|
مشروعُ قانون الأحزاب
ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 19:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تلكأت الحكومة أكثر من سبع سنوات لتنشر مؤخراً مشروع قانون الأحزاب السياسية وحددت أغراضه في المادة الثالثة كما يلي : أولاً : تحديد وتنظيم الأحكام والإجراءات المتعلقة بتأسيس الأحزاب السياسية وأنشطتها . ثانيا : تحقيق مبدأ التعددية السياسية والحزبية القائمة على الشرعية الدستورية . ثالثاً : ضمان حرية المواطنين في تأسيس الأحزاب السياسية والإنضمام إليها .
وكما ورد في الأسباب الموجبة لإصدار هذا القانون " إنسجاماً مع متطلبات الحياة السياسية الجديدة والتحول الديمقراطي ، ولغرض تنظيم الإطار القانوني لإقامة الأحزاب السياسية على أسس وطنية ديمقراطية تضمن التعددية السياسية وتحقق مشاركة أوسع في الشؤون العامة . "
لا شك أن مشروع القانون هذا ، المتكوّن من 69 مادة ، قد بني على الكثير من المبادئ الخيّرة وتضمنت مواده الكثير من الإيجابيات التي لو تم تطبيقها بنزاهة فإن إصداره سيكون خطوة إلى أمام في بناء صرح نظام سياسي وطني ديمقراطي مبنيٍّ على الوحدة الوطنية ، ويعتبر عنصراً لخلق نقلة نوعية إيجابية في تاريخ العراق المعاصر .
لا شكّ أنّ تناول مشروع القانون بالتحليل والنقد منوطٌ بالعلماء المتبحرين في علوم السياسة والقانون. يدخلون فيها في تفاصيل الإيجابيات والسلبيات ، ويفصّلون ما له وما عليه ، ولكن قصدنا في هذه المقالة سيتركز على ( دق الناقوس ) ، إذ نتناول فقط المادة السابعة من مشروع القانون والذي ينص على :
" يجب أن يكون لكل حزب سياسي إسمه الخاص به وشعاره المميّز له وينبغي أن يكون الإسم الكامل لكل حزب سياسي وإسمه المختصر وكذلك الشعار المميز له مختلفاً كليّاً عن تلك العائدة لأحزاب سابقة ومسجلة وفق هذا القانون "
من الجدير بالإهتمام ، أن النص أعلاه ، رغم الدقة في صياغة العبارات الواردة فيه لإظهارصورتها بيضاء ولكنه يمكن في التطبيق العمليّ أن يكون الإسفين الذي يدق في عضُد القانون وأغراضه وأسبابه .
لا نكشف سراً إن قلنا أن الثقة العامة لدى الشعب العراقي بنظام الحكم في عهد عبد الكريم قاسم كانت كبيرة ، لا ترق إلى عُشر معشارها ثقة الشعب بالنظام الحالي . لقد كانت لدينا تجربة مريرة في ذلك العهد ، إذ أستخدم نصٌّ مشابه في القانون النافذ آنذاك لمنح إجازة لتـاسيس حزب تحت إسم ( الحزب الشيوعي العراقي ) لغير مستحقيها وحرمان الحزب الشيوعي العراقي والممثل الحقيقي له من الإجازة . وكذلك أستخدمت النصوص المماثلة لما ورد في الفقرة : ثانياً من المادة الثامنة لحرمان ( الحزب الإسلامي ) من الحصول على الإجازة .
لقد أناط مشروع القانون مسؤولية البت في إجازة الأحزاب بمحكمة القضاء الإداري في بغداد ، ويعتبر ذلك من إيجابيات ما ورد في مشروع القانون ، لإبعاد موضوع منح إجازة الأحزاب عن السلطة التنفيذية ، إلاّ أننا نعرف من ظروف التصارع الحاد بين القوى السياسية المسيطرة على السلطة حالياً للإحتفاظ بمواقعها ، وإستخدامها كافة السبل لتحقيق ذلك ، فإنها لن تركن إلى المنطق الذي جاءت به نصوص القانون . بالإضافة إلى عدم سيادة مبدأ إستقلالية القضاء فعلياً أو الشعور بالمهنية والحيادية التي يجب أن يتصف بها القضاة .
أرى من الضروري أن تكون الأحزاب السياسية العلمانية واليسارية ، وعلى الخصوص الحزب الشيوعي العراقي على قدر كبير من الحذر، وتتخذ الإجراءات القانونية من الآن لحفظ حقها ودرء أي محاولة لسلبه عند نفاذ القانون .
أقترح على الأحزاب السياسية أن تتخذ كافة الإجراءات القانونية للإشهار عن إسمها الخاص بها وشعارها المميّز وإسمها المختصر والشعار المميز له والحصول على الوثائق الرسمية التي تثبت وجودها وعدم وجود بديل لها ، حالا وبدون إبطاء ، لمنع إدعاء أية جهة في المستقبل بها ، إذ تعوّدنا أن ينقلب الأبيض الذي عندنا أسوداً لغرض في نفس يعقوب .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفحة من الذاكرة
-
الأكرادُ الفيليون ... إلى أينَ ؟
-
بناءُ الوحدة الوطنية
-
كُلّهم صدّامٌ .. وصدّامُ منهم
-
الحزبُ باقٍ
-
الثورةُ لا تُستَورَد
-
أنبذوا الإنعزاليّة وأدعوا للديمقراطية
-
رسالة ثانية إلى آية الله العظمى محمد اليعقوبي
-
التحليلُ الجدَليّ
-
حَذارِ من مفرّقي الصفوف
-
طبقةُ الفلاحين أساسُ بناء الديمقراطية
-
تذكير
-
شجاب الغُراب لأمه ؟
-
اللعنةُ ... المحاصصةُ
-
تواطؤٌ ... توافقٌ لكنهُ هزيلٌ !!
-
تمييزٌ عُنصُريٌّ .. أم ماذا ؟
-
وعندَ ويكيليكس الخبرُ اليقينُ
-
البُعبُع . . . البعث !!
-
الإستعمار .. شكلاً وجوهراً
-
الخُلودُ للطيبين
المزيد.....
-
في ضربة لنتنياهو.. استقالة بيني غانتس من حكومة الحرب
-
حزب الوحدة الشعبية ينعي الرفيق القائد الوطني والقومي التقدمي
...
-
سموتريتش عن استقالة غانتس: هذا بالضبط ما كان يهدف إليه السنو
...
-
ماكرون يعلن حل البرلمان الفرنسي ويدعو إلى انتخابات تشريعية ف
...
-
-وول ستريت جورنال-: السعودية والولايات المتحدة تقتربان من إب
...
-
الهند: في نتائج أسوأ من المتوقع... مودي يؤدي اليمين الدستوري
...
-
عاجل | ماكرون يعلن حل البرلمان الفرنسي ويدعو إلى انتخابات تش
...
-
هنية: أي اتفاق لا بد أن يتضمن وقفا دائما للعدوان الإسرائيلي
...
-
صحيفة روسية: أوكرانيا باتت ساحة لاختبار أسلحة غربية متطورة
-
-رئيسة دائرة التحريض-.. شقيقة الزعيم كيم توجه تحذيرا لكوريا
...
المزيد.....
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|