أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. الشيعة بين فقه الدين وفقه الدولة (3)














المزيد.....

هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. الشيعة بين فقه الدين وفقه الدولة (3)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. الشيعة بين فقه الدين وفقه الدولة (3)
جعفر المظفر
في محاولة البحث عن عدد الشيعة المشاركين في مؤسسات الدولة الملكية منذ أول عهدها, وأمام الوقوف عند تلك الأرقام كشواهد على أن الدولة الملكية كانت طائفية, سيكون علينا أن لا ننسى إن تأسيس الدولة العراقية كان قد جابه حقائق عدة وفي مقدمتها إن الشيعة لم يكونوا متأهلين ومؤهلين لتحقيق المشاركة المتوازنة لأسباب كانت أكثرها ذاتية وموروثة, لكن من المهم التذكر إن اختيار المسئولين الأساسيين في الدولة الحديثة ما كان يتم برغبة وقرار سني بل إنه كان يتم بقرارات بريطانية واضحة.
وسيكون من حقنا أن نعتقد إن السنة كانوا حقا وراء قرار من ذلك النوع لو كنا اعتقدنا للحظة أن الدولة العراقية آنذاك كانت دولة وطنية وذات قرارات مستقلة وليست هي ذات الدولة التي انتحر رئيس وزرائها لأن الإنكليز كانوا يهيمنون كاملا على قراراتها ويمنعون عنه القرار الوطني المستقل.
وفي هذا الاتجاه علينا أن نحسب التالي: أن ضباط الثورة الشريفية من العراقيين في الحجاز, والذين رافقوا الملك فيصل الأول, لم يكن من بينهم شيعيا واحدا لسبب بسيط وهو أن الدولة العثمانية نفسها لم تكن تسمح للشيعة أن يكونوا ضباطا أو موظفين في أجهزتها المدنية والعسكرية..؟!, وفيما بعد فإن كثيرا من التداعيات كانت قد تحددت بنقطة الشروع تلك, ولم يكن للسنة العراقيين كما أعتقد أي دور مؤثر لتحديد تلك التداعيات وإنما هم العثمانيون الذين كانوا فضلوا الاعتماد على مذهب معين لتسهيل إدارتهم للعراق, وأيضا لتناغم ذلك مع مذهبية خلافتهم.
والشيعة أنفسهم كانوا وقعوا في فخ التناقض بين مقتضات الفقه الديني ومقتضيات الفقه السياسي حينما أفتوا بضرورات القتال إلى جانب العثمانيين ( المسلمين ) ضد الإنكليز (الكفرة). وكان لتلك الفتوى أثر كبير في دفع الإنكليز لمزيد من الاعتماد على السنة, فهم لم يكونوا بحاجة لأن ينتظروا متى يلتحق الشيعة بالوضع الجديد لكي يبدءوا حكم البلد, كما أنه ليس سهلا تفسير الانحياز البريطاني للسنة تماما بنفس معطيات الموقف العثماني, فالإنكليز في مطلق الأحوال لم يكونوا مسلمين وما كانوا من أتباع الإمام أبو حنيفة لكي يجري تفسير انحيازهم للسنة على أساس مذهبي.
وإن من البلاهة حقا الاعتقاد أن الإنكليز كانوا بنوا إمبراطوريتهم المشمسة على ردود الأفعال والعواطف والنزعات الثأرية, فهم وعلى الرغم من توجسهم من الشيعة كانوا بحاجة إلى عدد من الكفاءات القيادية الشيعية التي تساعدهم لإقامة حكم متوازن يستطيعون الإمساك بعصاه من الوسط, أما الشيعة الذين رفضوا الوقوف إلى جانب الإنكليزي الكافر ضد العثماني المسلم فإنهم ربحوا فقه الدين لكنهم خسروا فقه الدولة.
