أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كركوك هي كركوك وليست قدس الأقداس














المزيد.....

كركوك هي كركوك وليست قدس الأقداس


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 16:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التصريحات التي أطلقها رئيس الجمهورية العراقية السيد الطالباني بوصفه لمدينة كركوك على أنها قدس الأقداس كانت أثارت موجة من الاحتجاجات من قبل العرب والتركمان, وكنت أتمنى لو أنها أثارت أيضا احتجاجات كردية على نفس المستوى, لأن ذلك كان سيؤكد على استعداد كردي للتفاهم حول قضية يمكن أن تمتحن من خلالها الأخوة الوطنية وتتأكد من خلالها قدرة المكونات العراقية جميعها على أن تلتحم في حالة واحدة وأن تقترب من بعضها من خلال وسائل ديمقراطية حقيقة ومناهج يمكن لها أن تبني بنجاح الخطاب العراقي الموحد. وأرى أن موقفا نقديا كهذا سوف لن ينقص من الأكراد وإنما كان سيضعهم في موقف الرافض للخطأ مهما كان مصدره ومستواه, خاصة إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن الحالة العراقية الراهنة هي في أحد مساراتها امتحان تاريخي وحقيقي للنوايا.
إن قدرة الأكراد على تأكيد ذاتهم العراقية, ما داموا هم الآن جزء من العراق, إنما تمتحن من خلال مجسات أساسية متعددة سيكون في مقدمتها قدرة الرئيس الطالباني على أن يكون رئيسا لكل مكونات الشعب العراقي وليس رئيسا كرديا لهذه المكونات. فالقبول العربي به كرئيس للجمهورية, وإن جاء مضغوطا بعدة عوامل أو تعبيرا عنها, إلا أنه يكشف من جانب آخر عن لا عنصرية الجانب العربي, والمطلوب كرديا مكافأة هذا التوجه العربي من خلال الوفاء للاستحقاق والتأكيد على آهلية الكرد للقيام به غير ناقص وغير منحاز.
كما أن وضع الرئاسة في يد السيد الطالباني معناه تكليفه شخصيا بتحمل مسؤولية امتحان النوايا على هذا الطريق, مما يجعله مسئولا بشكل شخصي عن مدى نجاح أو فشل الأكراد في هذه المهمة.
وبتصريح من النوع الذي أطلقه بشأن كركوك كونها - قدس أقداس الأكراد – يكون السيد الطالباني قد خرج على الدستور الذي أقسم على حمايته, وعلى القَسَم الذي حلف به لحماية وحدة أرض العراق وشعبه, لأنه انحاز بحدة انحيازا شخصيا وقوميا في وقت كان يجب أن يكون فيه هو آخر من ينحاز على أساس هاتين الصفتين.
وإلى يتبين اتجاه الحسم لتحديد هوية المدينة بشكل نهائي فإن السيد الطالباني يجب أن يتوجه لإطفاء الحرائق لا لإشعالها. ولأن زيت كركوك وحطبها كفيلان بإشعال حرائق باهضة الخسائر والكلفة بحق العراقيين جميعا, فإن الطالباني سيفي بحق مهمته الرئاسية حتى لو صارت وظيفته الوحيدة حل مشكلة المدينة حلا سلميا وتقديم نفسه لكل الأطراف كحكم عادل ومتوازن لحل أي خلاف ينشأ بشأنها.
وإذا ما قيل أن الرجل هو بطبيعته سياسي كردي وقائد حزب معروف وإن من حقه أن يعبر عن آرائه الكردية بشأن القضايا الهامة وفي مقدمتها قضية كركوك فسنوافق على ذلك في حالة إذا ما كان الرجل لا يجمع إلى صفته القومية هذه صفته كرئيس للعراق وهي صفة تلغي حقه بأي حديث يعبر عن خصوصية غير الخصوصية العراقية المعبرة عن جميع الهويات, قومية كانت أم دينية أو مذهبية, ويتساوى معه في ذلك كل صاحب موقع سيادي في الدولة العراقية.
