أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جعفر المظفر - الكلام ثلاث














المزيد.....

الكلام ثلاث


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 21:03
المحور: الصحافة والاعلام
    


الكلام ثلاث
جعفر المظفر
كلام حق يراد به حق... وهذا أفضل الكلام
وكلام حق يراد به باطل... وهذا أخبث الكلام
وكلام باطل يراد به حق... وهذا أبطل الكلام
فأما كلام الحق الذي يراد به حق فهو كلام الاقتدار والتأني والعقل والعدالة والتبصر والإنصاف, والثقة بالنفس بعيدا عن العجالة أو التضخيم الذي يظن أنه لازم ومفيد لتحقيق النتائج العجولة. وكلام الحق الذي يراد به حق يضمن الإبتعاد عن المهاترة والكذب والادعاء, لكي يجعل القول وصاحبه جزءا لا يتجزء من حالة الحق التي يرمي الوصول إليها, ويؤكد من جهة أخرى على أن ما من حق يمكن الوصول إليه بالكذب والتزوير والمغالطة, وإن الذي يقوم بذلك سوف ينتهي الأمر به إلى باطل حتى ولو إدعى أنه يأكل ويشرب مع الحق ويدور معه أينما دار.
وأما كلام الحق الذي يراد به باطل, فقد كان بن أبي طالب قد نبه إليه حينما رفع معاوية المصاحف على الرماح طالبا الصلح بعد أن أحس بقرب إنكساره وهزيمته في معركة صفين, وكان قد راهن على نصيحة عمر بن العاص, بأن جيش الإمام سيفتنه الأمر ويتداعى إلى وقف القتال.
وحدث ما توقعه معاوية وبن العاص, ولم تنفع صيحة علي وهو يشير بيده إلى القرآن.. هذا كلام حق يراد به باطل.
وأما كلام الباطل الذي يراد به حق, فهو كلام أولئك الذين يعتقدون أن مجرد الإعلان عن نية الوصول إلى الحق تكفي وتبرر كل طريق يسلكوه وكل اسلوب يتبعوه حتى ولو استدعت تلك النية تحقيقها بطريقة باطلة وفيها الكثير من التحوير والكذب والغش والتزوير. ولست أصدق أن بإمكان من يقول هذا النوع من الكلام أن يكون صادقا مع الناس حينما يتمكن من أمورهم.
وإذ يعرف القول من قائله فإن الكاذب في قوله لا يمكن أن يكون صادقا في عمله.
ربما يتصور البعض أن السياسة تبرر الكذب, وهي على كل مستوياتها ميكافيلية الأسلوب والغاية, لكن ذلك ليس صحيحا لدى أولئك الذين يقدرون, أن المجتمعات بقواعد أخلاقية رخوة هي مجتمعات آيلة للسقوط, وليس بمقدورها الصمود طويلا. فالسياسة قد تمنح المرء حق إتقان طريقة تساعده على الوصول إلى الهدف بأقل الخسائر الممكنة ولكنها لا توجب عليه أبدا أن يكذب ويزور الحقائق.
إن الكذب هو الطريق إلى خسارة النفس التي لا يمكن لها بعد الخسارة أن تعطي ما لا تملكه, فإذا كذب الإنسان لتشويه صورة خصمه فسوف تكون فرصه بعد ذلك لتقديم نفسه بشكل أخلاقي فرصا محدودة, إن لم تكن معدومة, هذا إذا ما توفرت لديه النية أساسا لتقديم نفسه بشكل أخلاقي.
والإعلام, إذا اختاروا له, أو إذا قبل لنفسه أن يكون سلطة رابعة, فإن عليه أن يلزم نفسه بما يحاسب عليه بقية السلطات الثلاث, إذ لا يعقل أن يهاجم الإعلام فساد السياسيين وكذبهم ونفاقهم في حين يمارس هو ذاته الكذب والغش والتزوير.
في حكمها على المشاركين في الجرائم ضد الأكراد الفيلية, أصدرت المحكمة الجنائية العراقية حكما ببراءة كل من سبعاوي إبراهيم الحسن وأخيه وطبان في حين أنها حكمت بالإعدام على سعدون شاكر وآخرين. مطلقا لا يعني ذلك الحكم أن الأخوين لم يكونا مجرمين, بما يرسلهما إلى الموت عشرات المرات, ولكنه يعني أن تعالج الأمور بمستحقاتها, وأن تكون الأحكام متناسبة مع الوقائع.
وأعود إلى عنوان الموضوع لأقول, إن ما دعاني إلى كتابته هو هذا الحشد الهائل من الرسائل الإيميلية التي تدور علينا ليل نهار, والتي تحفل بما لذ وطاب من تشويه أو تزوير أو تضخيم الحقائق وبالطريقة التي سوف تساهم بتضييع الفواصل اللازمة بين الشيء ومضاده, خذ مثلا حفلة زواج بن وزير الكهرباء العراقي السابق التي أعلن كاتبها أنها كلفت مائة مليون دولار ولنسأل, هل يحتاج كاتب الرسالة لأن يضخم ويهول الأمور إلى هذه الدرجة لكي يثبت أن وزير الكهرباء كان أهمل عمله أو تكاسل فيه أو كان سرق وارتشى, ثم ألا تعني رسالة من هذا النوع, وأخرى مشابهة لها أن هناك إمكانية كبيرة لأن تتزعزع مصداقية الخطاب الإعلامي الناقد والمعاكس والمعارض بما يخلق موقفا رافضا حتى إزاء الحقائق المحقة.
لقد قال لي صديق إن ذلك الوزير محروق أصلا لذلك فإن التأليف ضده بهذا الشكل لن يغير من الحقيقة شيء, ونسي هذا الصديق إنني حينما كذبت التضخيم لم أقصد الدفاع عن الوزير وإنما كنت أدافع عن مصداقية الإعلام نفسه وعن ورفضي القاطع لكل محاولة لتحريفه مهما كانت الأغراض, ففي النهاية سوف يؤثر ذلك على مصداقيته ويجعل الاعتماد عليه أمرا صعبا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة شلش مع العراق أم أنها مشكلة العراق مع شلش
- شيطنة القاتل.. متابعة لمحطة العنف الأمريكي الأريزوني – القسم ...
- شيطنة القاتل.. متابعة لمحطة العنف الأمريكي الأريزوني
- انفصال الجنوب السوداني ونظرية المؤامرة
- المسلمون في الغرب.. الخطر الساطع آت
- على هامش الجرائم ضد المسيحيين
- السرقة بين عهدين.. الصحراوي والخضراوي
- نحن شعب لا يستحي.. ولكن, هل تستحي أنت
- وهل هناك بعد عبادان قرية
- لاء الحسين و لاء صدام بن حسين
- أسانج المُغْتَصِب.. أسانج المُغْتصَب
- في بيتنا... أسانج
- وقفة رابعة مع شهداء الكنيسة
- لو كان يدري ما انتصر
- من أزمة الحكومة إلى الحكومة الأزمة
- هل كان الحكم الملكي طائفيا – 4
- فاز المالكي بخصمه لا على خصمه
- في كنيسة النجاة... هل كانت إسرائيل هناك ؟!
- إرهاب وسباب وأسباب
- جريمة الأحد.. هذا ما تريده القاعدة


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جعفر المظفر - الكلام ثلاث