أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - المسلمون.. بين فقه الدين وفقه الدولة (2)*














المزيد.....

المسلمون.. بين فقه الدين وفقه الدولة (2)*


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 18:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الصلة "القومية" بين العرب والإسلام كانت أسست لمجموعة من المعطيات على صعيد العلاقة ما بين فقه الدين وفقه الدولة فظلت سلطة الجامع متحدة مع سلطة الدولة. كان الخليفة هو رجل الدين ورجل الدولة في آن واحد على خلاف ما كان سائدا في أوروبا. وبينما كان هذا الاقتراب الإسلامي- القومي طريقا لتأسيس المزيد من العلاقات الودية بين الطرفين فإن غيابه في أوروبا أدى إلى نشوء ونمو مؤسستين متوازيتين" دينية – مدنية" وجدتا ذاتهما فيما بعد في مواجهة حادة وذلك حينما أدى تجمع عوامل عصر النهضة إلى وجوب حسم المواجهة لصالح أحدهما.
إن التفوق العثماني, والعربي قبله, بشقيه الأموي والعباسي, لم يكن "كله" دليل قوة إسلامية إلا حينها, وأيضا بالقدر الذي ما كان يمثل سوى نتاجا لمقارنة مع خصم أوروبي ضعيف أو غائب بالكامل من ساحة المقارنة, والذي ما أن حسم صراعه لصالح فقه الدولة حتى تمكن من خلال عصر النهضة على تجميع نقاط تفوقه وصولا إلى حالة تتراجع عنها المقارنات المتكافئة بينه وبين النموذج الإسلامي.
إن ذلك لا يلغي ضرورة التعرف على عوامل التخلف والانهيار الأخرى وذلك لتركيب صورة حقيقة وكاملة عن أسباب توقف التجربة الإسلامية الحضارية عند الحدود التي لم تتجاوزها, ولكن مهما كان عدد تلك العوامل فنحن لا نتحدث هنا عن انهيار تجربة وإنما عن عدم قدرتها على تجاوز خطوط ما وصلت إليه حتى في عز قوة الدولة الإسلامية ومنعتها وطول مدة بقائها. إن تجربة الدولة الإسلامية وبفعل توافقية فكرها الدينوسياسي لم تكن قادرة على أن تخوض في ميادين لا تسمح لها تلك التوافقية الخوض بها.
لقد تم صرف جهود كبيرة من أجل التركيز على نزعات ونزاعات فلسفية وفكرية كانت شكلت مساحة كبيرة من الجهد العقلي ومن طبيعة الاهتمامات التي توجه وتشحن مستوى النهضة وحدودها واتجاهاتها. ولم تكن تلك النزعات والنزاعات قد نتجت عن غفلة وإنما لسببية فكر الدولة ذاتها وتداخل قيمها وعناصرها السياسية والدينية, التي وإن كانت نجحت في تحقيق نهضة لا شك بقيمتها آنذاك, إلا إنها ظلت تحاصر تلك النهضة في ميدان التعاقد التوفيقي بين فقه الدين وفقه الدولة وتحرص على أن لا تخرج منه أو عليه.
لقد كانت النهضة الحضارية الإسلامية في حقيقتها نتاجا لتجربة تلقيحية ما بين فقه الدين و فقه الدولة, وباعتقادي إن تلك التجربة الملقحة كانت بدأها الأمويون الذين استطاعوا على يد معاوية بن أبي سفيان أن يحسموا معركتهم مع دولة الخلافة الراشدية الإسلامية ذات الفقه الديني حيث بدأت ملامح هذا الحسم تلوح في أثناء حكم الخليفة الراشدي الثالث ثم بدأت تتحارب أثناء حكم الخليفة الراشدي الرابع وصولا إلى معاوية نفسه.
غير أن الحسم هنا لم يكن قد تم لصالح أحد الفقهين, فقه الدين أو فقه الدولة, وإنما لصالح تزويجهما معا لإنتاج تلك التجربة الملقحة القائمة على " فقه الديلة", فلم يكن الأمويون الذين كانوا تسيدوا تجربة ما قبل الإسلام, قادرين على تحقيق نصرهم السياسي عن طريق العودة إلى فكر نظامهم ما قبل الإسلام بل أنهم فضلوا تحقيق ذلك بعملية تلقيحية تكفل لهم العودة إلى نفوذهم السياسي بصفتهم خلفاء ورؤساء دولة في آن واحد, فلا هم سلكوا طريق الردة عن الدين الجديد كاملا ولا هم تمسكوا بالفقه الديني كقاعدة وأساس لحكم الدولة الجديدة.
وكان من الطبيعي بعد ذلك أن تكون الدولة الجديدة برمتها نتاجا لهذه العملية التزاوجية ما بين الفقهين الذَيْنِ مثلهما - الرئيس الخليفة والخليفة الرئيس -.
وإذ نحن نقترب تماما من طبيعة تركيبة تلك الدولة وفكرها التوفيقي أو التزاوجي أو التعاهدي أو التعاقدي فسنتعرف على حقيقة كيف أن هوية تلك الدولة لم تكن تسمح لسياق حركتها أن يخرج عن حدود تلك الساحة التوفيقية ذاتها وأن لا يكون إلا مرتهنا بإرادتها وموجها أيضا لدعم ونصرة قيادتها وفكرها السياسي.
*يتبع قسم ثالث بنفس العنوان



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو أن ميكافيلي بعث حيا يا موسى فرج
- مرة أخرى.. حول موقف المالكي من سوريا
- موقف المالكي من مظاهرات السوريين
- الإسلام .. بين فقه العقيدة وفقه الدولة**
- بين فقه العقيدة وفقه الدولة*
- عزت الدوري الرئيس السابق لمؤسسة شيطنة صدام
- حول الرسالة الكوميديةالأخيرة لعزت الدوري إلى القذافي
- كيف تتسبب السلطة البحرينية بالإضرار بعروبة البحرين
- هل سينجح العراقيون في امتحان البحرين
- كركوك هي كركوك وليست قدس الأقداس
- حظر الطيران والخوف من أمريكا
- وائل غنيم والماسونية وثورة مصر
- حاسة واحدة مع المالكي وأربعة حواس ضده
- وحدة فعل الاضطهاد تخلق وحدة رفضه
- نحو موقف أمريكي جديد من الشعب العراقي
- يا سياسي العهود الغابرة.. مكانكم الأرصفة
- وللميادين أرحام أيضا وليس النساء فقط
- أحلام العصافير أم إنه رالي الحرية
- حينما يكون للديمقراطية طغاتها أيضا
- وفي بغداد لدينا ساحة للتحرير أيضا


المزيد.....




- بوتين.. البدايات والموقف من الإسلام والقضية الفلسطينية
- -لن يوجد يهودي آمن حتى يصبح الجميع آمنا-
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب 3 أهداف في الأراضي المحتلة ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تشن 6 هجمات بالطيران المسير وصا ...
- شاهد.. رجل يطلق النار على كاهن أثناء خطبته في إحدى الكنائس ا ...
- بعد رد حماس .. -عودة الروح- لمفاوضات الهدنة وإطلاق الرهائن؟ ...
- “شوف جايزتك قد ايه”.. إعلان مشيخة الأزهر عن نتيجة مسابقة شيخ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا منصة لوياثان الغازي ...
- المقاومة الاسلامية في العراق.. صواريخ -الأرقب- تدك ميناء عسق ...
- ولاية بنسلفانيا.. رجل يعتدي على قس في الكنيسة والعثور على جث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - المسلمون.. بين فقه الدين وفقه الدولة (2)*