أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حظر الطيران والخوف من أمريكا














المزيد.....

حظر الطيران والخوف من أمريكا


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3301 - 2011 / 3 / 10 - 20:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حظر الطيران والخوف من أمريكا
جعفر المظفر
دأب البعض على المقارنة بين القرار الذي تجري دراسته لحظر الطيران العسكري الليبي وذلك الذي طبقته أمريكا في العراق أثناء التسعينات من القرن الماضي, وبطريقة لا تأخذ بنظر الاعتبار الفوارق في الحالتين, مما يؤدي بطبيعة الحال إلى الخروج باستنتاج واحد يطبق على كل الحالات ومنه ذلك الذي يتعلق بالنوايا الأمريكية وبتقييم سياساتها ومواقفها من الحكام والشعوب.
وبينما يرى البعض أن الحالة الليبية الآن هي مشابهة للحالة العراقية آنذاك, إذ هما نتاج لثورة شعبية ضد سلطة دكتاتورية قبلية وفردية ظالمة, فلا بد إذن أن يكون قرار الحظر صائبا ولا بد أن تخرج أمريكا من هذه المقارنة بوسام من الدرجة الأولى.
على الجهة الأخرى هناك من يتخذ موقفا معاديا أو متحفظا لقرار الدخول الأمريكي على خط الثورة الليبية إيمانا منه بأن أمريكا لن تفعل خيرا أبدا, أو أن شرّها هو أكثر من خيرها بأضعاف, مستشهدا بتجربة احتلال العراق التي تزيح كل إمكانات أن يكون الحظر قد جرى لمنفعة العراقيين أبدا, وإنما هو كان, مثلما يمكن أن يكون عليه اليوم في ليبيا, مدخلا للاحتلال.
إن ذلك سينبهنا إلى أن تغييب التجارب بعضها في البعض الآخر, وتسطيحها إلى الدرجة التي يمكن أن تجري رؤيتها من خلال هذه العين أو تلك, ومن ثم اشتقاق قوانين موحدة للحكم عليها تماما كما في علم الرياضيات, سيؤدي في مطلق الأحوال إلى تغييب تأثير الاختلافات الزمنية والمكانية ويجعلنا في مواجهة سلفية من نوع جديد هي السلفية السياسية التي تفسر الأمور, كأختها الدينية, على طريقة.. قال فلان, نقلا عن فلان, عن فلان.
إن الثوار الليبيين هم الذين يطالبون اليوم بفرض الحظر الجوي رغم معرفتهم بما يمكن أن يرتبه قرار من هذا النوع إذا ما ترك طريقه مفتوحا وظلت بواباته مشرعة. وهم إذ يعارضون تدخلا عسكريا على الأرض لمساعدتهم في حربهم ضد القذافي فإنما ينطلقون من معرفة واضحة بأخطار ذلك التدخل على صعيد استقلالهم الوطني, فعلى مسافة غير بعيدة منهم تبدو تجربة العراقيين كافية لتحذير كل الشعوب من مغبة الاعتماد على الأجنبي للقتال بالنيابة عنها.
وفي الحالة ذاتها سنتعرف على حقيقة أن هناك خطأ أو ترددا أو لبسا في مسألة الاقتراب الوطني من أمريكا, فالموروث الوطني, الذي أكسبته تجربة الاحتلال في العراق قوة سلبية مضافة, ما عاد بإمكانه أن يتصور أن هناك إمكانات للاقتراب من الموقف الأمريكي بشكل إيجابي وذلك إيمانا بحقيقة مفادها أن المواقف الأمريكية ليست مجانية أبدا, وأن التعاون مع أمريكا وخاصة في اللحظات الحرجة سوف يفتح الطريق أمامها للهيمنة السياسية والاقتصادية, إن لم يكن للتواجد العسكري أيضا.
بهذا يصبح الطرفان متعادلين, ويتساوى ذلك الذي يكره أمريكا على طول الخط ويراها بالعين اليسرى بذلك الذي يحبها على طول الخط ويراها بالعين اليمنى, لأن الرؤيا في كلتا الحالتين هي رؤيا عوراء.
إن فهم الموقف الأمريكي ومن ثم تحديد خيارات التعامل معه لا بد وإن يعتمد على حقائق متعددة.
