أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - لو كان يدري ما انتصر














المزيد.....

لو كان يدري ما انتصر


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3195 - 2010 / 11 / 24 - 19:08
المحور: كتابات ساخرة
    


في منتصف الستينات وحتى منتصف السبعينات تحولت لعبة الملاكمة على يد كاسيوس كلاي إلى اللعبة المفضلة لدى جماهير الرياضة, وفيما بعد سوف يتحول كاسيوس عن ديانته المسيحية إلى الإسلام وينضم إلى مجموعة الأليجا محمد ثم يبدل اسمه من كاسيوس إلى محمد علي, ورغم شروط الشهرة والنجومية برهن كلاي أنه صاحب مبادئ حقيقية حينما رفض الالتحاق بالعسكرية والانضمام إلى الجيش الأمريكي للقتال ضد الفيتناميين, وبسب هذه المواقف والإنجازات فإن عقد الستينات الذي ضم رجالا من أمثال كاسترو وجيفارا وخروشوف وجون أف كندي وظواهر مثل الوجودية والهيبز ربما سيختار إسم كلاي كواحد من أشهر رجالاته وسيمنحه بالتأكيد لقب مالئ الدنيا وشاغل الناس.
لكن محمد كلاي الذي فاز ببطولة العالم ثلاثة مرات, والذي كان يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة, سرعان ما تحول خلال العقدين اللذين تلتا عقد انتصاراته الكبيرة إلى مجرد خيال, فمن يراه اليوم يرى إنسانا وقد تحول بسبب تراكم الأذى الذي تسببت به ضربات خصومه إلى إنسان معوق. لقد أدى تلف بعض دماغه إلى إصابته بمرض الرعاش, فصارت حركته بطيئة وكلماته ثقيلة ويده مرتجفة ورأسه بالكاد يستقر على كتفيه. لقد تحول حقا إلى إنسان يستحق الشفقة والرثاء. وإذا ما أخبرك رجل بأن من تراه كان بطل أبطال العالم, وإن ضربته كانت تقتل ثورا, فلا بد أن تعتقد إنه لا يقصد سوى المزاح معك أو أنه يريد السخرية من الرجل المسكين.
على الطرف الآخر كان (كلاي) قد إنتصر في آخر عهده بالملاكمة على واحد من أفضل أبطال اللعبة هو (جو فريزر) الذي ما يزال, وهو الذي خسر, على العكس من محمد كلاي المنتصر, يسير على أقدام ثابتة وخطوات راكزة ويدير ناديا مشهورا لتدريب الملاكمة, فإذا ما ظهر الرجلان في مناسبة تلفزيونية فلسوف يصل كلاي إلى منصة الاحتفال وهو يتعكز على رجلين في حين يقفز الثاني إليها قفزا, فإن سالك أحدهم, وأنت الذي لم تتعرف عليهما سابقا, من كان بين الرجلين من انتصر..؟ ومن كان بينهما من خسر..؟ فلابد وأن تشير إلى المرتجف المتعكز بينهما كخاسر, وإلى المزهو بمشيته وعضلاته كمنتصر.
قصة كلاي - المنتصر الخاسر - تتجدد اليوم على حلبة العملية أو اللعبة السياسية.
على الطريق إلى الفوز بمقعد رئاسة الوزراء تم التخلي عن الحدود الدنيا لهيئة رئاسية, متمثلة في شخص أو في مؤسسة, قادرة على أن تدير عملا يتطلب قرارا ومبادرة واستعداد لتحمل مسؤولية وطنية ولو بحدها الأدنى كما وعاد العراق إلى دائرة المشاركة – المحاصصة التي توزعه غنائم وحصص على الكتل والطوائف, ومن أجل الوصول إلى الكتلة الأكبر ما عاد الخط الأحمر أحمرا ودخل العراق في مرحلة عمى البصر بعد أن كان دخل قبلها في عمى البصيرة, ثم أضيف إلى الحلبة السياسية اختراعا جديدا اسمه المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية الذي سيكون هدفه بقاء اللعبة مستمرة لحتى يتعوق الأثنان.
هذه المرة ستختلف الحال عما كانت عليه بين كلاي وفريزر, سيخرج الإثنان كسيحين مرتجفين.
وبهما سيفوز العراق بالميدالية الذهبية, ولكن.. في سباق المعوقين.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أزمة الحكومة إلى الحكومة الأزمة
- هل كان الحكم الملكي طائفيا – 4
- فاز المالكي بخصمه لا على خصمه
- في كنيسة النجاة... هل كانت إسرائيل هناك ؟!
- إرهاب وسباب وأسباب
- جريمة الأحد.. هذا ما تريده القاعدة
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. الشيعة بين فقه الدين و ...
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. صديقك من صَدَقَكْ..(2)
- تقارير ويكيليكس ونظرية المؤامرة
- هل كان الحكم الملكي في العراق طائفيا
- عن بلجيكا والعراق
- متى يخلع العراق جلباب الضحية
- الدولة.. بين الدين والسياسة
- هومْ سِكْ ... سِكْ هومْ
- الجاليات العراقية في المهجر وضياع الهوية
- هذا ما قاله ساراتسين.. فما الذي يجب ان نقوله نحن
- حضروا أقداحكم.. حزب الشاي قادم إليكم بقوارير لا سكر فيها*
- هروب إلى الخلف.. وهروب إلى الأمام
- إنهم يطبخون التاريخ.. أليس كذلك..؟!
- أمريكا.. لماذا نجحت في ألمانيا وفشلت في العراق.. ؟!


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - لو كان يدري ما انتصر