|
سوريا علي خطي الثورة
محمود عبد الحى
الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 11:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تصاعدت حدة الأحداث في سوريا سريعاً ، بعد أن كانت سوريا بلد الاجهزة السرية الامنية الاستخباراتية ، فقد نجح حزب البعث الحاكم هناك في أن يفرض سياج حديدي حول سوريا طول مدة حكمة التي تقارب الخمسة عقود لم تشهد سوريا خلالها إلا انتفاضة جماعة الاخوان المسلمين في حماة عام 1982 ، و لقد كان رد فعل النظام السوري وقتها أن دمرت المدرعات أحياء المدينة علي سكانها في عملية عسكرية حربية نتج عنها أكثر من20 ألف قتيل ! .
و منذ هذا التاريخ يسود الشارع السوري حالة كبيرة من الخوف و الهدوء نظراً لقوة بطش السلطة التي تستخدم كل أنواع العنف و التنكيل تجاة المعارضين لسياسية الممانعة (الممانعة فى تحقيق العدل و الحياة الكريمة و الديمقراطية فقط لا غير !) ، و يتفنن النظام السوري في إدعاء كونة مقاوماً و يستخدم كثير من الشعارات الحنجورية فقط لا غير أمثال لا صوت يعلو فوق صوت المعركة و ما إلي ذلك ، ولا أعلم ما علاقة المقاومة الخارجية بإعطاء الناس حريتهم وتحقيق الحياة الكريمة لهم و احترام أدميتهم ! ، ثم هذا النظام الممانع المقاوم لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل منذ 1973 حتي اليوم ، و لنا أن نسأل هل المعركة الكبري التي يعد لها أشاوس النظام السوري سنشهدها نحن أم أحفادنا ! .
و لان التغير قادم لا محالة ، و من يعتقد دائما أن التغير لن يطولة هو واهم ، فاذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ، لقد شاهد الشعب السوري الثورة التونسية و المصرية و باقي الانتفاضات العربية لقد رأي الشعب السوري كيف نجحت الشعوب في كسر حاجز الخوف و الصمت و في وقت قصير لقد أدرك الشعب السوري الان أن قوة الحاكم فى خيال المحكوم فقط لا غير .
و لان الشعوب تتعلم و الأنظمة العربية لا تتعلم من غيرها فلقد انتهج النظام السوري طريق اللاعودة و انتهج الشعب السوري طريق الثورة ، فلقد انطلقت الاحتجاجات و المظاهرات (السلمية) من درعا جنوباً إلي جبلة شمالاً ، و أيضا قري دوما و درايا في ريف دمشق و مدن حمص و حماة و بانياس و اللاذقية .
و تعتبر الانتفاضة في درعا هي الاقوي فلقد ارتفع عدد الشهداء فيها إلي أكثر من 70 شهيداً ناهيك عن اقتحام قوات الجيش للمدينة و تمشيطة لها أكثر من مرة و اعتلاء القناصة المباني المرتفعة و إطلاقهم النيران بشكل عشوائي و اصاباتهم لسيارات الاسعاف في المدينة و أيضا استهدافهم خزانات المياة فوق العمائر و قطع شبكات الانترنت و المحمول عن المدينة .
و تعكس هذة الطريقة البدائية للغاية ما تحدثنا عنة في أن الانظمة العربية العسكرية الجملكية لا تتعلم من غيرها ابداً ، فيعد النظام السوري ما فعلة المصري و التونسي و الليبي من قطع وسائل اتصال في زمن السماوات المفتوحة (لاحظ التفكير القديم) لقد تجاوز الزمن هذة الاساليب القمعية و هذة الانظمة عاجزة عن أن تجدد خطاب الاستبداد الخاص بها ! .
و يمكن أن نلخص طريقة تعامل الانظمة مع شعوبها علي النحو التالي :تعامل أمني وحشي مع الاحتجاجات السلمية ، خطاب إعلامي قديم يتحدث عن مؤامرات خارجية استعمارية امبراليـــة ، فهؤلاء لا يعرفون الحل السياســي .