فرغم الاعتراف بأن هذا الموقف لن يأتي مجانيا في الكثير من الحالات فإن ذلك لن يشكل خرقا للعادة أو يكون مبعثا للاستغراب, إلا إذا جرى الاقتراب منه بالعقلية التي تأخذ ولا تعطي, أو تصنف الآخرين وفق معادلات الخصومة أو الصداقة المطلقة. وإن من الحق معرفة أن هذه العلاقات تبنى على المصالح أولا. وسيكون باعثا للاطمئنان أن نعرف أن الثورات العربية الآن هي من صنع شعوبها وليس من صنع أية إرادة أجنبية, وإن حراسة إرادتها ومصالحها الوطنية إنما يتم باقتراب محروس من الآخرين وليس بابتعاد سلبي لا يحقق سوى العزلة التي تفيد الحكام, وإذا ما تابعنا كيف يوظف القذافي الآن خطر القاعدة وإغراءات النفط لصالح استمالة الغرب تماما مثلما وظفها مبارك في قضية التخويف من الإخوان المسلمين فسنعلم أن دكتاتوريتنا الوطنية أو الثورية قد توظف العداء للغرب لصالح عزل الجماهير عن تحالفات أو صداقات الخارج, الأمر الذي يمكنها على الإنفراد بالشعوب والهيمنة عليها, وأن هذه الدكتاتوريات لا حق لها بالتخويف من الخطر الأمريكي لأنها هي ذاتها كانت أما صناعة أمريكية أو حليف مقابل ثمن مدفوع .
ومع هذا فإن ذلك الموقف قد يأتي مضغوطا بمعطيات ساحة دولية سياسية باتت ترتب القوى والتحالفات والمصالح بموازين جديدة قد تعطينا فائدة الاقتراب دون الأخطار التي كان يرتبها عالم المراحل السابقة. وإذا ما راجعنا مجمل علاقاتنا الوطنية السابقة فسنرى أن كثيرا من خساراتنا كانت مقترنة بسوء فهم لهذه المعادلة الحساسة أو لغياب الاعتقاد بأنها حجر الزاوية في عالم اليوم , فالفكر العربي بشقيه الماركسي والقومي كان يخوض معاركه ضد أمريكا بمنطق المعارك التاريخية ذات الأرباح المطلقة.. فأما نحن وأما هم, ولا سبيل هناك لعلاقات متوازنة, أو لدخول معادلات جديدة على خط الكفاح الوطني.
وقد يكون الكثير من هذه المواقف صحيحا ولكن ضمن مرحلته, أما اليوم فإن تمسكنا بنفس أساليب المراحل السابقة وإغفال التطور الكبير الذي حصل على صعيد العالم سوف يجعلنا غرباء عنه, وغير كفؤ للتعامل معه, وخاصة حينما يجري التمسك بمفاهيم السيادة بشكل خاطئ, أو حينما يجري نفخها وتوظيفها باتجاهات تحقق الفوائد للحكومات المتسلطة لا غير, أو حينما يجري تعويم التجارب بعضها في البعض الآخر فيتم النظر إلى حالة كاملا بعين الحالة الأخرى.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وائل غنيم والماسونية وثورة مصر
- حاسة واحدة مع المالكي وأربعة حواس ضده
- وحدة فعل الاضطهاد تخلق وحدة رفضه
- نحو موقف أمريكي جديد من الشعب العراقي
- يا سياسي العهود الغابرة.. مكانكم الأرصفة
- وللميادين أرحام أيضا وليس النساء فقط
- أحلام العصافير أم إنه رالي الحرية
- حينما يكون للديمقراطية طغاتها أيضا
- وفي بغداد لدينا ساحة للتحرير أيضا
- التخويف بالبديل
- مبارك..بين البحر وبين النار
- مبارك.. الدخول إلى الحمّام ليس مثل الخروج منه
- الكلام ثلاث
- مشكلة شلش مع العراق أم أنها مشكلة العراق مع شلش
- شيطنة القاتل.. متابعة لمحطة العنف الأمريكي الأريزوني – القسم ...
- شيطنة القاتل.. متابعة لمحطة العنف الأمريكي الأريزوني
- انفصال الجنوب السوداني ونظرية المؤامرة
- المسلمون في الغرب.. الخطر الساطع آت
- على هامش الجرائم ضد المسيحيين
- السرقة بين عهدين.. الصحراوي والخضراوي


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حظر الطيران والخوف من أمريكا