عدلي جندي
الحوار المتمدن-العدد: 3351 - 2011 / 4 / 30 - 18:56
المحور:
المجتمع المدني
يحتفل الشعب الكاثوليكي غدا بمناسبة إعلان يمنح فيه البابا يوحنا بولس الثاني درجة قديس وهو لقب يمنح للشخصيات التي تساعد الإنسانية وتخدمها دون أن تحقق مكاسب ذاتية او ثروات مادية أو مطامع جسدية وعلي الرغم من ان كثيرون لا تعجبهم إضفاء قداسة علي شخصية إنسانية إلا ان الكثيرون منهم يعتبر ذكري هذا الرجل من الامور الواجب إحترامها فرغم انه كان يمثل رأس كنيسة الغزوات الصليبية إلا أن غزوات إنسانيته وحبه وبساطته قلوب المطحونيين في كل العالم شرقه بغربه وشماله بجنوبه تعد من العلامات الفارقة في مسيرة كنيسته الكاثوليكية خاصة ومسيرة الديمقراطية والسلام العالمي عامة فقد تمكن ببساطته وصدقه من مساعدة حركات التحرر في دول المعسكر الشيوعي والذي بدأت بوادره في مسقط رأسه بولندا ليتحرر عالم المعسكر الشرقي من ديكتاتورية طبقات الحكم الشمولي في كل أوروبا الشرقية بما فيهم الإتحاد السوفيتي والذي تجزأ إلي دول تنتهج غالبيتها النهج الديمقراطي في لعبة تبادل السلطة فيما عدا دولة أو أثنتين والبابا يوحنا بولس من الشخصيات ذات الكاريزما الفريدة حيث انه تمكن من الإستحواذ حتي إعجاب رؤساء طوائف الشعب اليهودي والذين من النادر جدا لقاءاتهم وقيادات العقائد والديانات الاخري وبرغم أن الشعب الإيطالي لا يعد من الشعوب التي تخضع لرئاسات الكنيسة في أغلب أمور حياتهم حتي في إتمام مراسيم الزفاف إلا ان الإيطاليين كانوا مولعين بحب زعيم الكنيسة الكاثوليكية متابعين كل رحلاته ومجهوداته الخلاقة في نشر ثقافة قبول الآخر ومساعدة المحتاج ومساندة قضايا المظاليم ..كما أن البابا يوحنا كان يحظي تقدير الساسة.. وكشخصية دينية لم يبخل أبدا في الدعوة للحوار ما بين الأديان والعقائد وبمختلف إتجاهاتها وليس بهدف التبشير لعقيدته ولكن لهدف إلغاء حواجز وموانع تعيق التواصل الحضاري والثقافي والفكري ما بين الأجناس والشعوب وذلك يتم بعيدا عن الطقوس والمراسيم الدينية والتي تفرق ما بين الإنسان وأخيه دون أي داعي اللهم إستغلال العقيدة إستغلال سياسي مقيت ومجرم ..البابا يوحنا بولس شخصية تعد بكل المقاييس من الشخصيات التاريخية المهمة والتي يجب علينا مراعاة ذكرها وتاريخيا من ضمن أسباب سقوط ديكتاتوريات أنظمة دول المعسكر الشرقي بل وبدايات التحول الديمقراطي في أسلوب تناول نقد الأديان عامة والإيدولوجيات بوجه خاص_ وما تسببه من نكبات وجرائم في حق الإنسانية
#عدلي_جندي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