والواقع أن العلاقة ما بين فقه الدين وفقه الدولة هي علاقة مربكة وذات شوارع متقاطعة إن لم يستطع أصحابها تنظيم المرور بالإشارات التي تكفل منع الصدام بين عربة الدين وعربة السياسة وتنضيده بالساحات التي تحدد أسبقية المرور في لحظات التقاطع. وفي تلك المرحلة التاريخية لم يكن الشيعة يملكون الإشارات المطلوبة لتنظيم حركة المرور, في حين كان السنة قد امتلكوها, ولهذا لم يترك السنة لفقه الدين أن يتقاطع كثيرا مع فقه الدولة, فصاروا في تلك اللحظة, إضافة إلى معطيات أخرى, الأكفأ للتعامل مع فقه الدولة.
وبفضل ذلك وجد السنة أن الطريق السياسية سالكة للتعاون مع حليف اليوم الإنكليزي ضد حليف الأمس العثماني إذ لم يكن هناك فقه ديني يحول بينهم وبين ذلك, أما الفكر الوطني الذي كان حكم تلك اللحظة فقد كان جاهزا لتفسير وشرعنة تلك النقلة التي وجدها مطلوبة وضرورية لأغراض التحرر من الهيمنة العثمانية. وبذا فإن العبور إلى الطريق الأخرى كان سهلته إشارات مرورية لم تكن متوفرة لدى الشيعة آنذاك.
ولم يكن من الصعب بمكان تفسير ذلك الموقف: من الناحية التاريخية لم يمتلك الفكر الشيعي المساحة الزمنية القادرة على تفعيل علاقته بمسألة السلطة لذا ظلت علاقته بها علاقة سلبية إلى حد كبير, وظل فقههم يتطور أو يتعقد بأفكار المعارضة الانغلاقية وما تفرزه من تداعيات على صعيد حماية الذات وبقاء تمترسها حول المركز الذي يبطأ أو يمنع من حركة انفتاحها على الأجنحة. لقد يئسوا من إمكانية أن يكون لهم إمام حاضر فرهنوا أنفسهم تماما لفكرة الإمام الغائب وأجلوا فقه الدولة حتى لحظة الظهور. وبسبب ذلك ظلت معاناتهم الفقهية طويلة ومربكة وبحاجة إلى حل, إلى أن وفرت لهم نظرية - دولة الفقيه - الخروج من فكر المعارضة إلى فقه السلطة والدولة, وأصبح مقدرا لهم بدرجات معينة أن يحاولوا خلق التفعيلة المطلوبة ما بين فقه الدين وفقه الدولة رغم مجمل الصعوبات التي تواجهها تفعيلة كهذه.
أما السنة فلقد ظلوا تاريخيا هم أصحاب النظام الموروث, ولم يكن صعبا عليهم امتلاك القدرة لتحييد فقههم الديني لصالح فقههم السياسي, وفي تلك المنطقة المحايدة, ما بين فقه الدين وفقه السياسة, كان عدد رجال السنة أكثر بكثير من رجال الشيعة, وكان البريطانيون بحاجة ماسة وشديدة للتحالف مع رجال منطقة الحياد تلك وعلى استعداد للترحيب برجالات الشيعة القادرين على الدخول إلى تلك المنطقة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. صديقك من صَدَقَكْ..(2)
- تقارير ويكيليكس ونظرية المؤامرة
- هل كان الحكم الملكي في العراق طائفيا
- عن بلجيكا والعراق
- متى يخلع العراق جلباب الضحية
- الدولة.. بين الدين والسياسة
- هومْ سِكْ ... سِكْ هومْ
- الجاليات العراقية في المهجر وضياع الهوية
- هذا ما قاله ساراتسين.. فما الذي يجب ان نقوله نحن
- حضروا أقداحكم.. حزب الشاي قادم إليكم بقوارير لا سكر فيها*
- هروب إلى الخلف.. وهروب إلى الأمام
- إنهم يطبخون التاريخ.. أليس كذلك..؟!
- أمريكا.. لماذا نجحت في ألمانيا وفشلت في العراق.. ؟!
- مع القرآن.. ماذا سيحرق القس جونز
- الحادي عشر من أيلول.. ليس الأمريكان وحدهم الضحايا
- العراق بين حل الأزمة وأزمة الحل
- الحرب العراقية الإيرانية.. هل كانت أمريكية
- كلنا عملاء لأمريكا.. فمن الوطني إذن ؟!
- من نسأل
- إسلام بدون مسلمين


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. الشيعة بين فقه الدين وفقه الدولة (3)