أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مشكلة شلش مع العراق أم أنها مشكلة العراق مع شلش














المزيد.....

مشكلة شلش مع العراق أم أنها مشكلة العراق مع شلش


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 03:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشكلة شلش مع العراق أم أنها مشكلة العراق مع شلش
جعفر المظفر
مرة أخرى أعود إلى ذات الموضوع, إلى "الشعب الذي لا يستحي", و"الشعب الذي يستحي أن يستحي", والذي ما إن تركه "النعيمي"* حتى بدأ به "شلش"**.
كلاهما كانا تناولاه بالشتم والسباب, وأعلنا براءتهما منه, وكأنه كله, من شماله إلى جنوبه مجموعة خراف بائسة, وهما وحدهما النجيبان العفيفان.
الكاتب الأول مجهول ومبتدِئ في السياسة والكتابة, ولا يسبب ضررا إن سب وإن شتم. ويظهر هذا في جمله الركيكة وعناوينه المشتتة وأفكاره المتداعية واستنتاجاته الرخيصة.
لكن الثاني, رغم اسمه المستعار فهو معروف معلوم, وكان بإمكان أي عراقي نجيب أن يتخيل شكله ويتصور مطلعه, فالأفكار والكلمات والمعاني هي مخلوقات حية وبالإمكان وصف ملامحها بإمعان ورسم صورها بدقة.
وشلش لم يبخل على محبي كلماته وعشاق مقالته بكل ما يعينهم على تصور طلعته كعراقي أسمر بعينين آسرتين لكن بنظرة صقر يتأهب لصيد الفرائس.
وفرائس شلش كانت أما وزير مرتش, أو مدير لا يختشي أو واحد من النواب الذين من الحق أن تستبدل نونهم بالدال.
مع الأول, فإن العراقيين ربما لم يحفظوا إسمه ولم يتخيلوا وجوده, إذ ليس هناك براعة لأن تشتم وتسب وتستعمل رخيص الكلام لتناول حالة فرد أو شعب.
أما مع الثاني فكان الكثيرون يتوقعون أن يروه في كل كل الأزقة العراقية المتعانقة كأشجار الغابة وهو يخرج فجأة مثل روبن هود لكي يقهر اللصوص وينصر الفقراء ولو بكلمة تشفي القلوب وتبعد عنهم الخدر والنعاس وتبشرهم إن الغد آت لا محالة, وإن كل أولئك الذين وعدوه فكذبوا, وأتمنهم فسرقوه, ذاهبون لا محالة إلى جهنم وبئس المصير.
لكن شلش الذي كاد أن يصير رمزا من الرموز العراقية الكبيرة التي مدت يديها في لحظات الغرق لكي تنتشل العراقيين من فيضان اليأس المدمر سرعان ما كسر تمثاله بيديه تماما مثلما يكسر طفل لعبته في فورة غضب وزعل.
وفي هذا فإن فعلة شلش, حينما استقال من الكتابة.. شاتما ولاعنا شعبه ومعلنا يأسه, هو تماما مثل ذلك الذي علم صاحبه الجائع طلوع نخلة ليلقي به من أعلاها قبل القطاف, فلا هو أكل ولا هو أبقاه على جوعه, أما شلش فبقي يتفرج عليه وهو يلعنه ثم ذهب إلى حال سبيله تاركا صاحبه للزواحف والكواسر والذئاب.
لو أن شلش لم يمسك بسيخ علي ليحرق بها يد عقيل, ولم يمسك بسوط عمر ليجلد بها ابنه, ولم يركب صهوة الكلمة ليطارد بسيفه العراقي كل دجال وكاذب ومزور وناهب.
لو أنه كتب مقالته ومشى, مثل ذلك الذي اتهمنا ب-اللاحياء, لما كانت هناك أهمية لفعلته, ولمَرّ في حياتنا مثلما كان قد مر معلم الحياء ذاك.
لكن شلش هو شلش وليس غيره..
حسناته, أن قلمه صار, مع أقلام مخلصة أخرى, شموعا في نهاية نفق شديد الظلام, وهو يعلم تماما أن وضع العراقيين السيء هو نتيجة عوامل مركبة, ليس بمنأى عنها عالم شديد الطمع وإخوة أعداء.
فإن تحدثنا عن موروثه المعيق, فلن نترك لنظرية جلد الذات أن تنسينا أن الشعب الهندي عبدة أبقار, ومع ذلك فإن غاندي العاري إلا من لفة قطن, والملتحف بعقل واع وضمير صاح وإرادة لا تكل ولا تتعب قد رفعه من آخر قائمة المتخلفين إلى سادس قائمة الأقوياء.
وماذا الذي فعله "غاندي" أكثر من تحويله الجسد الهندي العاري إلى صاروخ عابر للقارات مؤكدا على أن بإمكان شعب أن يثور وينتصر بدون حاجة إلى جنرالات.
وقبله كان رجلا بإسم "ماو" قد حول الصين من دولة للحشاشين إلى دولة يخشاها الأنكلو ساكسون, وآخر بنعال وحصير إسمه "هوشي منة" كان قد حول حصيرته إلى درع مضاد لنيران الأباشي ونعاله إلى باتريوت يعرف طريقه جيدا إلى صواريخ العدو.
عيب شلش أنه قوي باللغة ضعيف بالحساب, لذلك فهو لم يحسب جيدا منظومة القوى التي تعمل على أن يكون العراقيين شعبا متخلفا متمزقا أعزلا جاهلا لاطما ضعيفا مجزئا طائفيا, بل إنه صدق أولئك الذين يمررون المؤامرة تحت عنوان أن الشعب هو الذي يتآمر على نفسه, لذلك لم يفهم كيف أن هذا الشعب بات يبكي على نفسه وهو يبكي على الحسين, فحولوا البطل الشهيد إلى مظلوم مسكين, ووضعوا بهذا تراثه ضده واستعملوا تاريخه للردة عليه.
وعيب شلش إنه لم يدرك أن شعبا بهذا التخلف لن ينقذه جنرال ولن تخلصه دبابة وإنما تنقذه عقول تفكر وضمائر ترفض الموت وأمامها أقلام تعرف كيف تبعث الروح برداء غاندي ونعال هوشي وأقدام ماو.
وقبل كل ذلك أقلام تعرف كيف تُطْلِع الشمس من دم الحسين والقمر من كف العباس.
وعيب شلش أنه فعل بشعبه ما لم يفعله المزورون واللصوص مجتمعين حينما دعا شعبه لأن يتبعه..
ثم إذا به يتركه في جوف الصحراء بعد أن كسر له عصاه.
بل إنه راح يضربه بعصاه.
______________________
*اسم مستعار لكاتب مقالتين بالعنوانين المذكورين في مقدمة المقالة
* شلش كاتب عراقي ساخر استقال من مهنة الكتابة ووجه رسالة يأس من العراقيين وبراءة من العراق



