أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - موقف المالكي من مظاهرات السوريين














المزيد.....

موقف المالكي من مظاهرات السوريين


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3329 - 2011 / 4 / 7 - 01:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان من المفترض أن يكون موقف السيد المالكي من سوريا هو العكس مما تحدث به تماما, ذلك ما يقوله المنطق إذا كان هذا الأخير يعني من ضمن ما يعنيه اشتقاق النتائج على ضوء سياق الأحداث. ولعل أول ما يجب أن يعبر عنه منطقا يتعامل مع الأحداث العربية الأخيرة جميعها هو أن يكون الموقف العراقي متعاطفا معها جميعا إلا في سوريا حيث أن العلاقات بين النظامين كان يجب أن تؤدي إلى عكس ما صرح به تماما, هكذا صار علينا إذن أن نتفحص الموقف لكي نعرف أين الخلل: هل هو في طبيعة المنطق ذاته أم في طبيعة الموقف نفسه.
لقد استمعنا إلى تصريحات المسئولين العراقيين بشأن الأحداث التي وقعت في مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين, وكانت جميعها تتعاطف مع تلك الأحداث مؤكدة على أن ما يحصل هو نتيجة تأثير "إشعاعات" التجربة العراقية الديمقراطية الحضارية على عموم المنطقة, فلماذا تصبح سوريا إذن خارج مرمى هذه الإشعاعات على الرغم من أنها كان يجب أن تكون أول من تصله لكونها ملاصقة للعراق بما يجعلها أيضا أقوى من يتعرض له وأسرع من يتأثر بنتائجه.
في السياسة ثمة معايير أساسية يجب أن تشكل قاعدة للمواقف, ومعايير الموقف العراقي الأخير لا تتناقض مع المنطق لوحده وإنما هي أيضا تتناقض مع علم السياسة, الذي هو وإن سمح بالمرونة في التعاطي مع القضايا وصولا إلى الهدف, غير إنه لا يسمح بأن تكون المرونة طريقة لاتخاذ قرارات ومواقف مبهمة لا يمكن العثور على تفسير لها إلا في كونها قفزة من النقيض إلى النقيض وليست حركة بارعة ضمن محيط الحالة الواحدة ذاتها.
ومع كل ما يمكن أن تسمح به مرونة من هذا النوع فإن الموقف العراقي كان متوقعا أن يعبر عن نفسه من خلال تعاطف كامل مع المتظاهرين السوريين والاستعداد لمساعدتهم بشكل مفتوح, أو على الأقل باحتفاليات فرح تقام هنا وهناك تعبيرا عن الكراهية للنظام التي طالما عبرت عنها الكثير من تصريحات المسئولين العراقيين ومنهم على وجه الخصوص السيد المالكي نفسه, الذي كاد أن يتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن ضد النظام السوري الذي إتهمه بأنه وراء معظم التفجيرات الإرهابية التي تحدث في العراق.
بالإضافة إلى هذا المحك فإن السوريين ما زالوا يوفرون الحماية الكاملة لجناح البعث الذي يترأسه الأحمد, وهو جناح طالما كان أتهم من قبل الحكومة العراقية ذاتها في تنفيذ أو دعم الكثير من الحوادث الإرهابية, لذا فقد كان متوقعا أن تتسع مساحة فرحة رئيس الوزراء العراقي لكي تشمل, إضافة إلى ما يتأسس على إمكانات زوال خطر الإرهاب, خطرا لا يقل أبدا عن الأول إن لم يزد عليه, وهو زوال الأصل المتمثل في "الخصم البعثي التاريخي" الذي طالما أكد النظام على أنه أصل الشر, وطالما عمل النظام على تثقيف العراقيين على أن التعامل معه لا يتم إلا من خلال الاجتثاث والاجتثاث وحده.
صحيح أن مصر مبارك لم تخفي تعاطفها مع معارضي النظام العراقي, غير أن موقفها ذاك لا يمكن مقارنته بموقف سوريا التي لا تخفي علاقاتها مع معارضي النظام, لا بل وتستضيفهم على أرضها وتقدم لهم كافة أشكال الدعم والمساندة, أما زين العابدين بن علي فلم يصدر له ما يؤكد على موقف عدائي من النظام العراقي الحالي, وكذلك كان موقف ملك البحرين.