و مع ازدياد العنف في سوريا و ارتفاع أعداد الشهداء إلي أكثر من 500 شهيد حتي الان سيرتفع سقف المطالب من إسقاط النظام إلي محاكمة النظام و رموزة ، و لنا هنا في الثورة المصرية مثال حي فالان تجري محاكمة الرئيس السابق و جميع أركان نظامة رغم المحاولات المستميتة من جانب بعض الحكام العرب لوقف محاكمتة ،فمن المؤكد إذا تمت محاكمة مبارك سيرتفع طموح الشعوب إلي محاكمة باقي الحكام فكما قلنا الشعوب تتعلم من تجارب الاخرين.
و رغم أن بشار الاسد (أسد علينا أما علي إسرائيل نعامة) بدأ يخرج من حالة الانكار لما يحدث في سوريا و يقدم إصلاحات شكلية كرفع حالة الطواريء و لكن تبع ذلك إطلاق لقوات الجيش لتقتل الناس في الشوارع ! ، و تعجل هذة الافعال الحمقاء بنهاية النظام السوري فلقد فقد الشارع الثقة بكل إصلاحات الاسد و نظامة .
و رغم أن هناك رغبة دولية و إقليمة و عربية في عدم إسقاط النظام السوري إلا أن النظام لا يحسن استغلالها ، فحتي الان مجلس الامن متغاضي عما يحدث في سوريا و أيضا تعتيم إعلامي كبير على المجازر هناك و نصائح من ايران و تركيا لسوريا بوقف نزيف الدم ، أما الولايات المتحدة رغم عدائها المعلن للنظام السوري فانها تصمت صمت القبور ، و يبدو أن الغرب يدرك جيداً أن تغير النظام السوري مع مد الثورات العربية قد ينتج عنة نظام عربيا قويا في مواجهة إسرائيل و هذا ما لا يريدة الغرب الان ، أما الجامعة العربية فحدث بحرج عنها فكأنها ليس لها وجود من الاساس و السيد أمينها العام مشغول بجولاتة الانتخابية !!! .
و أعتقد أن ازدياد وتيرة العنف و تدخل الجيش قد يؤدي إلي انقسامات داخل صفوفة مما ينذر بكارثة جديدة قد تحدث في سوريا و هذا ما لا نتمناة ، الجيش السوري جيشاً نظامياً لة عقيدة قتالية واضحة أرجو أن يلتزم بها و يقف إلي جوار شعبة و يحسم الامر لصالح الشعب السوري .
#محمود_عبد_الحى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المٌستبد المٌنتج
-
أكذوبة العولمة !
-
حتي لا يتخلف المسلمون
-
سبورة و منصة و صندوق !!
-
هي فوضي !
-
الاحزاب الاسلامية و التجربة التركية
-
سعدُ زغلول
-
الصحفى والأديب والمفكر!
-
الثورة التونسية و غياب الديمقراطية
-
جذور الاستبداد فى الفكر و التراث العربى!
-
ويكليكس فى الميزان !
-
قراء فى المهزلة الانتخابية
-
احداث العمرانية نتيجة طبيعية
-
الاسرة المصرية القديمة 1
-
جدرايه
-
سلطان المجانين
-
مولاتى
-
حديقة النغم
-
حديث عن العالم الافتراضى
-
الحركة الصهيونية قبل هرتزل
المزيد.....
-
كيف علقت مصر على تقرير زعم أنها حثت بشار الأسد على مغادرة سو
...
-
الناخبون في غانا يدلون بأصواتهم في انتخابات مصيرية
-
قصة العلاقات السورية الإماراتية التي شهدت تحولات كبيرة
-
قوات المعارضة السورية تدخل مدينة حمص وسط انهيار متسارع للنظا
...
-
-القسام- تبث فيديو لأسير إسرائيلي يوجه رسالة إلى نتنياهو
-
السعودية.. ضبط أكثر من 18 ألف وافد مخالف في المملكة
-
لافروف يؤكد أن خبراء في الغرب يدرسون نطاق الأهداف المحددة لم
...
-
كوريا الجنوبية تناقش توجيه ضربات إلى جارتها الشمالية
-
هولندا.. قرابة 30 مفقودا إثر انفجار قوي في مبنى سكني بلاهاي
...
-
لافروف يعلق على تقارير انسحاب السفن الروسية من القاعدة في سو
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|