أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الحى - جذور الاستبداد فى الفكر و التراث العربى!














المزيد.....

جذور الاستبداد فى الفكر و التراث العربى!


محمود عبد الحى

الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون للبعض معرفة كبيرة بمؤسس مدرسة التحليل والتنظير السياسى الواقعي الإيطالي ميكيافيلى
وكتابه "الامير" الذى نال به شهرته و مكانته بين اساطين الفكر السياسى ,لكن لا يعلم الكثير عن محمد بن ظفر الصقلي (1104 - 1172) و هو مفكر سياسى مسلم عربى من ألقابه: حجة الدين,شمس الدين وهو المعلم الحقيقي لميكيافيلى,و قد عاش الصقلى قبل ميكيافيلى بـ350 سنة ,و كان مستشاراً لحاكم صقليه العربى ابو القاسم بن علي القرشى عندما كان العرب يحكمون جزيرة صقليه الايطاليه.

و قد ترك الصقلى كتاباً مهم هو "سلوان المطاع في عدوان الأتباع"و هذا الكتاب الذي اهداه إلى حاكم صقلية محمد أبو القاسم علي القرشي هو نفس الكتاب الذى اهداه ميكيافيلى "الامير"لحاكم فلورنسا لورنزو دي مديتشى.

بعبارة أخرى, فان كتاب ميكيافيلى كان اقتباساً شبه حرفى من كتاب ابن ظفر الصقلى,صحيح أن ميكيافيلى كان يرى أن يتحلى الحاكم بصفات الأسد والثعلب ,القوه والحيله وان ابن ظفر كان يرى ان علاقة الحاكم بالمحكوم يجب ان تكون الشرعيه والمحبه, الا ان ميكيافيلى نقل عن ابن ظفر أهم أطروحاتة:الغايه تبرر الوسيله, وعلى الحاكم ان يجعل العلاقه بينه وبين الناس علاقة خوف لا علاقة محبه, لان المحبه علاقه متساويه بين القوى والضعيف, اما الخوف فهو علاقه اذعان لا يستطيع الضعفاء نقضها الا بنقض اسبابها.

الاستبداد و التحكم بالشعوب و اذلالها و ابقاءها تحت نيران الاحتلال الوطنى لة باع طويل ممتد فى جذور و اعماق الفكر العربى و التراث العربى ,و يوجد الكثير من القصص التراثية التى تبين لنا كيفية سحق ارادة الشعوب و تغيب وعية ,نقرا ان شيخاً بعث اليه بعض السلاطين بابنائهم ليعدهم لخلافتهم في السيطرة على رقاب العباد والتحكم بمصائرهم.

فجمعهم هذا الشيخ وذهب بهم إلى الغابه, وهناك وبعد ان خُـيـل اليهم انه سوف يتحدث عن تاريخ الشعوب وعن المعارك الفاصله في عمر الارض, وجدوه وقد وضع كتبه جانباً ثم قال: اليوم سوف أعلمكم كيف تطبخون الضفدع حياً!.

نظر الحاضرون الى بعضهم ليتاكدوا من انهم سمعوا الهذيان نفسه وعندما عادوا إليه بابصارهم كان يتابع كلامه وكأن شيئا لم يكن: لنرَ من منكم لديه بعض الحلول؟ لكن غرابة السؤال اذهلتهم, فرد أحدهم بعفوية قائلاً: نطبخه فى اناء فيه ماء يغلى!!.

بكل هذه البساطة!!! ردد الشيخ في تهكم وما الذي سوف يغريه بالبقاء في اناء لا يوجد به إلا ماء ويغلي ايضا ترى لو كنت مكانه هل كنت ترغب في البقاء؟؟!!, سكت الجمع واحس الجميع بسحابة من الغباء تظللهم.

اما العجوز وبعد ان زرع في نفوسهم انهم بحضرة من هو اعلم منهم بكثير، هنا قال: لو وضعنا الضفدع فى الماء الساخن لقفز منه فوراً, مهما كانت المغريات بدافع حب البقاء, ولو وضعناه في ماء دافئ لبقى قليلاً ثم قفز خارجاً طلباً للغذاء, لكن لو وضعناه في الماء الدافئ فوق النار الهادئة، ووضعنا في الماء بعض الطعام بطريقة تجعل الحصول عليه صعباً ولكن ليس مستحيلاً فإن الضفدع سيبقى في الإناء حتى يموت مغلياً!!!.

لماذا لا يقفز والماء يغلي؟؟! قال الشيخ سائلاً نفسه, لان ردة فعله التى كان يتميز بها قد تم ترويضها بالماء الدافئ الذي زادت سخونته تدريجياً, حتى أصبحت ردة الفعل تلك خيطا من دخان لا يعلم أحد أين ذهب, ثم اكمل الشيخ رافعا صوته: هكذا ايتها العقول الفارغة تـُحكم الامم هكذا توضع الاغلال في اعناق الشعوب, تلك التي لا طاقة لكم بمواجهتها ولا قدرة لكم على تحمل غضبتها.

اشغلوها بالبحث عن طعامها بيد, وباليد الاخرى حافظوا على استمرار اتقاد النار الهادئة تحتها في ازدياد محسوب, احذروا من ان تزيدوا حدة النار فجاة, الا بعد ان تروا اطرافها قد تمددت واصبحت غير قادرة على اتخاذ قرار قفزتها, ولا يغبن عن بالكم استمرار وجود الطعام, ولكن بالقدر الضروري فقط لإشغالها عن التفكير في ما تحت الاناء.

ثم اخذ الشيخ في التحرك امامهم واضعا يديه خلف ظهره وهو يقول: هناك عقول لا تستطيع التفكير في اكثر من امر واحد في ذات الوقت, اشغلوها بامرها ذاك. وهناك عقول حُبست في محيط جسدها, لا تفكر الا في اشباع رغباته, اجعلوا تلك الرغبات افقا لا نهاية له.

هكذا تحكم الشعوب المستعبدة و ها هو التراث العربى خير دليل و شاهد على ان العرب هم الاوائل فى احكام قبضاتهم على الشعوب .



#محمود_عبد_الحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويكليكس فى الميزان !
- قراء فى المهزلة الانتخابية
- احداث العمرانية نتيجة طبيعية
- الاسرة المصرية القديمة 1
- جدرايه
- سلطان المجانين
- مولاتى
- حديقة النغم
- حديث عن العالم الافتراضى
- الحركة الصهيونية قبل هرتزل
- الفكر السياسى الاغريقى 2
- الفكر السياسى الاغريقى
- الدين و الايديولوجية


المزيد.....




- شاهد.. مسافرون يصفون الوضع في درعا وإجراءات الدخول إلى الأرد ...
- مسؤولون أمريكيون لـCNN: الولايات المتحدة تعتقد بشكل متزايد أ ...
- هولندا.. انفجار ضخم يدمر عدة شقق في لاهاي
- لافروف: سندعم سوريا في مواجهة الهجمات
- عمّان.. تعزيز أمني على الحدود مع سوريا
- الجولاني: دعوا المدن المحررة للشرطة ودمشق تنتظركم
- ترامب: الولايات المتحدة يجب أن تبقى بعيدة عن الصراع في سوريا ...
- باريس تستضيف قادة العالم وماكرون يلتقي بترامب وزيلينسكي في ا ...
- حزب -البديل- الشعبوي.. خطر متنام على الديمقراطية الألمانية؟ ...
- هل تحارب الشوكولاتة الداكنة السكري وهل يزيد الحليب الوزن؟


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الحى - جذور الاستبداد فى الفكر و التراث العربى!