إن تشبيه قضية كركوك بالقدس هو خطأ كبير, فالحالة بين العرب والأكراد لم تكن في يوم من الأيام كالحالة بين العرب والصهاينة, ولا كما سابقتها أثناء الحروب الصليبية, وإن بإمكان تصريحات على هذه الشاكلة أن تؤسس لثقافة تتناقض وتتصادم مع ثقافة الوحدة الوطنية, وإذا كان تصريح من هذا النوع قد تأسس على فكرة "استيطان" عناصر عراقية للمدينة من خارجها فإن حالة الاستيطان هذه تنطبق على الأكراد أيضا وليس على العرب لوحدهم, هذا إذا ما أسمينا هجرة العراقيين من مدينة عراقية إلى أخرى استيطانا كذلك الذي نصف به اليهود الصهاينة الذين هاجروا إلى فلسطين من مختلف أنحاء العالم وجاءوا إليها كغرباء بلا صلة سوى ما ترسمه الخرافات عن أرض الميعاد وشعب الله المختار.
وسيجعلنا القول بان كركوك هي قدس الأقداس بالنسبة للأكراد في مواجهة موقف صعب ومربك, لأن إضفاء صفة القداسة على عائديه المدينة بهذا الشكل يتناقض مع كل مبادئ الديمقراطية التي تؤكد على وجوب الحوار لحل كل إشكال يواجهه حل القضايا ذات الطبيعة الخلافية, لأن قدسية الحالة يلغي الحاجة للحوار لا بل وينزله منزلة الكفر أيضا.
إن كل الكلام قد يكون مجانيا إلا كلام الرؤساء.
وكل المدن تسمح بكلام المغالاة إلا مدينة كركوك.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حظر الطيران والخوف من أمريكا
- وائل غنيم والماسونية وثورة مصر
- حاسة واحدة مع المالكي وأربعة حواس ضده
- وحدة فعل الاضطهاد تخلق وحدة رفضه
- نحو موقف أمريكي جديد من الشعب العراقي
- يا سياسي العهود الغابرة.. مكانكم الأرصفة
- وللميادين أرحام أيضا وليس النساء فقط
- أحلام العصافير أم إنه رالي الحرية
- حينما يكون للديمقراطية طغاتها أيضا
- وفي بغداد لدينا ساحة للتحرير أيضا
- التخويف بالبديل
- مبارك..بين البحر وبين النار
- مبارك.. الدخول إلى الحمّام ليس مثل الخروج منه
- الكلام ثلاث
- مشكلة شلش مع العراق أم أنها مشكلة العراق مع شلش
- شيطنة القاتل.. متابعة لمحطة العنف الأمريكي الأريزوني – القسم ...
- شيطنة القاتل.. متابعة لمحطة العنف الأمريكي الأريزوني
- انفصال الجنوب السوداني ونظرية المؤامرة
- المسلمون في الغرب.. الخطر الساطع آت
- على هامش الجرائم ضد المسيحيين


المزيد.....




- ترامب عن خطة إسرائيل بشأن غزة: تذكروا السابع من أكتوبر
- ثلاثة خيارات صعبة أمام حزب الله
- اغتيال صحفيي الجزيرة.. هل تنجح إسرائيل في إسكات الحقيقة؟
- ترامب عن قمته مع بوتين: ربما خلال دقيقتين سأعرف ما إذا كان س ...
- بقيمة 7.7 مليار دولار.. -باراماونت- تبرم عقداً لبث -يو إف س ...
- جورجينا تستعرض خاتما.. هل تتزوج رونالدو أخيرا؟
- ليبيا: خليفة حفتر يعين نجله نائبا له - فما هي مهامه؟
- دوجاريك: إسرائيل تقتل الصحفيين لمنعهم من نقل ما يحدث بغزة
- كيف حاولت إسرائيل تبرير جريمة استهداف صحفيي غزة؟
- القوات السودانية تصد هجوما واسعا للدعم السريع على الفاشر


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كركوك هي كركوك وليست قدس الأقداس