أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - في بيتنا... أسانج














المزيد.....

في بيتنا... أسانج


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 19:43
المحور: كتابات ساخرة
    


نحن, أي في عالمنا الثالث, وفي الشق العربي منه, والعراق في مقدمته, غير معنيين أبدا بالجانب الفضائحي أو بالخدوش الأمنية المخابراتية أو بالإصابات الأخلاقية التي تسبب بها القائمون على ويليكس وفارسها الصحفي الأشهر السيد أسانح, فرغم أن معظم هذه الوثائق كانت ذات علاقة مباشرة بالوضع العراقي, مع مجموعة لا باس بها خاصة بالدول العربية الأخرى, فإن تداعيات هذه القضية على كل المستويات,عراقيا وعربيا, هي غير ذات تأثير علينا مطلقا, والسبب بسيط وواضح وهو أن النظام العربي برمته, والعراقي في مقدمته, هو فضيحة في فضيحة, وبالتالي فإن مجرد اقتراب السيد أسانح منه, وكأنه سيصيبه بمقتل أو حتى بخدش, إنما يكشف ربما عن جهل لدى الرجل بطبيعة هذه الأنظمة وبالطريقة التي يجب أن يقترب منها.
على العكس مما يمكن أن يكون أسانح قد توقعه أكاد أرى حكامنا فرحين ضاحكين وسعداء تماما بما قام به هذا الصحفي الألمعي, ولو من دون قصد أو نية, لأنه قام بمدحهم من حيث أراد ذمهم, فلقد أثبت أسانح أن أنظمتنا ليست وحدها في الساحة التي تغيب عنها شمس الحرية والعدالة وحقوق الإنسان, بل أن الدول المتفرعنة علينا باسم هذه الحقوق بات حقا عليها أن تنسى, وحتى إشعار أخر, البيانات السنوية التي تصدرها عن حقوق الإنسان, لأننا, على الأقل من ناحية المبدأ, صرنا كلنا في الهوا سوا, وما في حد أحسن من حد, ومنذ اليوم صار بإمكان أي حاكم ضئيل أن يمد لسانه الصغير في وجه العالم الكبير.
الخدمة الأخرى التي تقدم بها السيد أسانح, وأيضا من دون أن يدري, أنه أثبت أن أنظمتنا العربية, مع أغلب أنظمة العالم الثالث عشر, هي أكثر شفافية من جميع الدول التي تدعي مسؤوليتها عن هذا الاختراع, ففي حين أحتاج السيد أسانح إلى جواسيس ومتسللين أو متبرعين من داخل هذه الأجهزة الإستخباراتية, لأن يكشفوا الأستار ويرفعوا الحجب, فإن أنظمتنا, التي هي بدون هدوم أصلا, بإمكانها أن توفر على السيد أسانج كل جهد ومشقة ومصاريف وتعب, وتقدم له الفضائح بالنقل الحي وعلى الهواء مباشرة وطازجة من الفرن مباشرة وعلى طريقة التَيَك أوَيْ.
بهذا والإضافة إلى أن هذه الأنظمة لم تعد متهمة لوحدها بالتجاوز على حقوق الإنسان فإنها من ناحية أخرى سجلت سبقا كبيرا على بقية العالم بالتزامها العالي بقيم الشفافية من خلال ممارسة كل شيء على الطبيعة وفي الهواء الطلق وبالبث المباشر.
إن فضيحة العرب الوحيدة مع أسانح هو إنهم لم يقدموا له لحد الآن شكرهم ويعلنوا له عن اعترافهم بالجميل, ورغم كل ما قدمه لهم من خدمات رائعة, لا أحد من حكامهم أعلن عن استعداده للقبول بأسانج لاجئا على أراضي مملكته أو جمهوريته.
وأنا الذي كنت أعتقد أن أحدا منهم سيمد لسانه الصغير في وجه العالم الكبير ويخترق جدار الصوت ليسجل أول إنجاز تاريخي للعرب حينما يقوم بقبول أسانح مواطنا في مملكته, فينهي بالتالي أسطورة الغرب المتحضر على حسابنا.
إن لاجئا واحدا سيكفي لمعادلة الكفة الحضارية, ولم لا.. فلقد اعتادت إسرائيل مثلا أن تقايض ألف أسير لديها بجثة جندي لدى حزب الله أو حماس, فإن كان الغرب يفخر علينا بوجود ملايين من اللاجئين العرب والمسلمين فسيصير بإمكاننا أن نفخر عليه حقا حينما يكون في بيتنا أسانج لوحده.
عنده فقط.. سيكون بإمكاننا أن نمد لساننا الصغير في وجه العالم الكبير*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مد اللسان الصغير في وجه العالم الكبير, عنوان قصة للمرحوم مؤنس الرزاز رئيس إتحاد الكتاب الأردنيين



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة رابعة مع شهداء الكنيسة
- لو كان يدري ما انتصر
- من أزمة الحكومة إلى الحكومة الأزمة
- هل كان الحكم الملكي طائفيا – 4
- فاز المالكي بخصمه لا على خصمه
- في كنيسة النجاة... هل كانت إسرائيل هناك ؟!
- إرهاب وسباب وأسباب
- جريمة الأحد.. هذا ما تريده القاعدة
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. الشيعة بين فقه الدين و ...
- هل كان النظام الملكي العراقي طائفيا.. صديقك من صَدَقَكْ..(2)
- تقارير ويكيليكس ونظرية المؤامرة
- هل كان الحكم الملكي في العراق طائفيا
- عن بلجيكا والعراق
- متى يخلع العراق جلباب الضحية
- الدولة.. بين الدين والسياسة
- هومْ سِكْ ... سِكْ هومْ
- الجاليات العراقية في المهجر وضياع الهوية
- هذا ما قاله ساراتسين.. فما الذي يجب ان نقوله نحن
- حضروا أقداحكم.. حزب الشاي قادم إليكم بقوارير لا سكر فيها*
- هروب إلى الخلف.. وهروب إلى الأمام


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - في بيتنا... أسانج