أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بن لادن.. حيث نظرية المؤامرة هي المؤامرة














المزيد.....

بن لادن.. حيث نظرية المؤامرة هي المؤامرة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 18:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كما كان متوقعا ذهب البعض من كتابنا للتأكيد على أن مقتل بن لادن كان تمثيلية أمريكية وذلك انطلاقا من إيمان لا يتزعزع بنظرية المؤامرة. نفس التفسير كان أعتمد لتفسير حالة صدام حسين يوم أن أشار أصحاب هذه النظرية إلى أن صدام كان جرى تجنيده منذ أن كان لاجئا في القاهرة, وإن خالد عبدالناصر رأى بنفسه صداما وهو يصافح بوش الأب في مكتب أبيه. بعد خالد لم يتردد العلوي أيضا عن اعتبار غزو الكويت مؤامرة متفق عليها للتخلص من الجيش العراقي الذي تضخم من خلال الحرب العراقية الإيرانية ولم تعد هناك وسيلة للتخلص من فائضه غير طريقة تحطيمه في الكويت, ومن الطبيعي أن هؤلاء لم ينسوا أيضا أن يؤكدوا على أن صداما كان حارب ضد إيران بالنيابة عن أمريكا, آخرون على الجهة الأخرى أسرعوا هم بدورهم لإتهام الخميني بالعمالة لأمريكا واعتبروا ثورته مخططا أمريكيا للتآمر ضد العرب وخاصة على العراق حتى بدأنا نعتقد أن أمريكا ليس لها شغل شاغل سوى التآمر على العراق حتى لو تطلب ذلك القضاء على نظام الشاه الصديق أو العميل وذبح كل قادته العسكريين وإدخال البلد في فوضى رجال الدين. وكل ذلك كان للتآمر على العراق بطريقة لف اليد اليمنى خلف الظهر وصولا إلى الأذن اليسرى .
لكن هؤلاء لم يفكروا مطلقا بتحضير أجوبة معقولة على أسئلة بسيطة من نوع كيف يمكن لحبكة تآمرية بهذا الشكل أن لا تتعرض لنكسة هنا ونكسة هناك. لا أظن أن مشكلة هؤلاء ستكون عصية على التفسير, فبالإضافة إلى مرض الشعور بالضَحْيَوِيّة (من الضحية) الذي يجعل المرء يعتقد بأنه هدفا دائما ومركزيا للاضطهاد, فإن الأمر لا يخلو أيضا من سوء استخدام للعقل. إن دراسة الأحداث وتحليلها تتطلب أولا فهم الوسط المقابل لا الحكم على الحدث بثقافة من خارجه. وفي مجتمعات كمجتمعاتنا حيث تكدست وتراكمت وتجبرت ثقافة الحكم الفردي فإن من الصعوبة بمكان إستيعاب كيف يمكن لصحفي شاب مثل بوب ودوورد أن يطيح برئيس أقوى إمبراطورية في العالم هو نيكسون وكيف يمكن لمراهقة إسمها مونيكا أن تجرر الرئيس الآخر كلينتون وتضعه على أبواب الانهيار.
وقبل أيام قليلة تعرض الرئيس الحالي أوباما إلى حملة شككت بكونه لم يولد على أرض أمريكية, وكان الذي إتهمه بذلك هو واحد من أثرى أثرياء أمريكا الطامحين بالحصول على الترشيح لانتخابات الرئاسة القادمة, فكيف يمكن لرئيس كهذا أن يتشاطر على منافسين كهؤلاء, وبحدث على مستوى قتل بن لادن, وفي دولة ديمقراطية تعج إمبراطوريتها الإعلامية بآلاف الصحفيين الذين ينتظرون فرصة الخطأ للإجهاز على خصم أو طلبا للشهرة ذاتها. المشكلة هنا إن أولئك الذين يبسطون الأمر إلى هذا الحد لا يدركون أن نظرية المؤامرة تنال أول ما تنال من أمريكا ذاتها لأنها تختزلها إلى دولة تَضْحك على نفسها قبل أن تضحك على الآخرين وتحولها بالتالي إلى دولة مُضْحِكة ومَضْحَكة. ويتطلب الأمر لإنجاز عملية إضحاك كهذه أن يكون هناك نظاما أمريكيا فرديا مركزيا قادرا على السيطرة على كامل الإعلام والسياسة وشؤون الناس لكي يلعب على راحته ويحيك مؤامرات على هذا المستوى وكأن دولته هي سيرك ليس إلا ومواطنيه ليسوا سوى أطفال ساذجين.
