أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - الاعور بين العميان سلطان














المزيد.....

الاعور بين العميان سلطان


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعاقب على سدة الحكم في العراق انظمة واحزاب سياسية متباينة في الاهداف والشعارات والايديولوجيات اضافة الى اختلافها في طريقة تسنمها لمقاليد الحكم وادارة امور وشؤون الدولة السياسية والاقتصادية والثقافية، لكنها - مع الاسف – كانت متشابهة ومتماثلة في التعلق بالكرسي ومعاملة الاخر والاتجار بقوت الشعب والضحك على ذقون ابنائه ونهب ما يمكن من اموال البلد للايام السوداء المنتظرة!، فكل الانظمة المتعاقبة، بلا استثناء، لم تستطع تلبية الحد الادنى من متطلبات الشعب او تحقيق جزء من الطموحات الكثيرة، المؤجلة ابداً، لشعب خيراته تكفي لاشباع سكان الارض جميعاً، فكان نصيب الشعب من هذه الحكومات الوطنية! الفقر والقتل والذبح والملاحقة والتهجير والتشرد ودروس في التصفيق للحكومة على انجازاتها الوطنية والقومية والطائفية.
من غير المعقول ان نقارن بين الحكومات والفترات الزمنية التي حكمت فيها والظروف السياسية والاقتصادية التي احاطت وتحيط بها، لان لكل حكومة، او بالاحرى لكل حزب تسلم مقاليد الحكم في عراقنا الحبيب هدف او اهداف يسعى لتحقيقها تؤدي بالتالي الى ايجابيات وسلبيات يحكم الشعب عليها من خلال معاينة الواقع، وفي ظل كل حكومة من الحكومات المتعاقبة على الحكم كان هناك اقلية منتفعة واكثرية متضررة وذلك بسبب طمع الحاكمين ولا شعورهم بالمسؤولية تجاه الوطن وثرواته وممتلكاته، ولكل حكومة كان هناك نقاط ضعف تستغل من قبل الاطراف الاقليمية والدولية ونقاط قوة تتباهى بها لتفتك بمعارضيها وتلاحق اسرهم من ابناء هذا الوطن ..... هذه الاسباب وغيرها من الاسباب ادت ولا زالت تؤدي لحد الان لولادة حكومات مشوهة وغير مكتملة تتمسك بدفة القيادة في العراق لتبدد ثرواته حينا وتزيد من معاناة شعبه احيانا اخرى وتدمر مستقبل اجياله القادمة اغلب الاحيان.
ان انتقاد الحكومة الحالية على سوء ادارتها وضعف ادائها لا يعني بان الحكومات والانظمة السابقة كانت افضل منها، بل يعني انها عجزت عن ارضاء الشعب وتلبية متطلباته وتحقيق جزء من طموحاته الكثيرة المتراكمة بسبب التصرفات والسياسة الخاطئة التى مورست من قبل الحكومات السابقة، فاذا كانت الحكومات السابقة قد هضمت الحقوق السياسية لفئات كثيرة من الشعب وقيدت حريات افراده وبددت ثروات البلد بالاسلحة والتبرعات الجنونية لهذا وذاك ( بينما الشعب يعيش تحت خط الفقر!!! ) وشراء الذمم والهبات والعطايا لكل مصفق وواعظ يمجد الحماقات ويفتخر بالهزائم ويسكت عن قتل الابرياء العزل، اضافة الى امتيازات ومخصصات المسؤولين وقيادي الحزب وبذخهم على حساب معاناة الشعب، فان الحكومات الديمقراطية ( نقصد بها حكومات ما بعد 2003 ) لم تستطع، او بالاحرى لم يكن في نيتها، الاستفادة من اخطاء الماضي والعمل على النهوض بالوطن الى المستوى الذي يليق به وبشعبه، وبدلا من ذلك ( ولكن باسم الديمقراطية هذه المرة ) شرد الملايين وقتل الالاف واختفى عشرات الالاف وامتلئت السجون بالمجرمين والابرياء على حد سواء دون محاكمة وفاحت رائحة الجرائم والتعذيب والفساد في فضاء العالم اجمعه، واختفت مئات المليارات من الدولارات من خزينة الدولة ومن مساعدات الاعمار دون تحقيق او مسائلة او حتى متابعة!!