الإنسان علينا أن نعرف أن الرغبة في الدفاع عن المصالح حق شرعي وأصيل، وغريزة موجودة في كل فرد ..والمظاهرات بشكل عام – فئوية أم غير فئوية - هي تعبير عن اليأس وعدم جدوى الإصلاح ، ونفى فائدة الاعتماد على السلطات، بعد انتظارهم لحل مشاكلهم التي لم تحل .. ولذا يختار المتظاهرون الميادين والشوارع لرفع مطالبهم التي هي في الأصل إعلان عن هموم ومعاناة..
وفى رواية البؤساء لفيكتور هيوجو، أعلن "جان فالجان" عن بؤسه ومعاناته وهمومه بسرقة رغيف خبز، فحكم عليه بالسجن الأبدي .. !!
لقد تم تطبيق العقاب القانوى عليه ،بقاعدة قانونية مجرده من المشاعر .. أما الرادع الأخلاقي على هؤلاء الذين حكموا عليه وعاقبوه وعذبوه فلم يتم .. لقد استمروا في ملاهيهم وغيهم وظلامهم متمتعين بأطايب مناصبهم .. دون ان يشعروا بألم الحرمان وعذاب الجوع .
أن معالجة الهموم والمعاناة تكون بفهمها وحلها ، وليس بمضاعفتها عبر عمليات قمع تحاول ان تستمد شرعيتها من القوانين .. ان ذلك أشبه باستناد نظامنا البائد على فتاوى من شيوخ لمنح الشرعية لقوانين وإجراءات باطلة .. كتلك الفتوى الشهيرة المعتمدة على الآية الكريمة:
" وأن جنحوا للسلم فأجنح لها "
وهو ما سمح باتفاقية سلام مع إسرائيل، التي أوصلتنا لعملية نهب مصر وغاز مصر ..
وإذا كنا حتى الآن وقفنا مع حق المواطنين، في الإضراب والاعتصام، لكن هذا الحق ينبغي أن لا يلغى حقوق الآخرين .. فحق الإضراب غير ملزم بالقوة لآخرين، يرون أن من حقهم عدم الإضراب.. كما ان من حق الآخرين، ان يجدوا الطرق المؤدية لمصالحهم مفتوحة وليست مغلقة .. كسكك القطارات وطرقات السيارات .. فلا معنى لأن أقف أمام مصلحة حكومية وأسد أبوابها مانعا الناس من دخولها لقضاء مصالحهم العاجلة بحجة حرية التظاهر.. أن ذلك يدخل ضمن الاعتداء على حقوق الناس الآخرين .. وبعيدا عن المصالح الحكومية ، فهناك سائقي سيارات الأجرة والميكروباصات.. وهؤلاء يحصلون على مدخولاتهم بشكل يومي وتعطيلهم، يعنى حرمانهم وحرمان أسرهم من ذلك الدخل، وهناك كثيرون مثلهم بطول مصر وعرضها ، فهل حرمانهم من دخلهم اليومي حرية ؟
والخلاصة : الحرية لا تعنى فوضى أهلية.. والتنمية لا تستلزم قهر الحرية.





#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق إسرائيل في الغاز، وحق مصر في الكلام
- الدستور، البيضة أولا أم الفرخة ؟
- ديكتاتورية الديمقراطيين..!!!
- استيراد البطيخ و نماذج الحكم..!!
- الإعلام، منظومة تزييف أم حقائق ؟
- مطالب الثورة، وحركة التغيير
- مدافن النساء
- منال الشريف، وسياسة التزييف
- الثورة، وأبعاد المواجهة
- مجلس رئاسي على طريقة ملوك الطوائف
- المجلس الرئاسي، حل ديكتاتوري لمشكلة الديمقراطية
- أقتل بقرار، وأبتسم بقرار ..!
- أرنب سحرته أفعى ..!!
- هيكل، ومحاكمة مبارك سياسيا ..!!
- الديكتاتورية المنتظرة ..!!!
- على شكل بشرى..!!
- النكبة، والنكبة ..!!
- الصفعة والسلام..!!
- المحرقة.. المحرقة
- الحمار أكل الأسد ..!!


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعيد رمضان على - حق الإضراب والقمع التنموي