أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - أسرار الولاءات














المزيد.....

أسرار الولاءات


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 20:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في السياسة العراقية صناديق كثيرة مليئة بالاسرار، اسرار تمتد الى سنوات وعقود من الزمن والساسة العراقيون بطبعهم بخلاء جدا في كشف هذه الاسرار حتى عندما ينتهي مفعولها الآني وحتى عندما يخرج الساسة من حلبة المنافسة تبقى صدورهم مغلقة على الكثير مما لايعرفه الناس، ورغم اننا نعيش في نظام ديمقراطي وفي زمن يتحرى الاعلام فيه عن كل صغيرة وكبيرة من شاردة او واردة، الا ان العراق مازالت فيه اسرار كثيرة لا يكشفها احد.
اهم هذه الاسرار التي تكرست في السنوات الاخيرة وصارت كتلتها ضخمة بدرجة تدعو للتساؤل عنها بالحاح هي اسرار الولاءات السياسية، ونقصد تلك الولاءات الموجودة داخل كل تنظيم سياسي، وهي ولاءات تبدو غريبة في تأثيرها، ذلك ان الارتباطات الحزبية في العراق معقدة لدرجة خطيرة، ومكمن الخطورة ان هذه الولاءات اصبحت معيقة ومعرقلة لأي خطوة سياسية، فعند تشكيل الحكومة يتم توفير مناصب بعدد احباب قائد كل حزب، وفي استبدال النواب تلعب الولاءات الدور الاكبر في تحديد النواب البدلاء، ولعل هذا يفسر جزئيا سبب قلة حظ النساء في السلطة، فالزعماء رجال واصدقاؤهم المقربون ووكلائهم في الاعمال وحافظي اسرارهم من الرجال طبعا ولا احد من الزعماء الحزبيين عنده (grilfrend) بين السياسيات او انهم لا يريدون كشفهن لذلك تقل حصة النساء.
أخطر المفاصل التي تؤثر فيها الولاءات الحزبية هي مواجهة الفساد، ففي أكثر من مرة كانت الولاءات سببا في عرقل اعمال الاجهزة الرقابية والقضائية، والاغرب ان زعماء بعض الاحزاب خاطروا بسمعتهم وبوضعهم السياسي وقدرتهم على الفوز بالانتخابات من اجل حماية افراد فاسدين او مشتبه بفسادهم وتبدو هذه الحالة لغزا مستعصيا على فهم المواطنين، فعندما تظاهر المواطنون احتجاجا على تردي الخدمات مثلا كانوا يعرفون بأن الازمة التي يعيشونها لايمكن ان تحل خلال ايام او اسابيع او اشهر لكنهم كانوا يريدون دفع صاحب الى التخلي عن طواقم الفشل والفساد التي يعتقد المواطنون ان لا خير يرتجى منهم وان محاولة تحقيق انجازات واصلاحات بهذا الطاقم المسؤول عن تبديد الوقت والمال هي محاولة غير مجدية، الرد على التظاهرات كان العناد والتمسك بأسوأ الوجوه التي فقدت كل قدرة على الاقناع واستنزفت ثقة المواطن بمؤسسات الدولة ولذلك يمكن للمواطن ان يستنتج ان اصرار الزعيم الحزبي هو شريك للفاسد وان هذا الزعيم هو سبب الافساد عبر الولاءات التي يقدمها على مصلحة المواطنين.
هناك سؤال يتردد يوميا، لماذا يتمسك الزعيم الحزبي الفلاني بشخص متهم بالفساد وهو في كل الاحوال شخص فاسد؟، لماذا يتحمل الزعيم الحزبي اخطاء اتباعه المدللين بصبر حتى لو أساؤا له وتسببوا في خسارته وفضحه؟، قد تكون الاجابة على ذلك انهم مؤتمنين على بعض اسرارهم او انهم ساعدوه في اوقات صعبة او انهم من اقاربه، لكن كل ذلك لا يبرر سماح اي سياسي وخاصة اذا كان زعيما حزبيا لاي من اتباعه او اسرته بتكليفه خسائر باهضة في ملفات وشبهات سخيفة، فما الذي يضر اي سياسي ان يجري تنقالات بين اتباعه يقدم ويؤخر، يبعد ويقرب، ام العزة بالاثم تأخذ بهم الى المغامرة بكل شيء؟، قد لا يتصور اي سياسي حجم القهر الذي يشعر به المواطن حين يجد زعيما يتمسك بمسؤول فاسد او فاشل من اتباعه ليفرضه على شركائه السياسيين كل مرة.
من اسرار السياسة أيضا، إن الساسة عندنا لا يتعلمون مما يجري في المنطقة، فهاهم زعماء الدول العتاة يتساقطون بسبب أفعال المقربين والحاشية والاقارب، وهاهي النظم تتهاوى بعد ان تكلست ثم ماتت بسبب الاصرار على الاحتفاظ بالمسؤولين الفاسدين والفاشلين حبا بالعناد احيانا ورغبة في قهر الناس احيانا أخرى، وعندما تهاوى كل شيء تبرأ الاتباع من الزعماء الذين دخلوا دهاليز المجهول.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقاليد الفساد العراقية
- بيئة بن لادن
- قنابل صوتية
- كل هذه الخلافات
- نهاية الفساد
- لاتراجع ولا إعتراف
- سنة صعبة..شكرا ما قصرتوا
- المالكي: ترهيب المتظاهرين وترغيب الاعلاميين
- الارهاب يعمل
- شبه حكومة
- نساء وأقليات وبدلاء
- تسويات عراقية
- الحريات والمعارك الثانوية
- معركة الاستبداد
- مجلس آخر.. إن نفعت الذكرى
- ترحيب مستغرب
- سباق الفساد
- الزمن والحقيقة والتيه
- الآخرون وديمقراطيتنا
- الارهاب يقبل التحدي


المزيد.....




- حاول حظره ذات مرة.. شاهد أول منشور لترامب على تطبيق -تيك توك ...
- مقتل 21 فلسطينيا بغارات إسرائيلية وسط وجنوب قطاع غزة
- صحيفة: وزير الخدمات الحكومية والتأمين ضد الإعاقة سيمثل أسترا ...
- خامنئي: المنطقة كانت بحاجة الى عملية -طوفان الأقصى- (فيديو) ...
- ائتلاف الحزب الحاكم في صربيا يعلن فوزه في الانتخابات البلدية ...
- كل ما تحتاج معرفته عن يورو 2024 في ألمانيا
- قرن على رحيل فرانز كافكا .. سر العالمية والمعاصرة!
- طفرة جينية لدى الغوريلا تفسر العقم لدى الرجال.. كيف؟
- كلوديا شينباوم أول سيدة تفوز برئاسة المكسيك
- -وول ستريت جورنال- تكشف نتائج اجتماع القاهرة الثلاثي بشأن مع ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - أسرار الولاءات