عدلي جندي
الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 16:45
المحور:
المجتمع المدني
مكالمة من أخي المهاجر للتهنئة بأعياد الربيع وبالطبع يتطرق حديثنا إلي مصر وما يجري ومشاكلها وكيفية حلها وكل منا يدلي للآخر بوجهة نظره ...ووجهة نظري أستمدها من تجربة أخي وهو كان طبيب ناجح جدا في مصر وليس فقط ولكنه من الجيل الذي كان يحلم دائما بالتفوق حتي بعد تخرجه وعمله كان لا يكف عن البحث والدراسة وفي لحظة وجد شئ ما يتغير في مصر فبدلا من تشجيعه وإتاحة الوقت ان يكمل تفوقه وابحاثه قامت وزارة الصحة بعد أن امضي فترة الخدمة والعمل الإلزامي بالمحافاظات النائية وبنوع من التعنت الغريب عين خارج للعمل في مكان يصعب فيه متابعته دراساته بالجامعة وعندها قرر الرحيل وفي أول فرصة لم يعترض علي الهجرة وسافر أوستراليا وأكمل بصعوبة وجهد دراساته واليوم هو خبير في مجال الأمراض المستوطنة وأسرد حكايته لانه مثال قريب ويعتبر ضحايا التفريغ المعرفي والتاريخي لعقل المسلم حيث تمكنت قوي الظلام وبمساعدة غير مقصودة قامت بها قياداتنا منذ الخمسينات وحتي خلع مبارك في كيفية تفريغ عقل المسلم المصري وبدلا من إنحيازه الطبيعي والعقلاني نحو مصلحة مصر كوطن تعامل مع الآخر والمختلف من وجهة نظر دينية صحراوية بحتة مما فرغ مصر من خيرة شبابها وعلمائها هربا من الفرز العنصري والقائم أركانه علي تمييز جماعة وعقيدة ليس بوطنيتها ومجهوداتها وتفوقها ولكن وبنفس سياسة أهل الثقة وإنجرف غالبية الشعب المصري وبنفس النظرة مييزا المسلم لأنه مؤمن ...؟ عن سواه من أبناء مصر وللخروج من هذا المشكل الرهيب لا مناص من تغيير كل سياسات الدولة إعلاميا وتعليميا وثقافيا ولا يمكن محاربة السلفية بالطرق والأساليب الأمنية أو إستخدام نفس الطرق البالية من وعاظ وشيوخ لأننا سندور في نفس الحلقة المفرغة ولذا علي السادة المهتميين والمسئولين عن مصر الإنتباه والتركيز علي بث روح الوطنية المصرية بكل ما يحتويه تاريخ مصر القديم والحديث من إنجازات حضارية وإنسانية والعمل علي تنقية المناهج التعليمية والسياسات الإعلامية من كل ماهو في صالح الدولة المدنية مع الوضوح والصراحة في شرح الأهداف من الدولة المدنية والمخاطر الناجمة عن تحول مصر إلي دولة دينية ولا سبيل سوي الوضوح والصراحة المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة علي شعب تمكن من إزالة آثار الديكتاتورية ولن يتبقي سوي القيام بعمل إستصلاح عقول تم تفريغها لتعاود الإنتاج والتفوق
#عدلي_جندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