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيطنة القاتل.. متابعة لمحطة العنف الأمريكي الأريزوني – القسم ...
- شيطنة القاتل.. متابعة لمحطة العنف الأمريكي الأريزوني
- انفصال الجنوب السوداني ونظرية المؤامرة
- المسلمون في الغرب.. الخطر الساطع آت
- على هامش الجرائم ضد المسيحيين
- السرقة بين عهدين.. الصحراوي والخضراوي
- نحن شعب لا يستحي.. ولكن, هل تستحي أنت
- وهل هناك بعد عبادان قرية
- لاء الحسين و لاء صدام بن حسين
- أسانج المُغْتَصِب.. أسانج المُغْتصَب
- في بيتنا... أسانج
- وقفة رابعة مع شهداء الكنيسة
- لو كان يدري ما انتصر
- من أزمة الحكومة إلى الحكومة الأزمة
- هل كان الحكم الملكي طائفيا – 4
- فاز المالكي بخصمه لا على خصمه
- في كنيسة النجاة... هل كانت إسرائيل هناك ؟!
- إرهاب وسباب وأسباب
- جريمة الأحد.. هذا ما تريده القاعدة
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. الشيعة بين فقه الدين و ...


المزيد.....




- هل تفلح مساعي احتواء الوضع الأمني في السويداء السورية؟
- هل تنجح الدولة السورية في فرض الأمن وتوحيد السلاح في السويدا ...
- إعلام إسرائيلي: مفاوضات غزة حققت تقدما والطريق ممهد أمام اتف ...
- للذين أحبوا العمل أكثر من الراحة.. هكذا تتأقلم مع الحياة بعد ...
- القضاء الفرنسي يطالب بتحديد مكان بشار الأسد في تحقيقات جرائم ...
- الحوثيون يعلنون مهاجمة ميناء إيلات وهدفا عسكريا بالنقب
- حصيلة أممية تكشف أن 875 شهيدا مجوعا سقطوا بغزة
- واشنطن تطلب من إسرائيل التحقيق في مقتل أميركي بالضفة الغربية ...
- في قطاع عانى لسنوات طويلة حصارا خانقا.. كيف تطور المقاومة سل ...
- فشل انقلاب تركيا الأخير ونهاية عهد الدولة المسروقة


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مشكلة شلش مع العراق أم أنها مشكلة العراق مع شلش