، واصبح النفط العراقي يجري بلا عداد وكل متنفذ يأخذ حصته ليسكت عن مخالفات الاخر ويستر على نهبه، وكأن الوطن الذي يحلفون باسمه ليس سوى ثور مذبوح طوبى لمن ينتهز الفرصة ويقتطع منه الجزء الاكبر.
مرت ثمانية اعوام على اسقاط النظام السابق والظروف الامنية تسير من سيء الى اسوأ والوضع الاقتصادي مستمر في التدهور وحقوق الشعب تهضم كالسابق! وخريجو الجامعات يفرشون البسطات او يتسكعون في الشوارع بلا امل في التعيين على ملاك الدولة او الحصول على وظيفة محترمة تتناسب مع شهاداتهم العملية ( لانهم ليسوا من الحاشية او من اولاد الربع )، ومستوى الجهل يزداد ونسبة الامية بارتفاع ملحوظ وحال التربية يبكى عليه، والخدمات العامة قليلة ان لم تكن معدومة ... وفي المقابل تتضخم ثروات المسؤولين – معارضي البارحة وحكام اليوم- ويزدادون استخفافا بمشاعر المواطنين ومعاناتهم المتزايدة، ويثبتون للشعب العراقي وشعوب العالم ايضا ان الكرسي اغلى من الوطن وارواح ابنائه.
وختاماً لا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان حكومات ما بعد 2003 لا تختلف عن سابقتها كثيراً، عدا بعض المفارقات البسيطة التي لا تتعدى في عدم زجها الشعب العراقي في حروب خارجية ( لكن في المقابل اصبح الشعب عدو ذاته ويتقاتل ما بين نفسه! ) هذا اولا، اما ثانياً فتكمن في نسبية الحرية في التعبير عن الرأي دون خوف او ملاحقة، اما باقي الامور فان لم تكن قد ساءت اكثر فانها لم تتحسن البتة!، وهذا ما يجعل حكومتنا الديمقراطية الحالية احسن نوعا ما من حكومة البعث السابقة.
همسة:- ليس كل مصفق لاخطاء الحكومة بوطني مخلص وليس كل منتقد ببعثي مجرم او ارهابي بلا ضمير، فلربما يكون المنتقد من اشد الناس وطنية واولهم حرصاعلى الديمقراطية.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النائب الاشوري ( يونادم كنا ) ينعت المسيحيين العراقيين بالار ...
- بماذا تختلف باسكال وردة عن طارق عزيز حتى تعاتبه؟!
- متى تصبح مصلحة الوطن اعلى من مصالحكم؟
- الانتخابات الجديدة هل ستغير وجه العراق؟
- برلمان للعرض فقط
- الدم العراقي في احقر المزادات!
- مقترح لبديل عن الانتخابات العراقية
- حقوق كلابهم محفوظة ودماء ابنائنا – علناً – مهدورة!
- مسيحيو العراق بين قبضة الطائفية وسندان الدستور
- مصادرة اموال البعثيين ام نقل لملكيتها؟
- محنة مسيحيي العراق متى تنتهي؟
- المصالحة ضرورة وطنية، لكن مع من ؟
- سيادة الرئيس أليس السجن اولى بهم؟!
- دعاية انتخابية ام دعوة لانهاء الفساد؟
- الطفولة في العراق عمر مستقطع
- وداعا يا شيخنا العظيم
- اما لهذه النغمة ان تتغير؟
- من المسؤول عن تفشي العنف ضد المرأة في العراق؟
- بلاك ووتر لا تعترف بالسيادة ولا تشملها القرارات!
- لفتة الى المبدعين المغتربين


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - الاعور بين العميان سلطان