لا نقول أن أمريكا خالية من الألعاب البهلوانية, لكن هذه الألعاب غالبا ما تكون سلاحا بحدين وقابلة لأن تتحول إلى الضد من صاحبها مثل قصة المعلومات المزيفة حول أسلحة الدمار الشامل التي شرعنت للحرب ضد العراق والتي كانت أحد أسباب تراجع شعبية الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية التي أتت أوباما إلى الرئاسة. وبينما يمكن لنا أن نقبل بقصة التلاعب تلك أو ما يمكن أن نسميه لي عنق الحقائق فإنه لا يمكن نسيان أن ذلك لم يأتي من فراغ أو بمعزل عن حقيقة أن صَداما لم يكن خاليا من تلك الأسلحة ولم يكن بعيدا عن عقلية الدمار والتدمير. لكن حينما يريد منا هؤلاء أن نصدق على أن الهجوم الإرهابي الذي شنته القاعدة ضد مركز التجارة العالمي هو لعبة أمريكية فلا بد أن تأخذنا بالتالي حمية الدفاع عن عقولنا وليس عن أمريكا ذاتها.
المشكلة تكمن إذن في أصحاب نظرية المؤامرة ذاتهم, كونهم يفكرون بالأمر على طريقتهم الخاصة المتأسسة على ثقافتهم الذاتية التي لا علاقة لها بثقافة الآخر ولا على إدراك طبيعة نظامه ومصادر حصانته وقوته أو بخواصره الرخوة, لذلك فهم لا يستطيعون أن يتصوروا أن هناك عالما يتناقض جوهريا مع عالمهم, فيؤسسون نظريتهم حول أوباما وكأنه صدام حسين.
إن نظرية المؤامرة في الكثير من جوانبها هي المؤامرة الحقيقية, فهي ستؤدي بالنتيجة إلى الاعتقاد أن كل شيء جرى لنا كان بفعل وتخطيط من قبل الدوائر الصهيونية والمخابراتية. بذلك سيكون من العبث أن نفكر ولو للحظة واحدة أننا أصحاب قرار حر وإرادة قادرة على الفعل المستقل.
ولن أكون متجنيا إن قلت إن المؤمنين بتلك النظرية هم ضحايا لثقافة مارقة كانت أفلحت بتسطيح عقولهم إلى حد مفجع وحولتها إلى ما يشبه الزائدة الدودية, حيث لا فكر ولا تفكير.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قل ولا تقل.. أبناء لادن وليس بن لادن
- سوريا الثورة.. والثورة على الثورة
- حينما تكون الخيانة اختلافا في وجهات النظر
- يا سعدي.. الوطن وطن وليس فندقا بخمسة نجوم
- بين معنى الوطن ومعنى النظام أضاع سعدي يوسف نفسه
- إشكالية التداخل بين الفقه الديني وفقه الدولة الوطنية.. العلم ...
- المسلمون. بين فقه الدين وفقه الدولة (3)
- المسلمون.. بين فقه الدين وفقه الدولة (2)*
- لو أن ميكافيلي بعث حيا يا موسى فرج
- مرة أخرى.. حول موقف المالكي من سوريا
- موقف المالكي من مظاهرات السوريين
- الإسلام .. بين فقه العقيدة وفقه الدولة**
- بين فقه العقيدة وفقه الدولة*
- عزت الدوري الرئيس السابق لمؤسسة شيطنة صدام
- حول الرسالة الكوميديةالأخيرة لعزت الدوري إلى القذافي
- كيف تتسبب السلطة البحرينية بالإضرار بعروبة البحرين
- هل سينجح العراقيون في امتحان البحرين
- كركوك هي كركوك وليست قدس الأقداس
- حظر الطيران والخوف من أمريكا
- وائل غنيم والماسونية وثورة مصر


المزيد.....




- محمد بن زايد يهنئ أرمينيا وأذربيجان باتفاق السلام
- لندن وباريس تتعهدان بدعم زيلينسكي وتحقيق سلام عادل بأوكرانيا ...
- الجيش اللبناني يغلق بعض المداخل المؤدية للضاحية الجنوبية
- إعلام إسرائيلي: الجيش سيقدم خطة جديدة للسيطرة على غزة
- اتساع هوة الخلاف بين دمشق و-قسد-..توتر كبير واتهامات متبادلة ...
- فرنسا.. إنقاذ مهاجرين اختبأوا في شاحنة مبردة متجهة لبريطانيا ...
- علي باقري: محاولة إخراج حزب الله من المعادلة بلبنان لن تنجح ...
- زعماء أوروبيون يدعون لممارسة مزيد من -الضغط- على روسيا
- محمد رمضان يثير التكهنات بصورة مع لارا ترامب.. ويعد بمفاجأة ...
- هل تستخدم إيران سلاح حزب الله كورقة تفاوض في ملفها النووي؟


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - بن لادن.. حيث نظرية المؤامرة هي المؤامرة