فإذا أضفنا إلى مواقف هذه البلدان الثلاثة حقيقة أن أنظمتها كانت على درجة من الديمقراطية التي ظلت غائبة بالكامل عن سوريا, فإن وزن المواقف السياسية بميزان المنطق, حتى مع أقصى حالات المرونة السياسية, يحتم على المالكي أن يقف مع تلك البلدان الثلاث لا مع سوريا, هذا إذا كان ذلك الموقف قد أتخذ على ضوء علاقة تلك البلدان أولا مع الديمقراطية التي يقودها العراب العراقي, وبالموقف من الإرهاب وأضراره الكبيرة على أرواح العراقيين ثانيا, أو بالبعثيين ثالثا ولا أقول أخيرا.
فإن تجتمع ثلاثة أسباب جوهرية ثم تتأسس النتيجة على خلاف ما توجبه تلك الأسباب الظاهرة الواضحة, فلا بد ان هناك في عالم السياسة مناهج ونظريات يصعب علينا اكتشافها, ثم سيصعب علينا فهمها إن اكتشفناها, ثم سيصعب علينا تأييدها لو فهمناها. ولسوف نزداد استغرابا ودهشة حينما نعرف أن المالكي لم يقل تصريحه ذاك ويمشي وإنما أراد لكلامه أن يكون قويا ومؤثرا وبصوت عالي حينما بعثه برسالة حملها موفد رسمي من قبله.
دعونا الآن نحاول أن نفهم الأمور على طريقتنا الخاصة وبعقولنا المتواضعة جدا جدا, فمع كل خصوصيات العداء بين الحكومتين والمتأسسة على دعم الإرهاب, والتناقض التاريخي مع البعث, واستضافة سوريا لجناح البعث " العراقي" ثم الموقف الأخلاقي من قضية الدكتاتورية نفاجأ بأن موقف المالكي هو العكس مما يمكن أن يؤسسه أي واحد من تلك التناقضات فكيف وقد اجتمعت الأربعة في موقف واحد.
ولو أن الأمر بات يعني أن العراق قد انضم إلى محور الصراع الإستراتيجي الذي يجمع سوريا مع إيران مع حزب الله مع حماس لصار بالإمكان أن تكون هناك إجتهادات متناوبة بين الضد وبين التأييد, والأهم من ذلك.. لكان ممكنا فهم الأسباب التي أدت إلى اتخاذ قرار التأييد بما يعيد الاعتبار للمنطق السياسي والثقة بما يقرره. ولكن أخشى أن يكون موقف السيد المالكي هو تنفيذا لأمر كان صدر من طهران واضطر للامتثال له, لا أقل ولا أكثر.
فإن لم يكن كذلك فماذا سيكون تفسيره بحق الله... ؟!
وإن كان.. فهل يحق لنا بعد اليوم أن نؤمن بأن هناك إمكانية لبناء قرار عراقي مستقل يتخذ على ضوء مصالح العراق ولغرض حماية أهله.
إفتونا يرحمكم الله.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام .. بين فقه العقيدة وفقه الدولة**
- بين فقه العقيدة وفقه الدولة*
- عزت الدوري الرئيس السابق لمؤسسة شيطنة صدام
- حول الرسالة الكوميديةالأخيرة لعزت الدوري إلى القذافي
- كيف تتسبب السلطة البحرينية بالإضرار بعروبة البحرين
- هل سينجح العراقيون في امتحان البحرين
- كركوك هي كركوك وليست قدس الأقداس
- حظر الطيران والخوف من أمريكا
- وائل غنيم والماسونية وثورة مصر
- حاسة واحدة مع المالكي وأربعة حواس ضده
- وحدة فعل الاضطهاد تخلق وحدة رفضه
- نحو موقف أمريكي جديد من الشعب العراقي
- يا سياسي العهود الغابرة.. مكانكم الأرصفة
- وللميادين أرحام أيضا وليس النساء فقط
- أحلام العصافير أم إنه رالي الحرية
- حينما يكون للديمقراطية طغاتها أيضا
- وفي بغداد لدينا ساحة للتحرير أيضا
- التخويف بالبديل
- مبارك..بين البحر وبين النار
- مبارك.. الدخول إلى الحمّام ليس مثل الخروج منه


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - موقف المالكي من مظاهرات السوريين