أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جعفر المظفر - جريمة الأحد.. هذا ما تريده القاعدة














المزيد.....

جريمة الأحد.. هذا ما تريده القاعدة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3173 - 2010 / 11 / 2 - 18:24
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ماذا يمكن أن توصف جريمة الأحد بغير صفات الدناءة والحقارة والخسة والجبن والغدر وكل ما حوته قواميس اللغة من مفردات الشتيمة وما لم تحوه بعد. لكن ذلك لوحده لن يكون كافيا, ولسوف تضيع دماء شهداء الكنيسة فيما لو لم نتمكن على إفشال الأهداف الإستراتيجية للجريمة بطريقة لا شك أنها ستكون أعظم فائدة وجدوى لو أنها لم تقف عند حدود الحزن والبكائيات الذاتية والفئوية, وإنما تتعداها بما يسقط الأهداف الإستراتيجية للإرهاب تماما عند نقطة البداية وخط الشروع.
سوف لن يقلل من وحشية هذه الجريمة وخصوصيتها أن نقول أنها ليست الأولى التي ترتكب بحق شعبنا العراقي, إذ لم تبقى مدينة عراقية أو قضاء أو ناحية أو قرية أو حي دون أن تصطبغ أرصفته بدم الأبرياء من كل الأديان.
إن الإرهابيين لن يترددوا عن إسقاط عقدهم وتخلفهم على كل شيء يتحرك, فإن لم يجدوا أحدا يقتلوه فسيقتلون آباءهم وأمهاتهم ومن ثم سينتحرون, وبالتالي فإن فكرهم لا يمكن أن يعيش خارج ميدان القتل اليومي, حتى كأن القتل هدفا لهم وليس مجرد وسيلة.
إنه فكر معادي لكل القيم الطيبة ولكل التعاليم السمحاء. وهؤلاء الإرهابيون هم قوم تعودوا وورثوا الكراهية والضلال, شأنهم في ذلك شأن المعوقين في كل الأديان الأخرى. و(القاعدة) هي مكان لتجمع المجانين الأشرار, وبذلك فهي مصح نفسي لتجميع القتلة من أصحاب العاهات النفسية, ولكن بإدارة مجرمين وليس بإدارة أطباء.
والإرهاب إرهاب لأنه إرهاب, ومنشأه الجنون والانحراف منذ أن قتل قابيل هابيل, فإن صار مسيحيا على يد الكوكلاكس كلان أو إسلاميا على يد القاعدة أو يهوديا على يد الليكود أو بوذيا على يد الكف الأسود أو الأحمر, فلا يعني ذلك أن الأديان هي المتهمة بل العنف الكامن في النفس الإنسانية وكأنه ترجمة لثنائية القاتل والمقتول التي كانت نشأت منذ اليوم الأول لنشأة الخليقة, ومن الطبيعي أن يجد ذلك العنف متنفسا لكي يطرح نفسه كبديل في حمأة فشل البدلاء الآخرين وفي ميادين الفوضى اللاخلاقة وعلى خطوط المواجهة بين الإمبراطوريات العظمى.
كانت القاعدة ستحقق هدفها الإجرامي بحق المسيحيين العراقيين حقا لو إنها لم تجرم بحقهم, لأن المسيحية والمسيحين سيكونون عندها خارج مرمى الشر وفي منطقة الحياد بين الوطنية العراقية وبين أعدائها من كل الألوان, والمسيحيون في العراق هم ليسوا كذلك, فهم أبناء الخير ورسله الطيبين, لذلك هم بالضرورة أعداء القاعدة الشريرة وخصومها الألداء, بالنتيجة والمنطق والسياق, مثلهم في ذلك مثل البقية من العراقيين الآخرين ومن مختلف الديانات الأخرى الذين تسقط عليهم القاعدة كراهيتها لأنها لا تملك أية لغة أخرى.
إن المسيحيين ليسوا على الحياد أبدا, وليسوا ضيوفا على هذا البلد لكي يعتبروا الصراع فيه صراع بين القاعدة وأهله المسلمين, إنهم أهل البلد الأصلاء التي تستهدف القاعدة من خلال قتلهم وتهجيرهم إهانة العراق وتقزيمه وجعله بلد لدين واحد ولمذهب واحد من ذلك الدين ولفئة واحدة من ذلك المذهب, بعد أن كان مهد الحضارة والأديان والثقافات. ولذلك فإن كل رد على تلك الجريمة لا يأخذ بنظر الاعتبار هذه الحقائق ولا يترجمها إلى مناهج سوف يؤدي خدمات كبرى للقاعدة ذاتها حتى وإن تصور نفسه أشد الخصوم.
فإذا ادعت القاعدة إنها أرادت بجريمتها أن تثأر لفتاتين قبطيتين مصريتين قيل أن الكنيسة المصرية قد تعاملت معهما بغلظة لأنهما أسلمتا, فلا تصدقوا القاعدة حتى لو كانت صادقة, لأنكم لو فعلتم لمنحتم القاعدة امتياز تمثيل المسلمين والدفاع عنهم, وهو بالضبط ما كانت العملية الأخيرة قد شاءته.
إن ذلك هو هدف قاعدي إستراتيجي كبير سيحققه كل عراقي مسلم يصدق بهذه الكذبة, وكل مسيحي يعتقد أن جريمة الأحد هي جريمة موجهة ضد المسيحين لا ضد العراقيين جميعا وضد الإنسانية جمعاء.
وسيحققه أيضا كل من يقتطعها من واقعها الوطني العراقي ليجعلها جزء من أممية دينية تقاتل ضد أخرى.. وهو بالضبط ما تريده القاعدة وما تسعى إليه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. الشيعة بين فقه الدين و ...
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. صديقك من صَدَقَكْ..(2)
- تقارير ويكيليكس ونظرية المؤامرة
- هل كان الحكم الملكي في العراق طائفيا
- عن بلجيكا والعراق
- متى يخلع العراق جلباب الضحية
- الدولة.. بين الدين والسياسة
- هومْ سِكْ ... سِكْ هومْ
- الجاليات العراقية في المهجر وضياع الهوية
- هذا ما قاله ساراتسين.. فما الذي يجب ان نقوله نحن
- حضروا أقداحكم.. حزب الشاي قادم إليكم بقوارير لا سكر فيها*
- هروب إلى الخلف.. وهروب إلى الأمام
- إنهم يطبخون التاريخ.. أليس كذلك..؟!
- أمريكا.. لماذا نجحت في ألمانيا وفشلت في العراق.. ؟!
- مع القرآن.. ماذا سيحرق القس جونز
- الحادي عشر من أيلول.. ليس الأمريكان وحدهم الضحايا
- العراق بين حل الأزمة وأزمة الحل
- الحرب العراقية الإيرانية.. هل كانت أمريكية
- كلنا عملاء لأمريكا.. فمن الوطني إذن ؟!
- من نسأل


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جعفر المظفر - جريمة الأحد.. هذا ما تريده القاعدة