أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص (أمل والشيطان لغة الحوار زهرة قلب)














المزيد.....

قصص (أمل والشيطان لغة الحوار زهرة قلب)


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 14:09
المحور: الادب والفن
    


1.أمل والشيطان
أمل صبية عراقية لم تتجاوز ربيعها الثالث عشر..
اكتسح عائلتها شيطان السيارات الملغومة، دهمهم وحول نومهم في ساعات الليل الهادئ الى نوم أزلي خالد، إلا انه ابقاها على قيد الحياة وحيدة في عالم خرب هرم تكسوه شظايا الدمار اللامنتهي.
استفاقت من الغيبوبة التي أصابتها جراء دوي الانفجار الذي دك بيت عائلتها وساواه في الارض دونما سابق انذار.
فتشت عن أشلاء ذويها الذين ضاعت ملامحهم كتلك الذكريات الجميلة التي اندثرت مع سقوط البيت فلم تجد لهم اثر.. لكنها وبعد عناء طويل، جمعت أشلاء اخوتها السبع.. جمعتهم كالدمى، وحاولت بعقلية بريئة طفولية إعادة تركيبها مرة اخرى، غير انها لم تجد فيهم الروح والحركة.
استمرت في المحاولة حتى تنبهت لشاب مبتسم يقترب منها، كان يرتدي رداءا ابيضاً ملطخاً بالدم.
خاطبها بضحكات متقطعة:
-هل تعلمتِ كيفية تركيب الدمى الكبيرة ؟ لابد من شكري لاني انا من قدَم لك هذه اللعبة.
تساءلت بصوت غابت انفاسه من شدة البكاء:
-من أنت يا عم؟
-أنا شيطان هذا الزمان، انا شيطان كريم، انا عاشق الموت باسم الحرية.
-لم افهم كلامك يا عم، هل انت تحبني.. هل تحب اهلي وبلادي؟
-أكيد طبعاً، والدليل على ذلك مجهودي معكم كل يوم.
-ولماذا عطلت حياة اهلي بهذه البشاعة؟
-لكني تركتكِ تحومين حولهم ، ولم اغيَبهم عنكِ، وإنما ابقيتك تلعبين بين الدم والركام في فضاء حرّ من دون قيود جدران البيت.
-هل تركتني من دون حب لأنك تحبني ام لانك تجد المتعة في عذاباتي..؟
لم يصبر لحين استكمالها تساؤلها وإنما غادر المكان ضاحكاً من دون جواب.

2.لغة الحوار
طرح المعلم على تلاميذه مقولة لشخص لم يكن معروفاً لديهم، كان يدعى (جون سكولي) إلا ان حكمته أثارت اهتمام الجميع (أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هو صناعته).
قالها المعلم وهو يفتش عن تساؤلات تلاميذه.. حتى تنبَه لصراخ أحدهم، صراخ مزَق جدار السماء وأوقف عقارب الزمن:
-وكيف يصنع المستقبل في زمن زائف.. زمن لا يعرف سوى انتظارات مجهولة وكبت لا محدود، وتكميم لأفواه كانت تنطق الحق والجد والصدق.
المعلم يقاطع تلميذه المنتفض، في محاولة منه لاحتواء غيظه:
-انت المستقبل.. بتشخيصك للسلبيات ورفضها بهذه القوة، انت تساعدنا على تشييد مستقبل متكامل خالٍ من الشوائب.. انت من يساعدنا على بناء اجيال تعي جيداً معنى الحرية.
إلا ان صوتك العالي يذهب معاني العبارات الثمينة التي نطقت بها ،لا بل يحولها الى تجاوز غير مشروع.
فلنترك (جون سكولي) ومستقبله ولنتعلم كيفية الحوار واساليبه وتقبل الاخر ومن ثم نطرح نقاشات مستقبلية.

3.زهرة قلب
اجتمعت بحبيبها بعد فراق طويل، فراق يحمل في طياته تعابير الحزن والحنين الى الماضي، خصوصاً بعد عمليات الهجرة القسرية التي اجتاحت ذويها.
قابلها للوهلة الاولى بشغف وشوق مؤطر بوردة بيضاء، إلا انه فوجئ بردود افعالها.
-البياض صار يعبر عن الخنوع والضعف والاستسلام، وباتت الوردة البيضاء تشكل رمزاً للرداء الاخير (الكفن).
سحب الوردة وتعرقات الخجل تصَبُ من جسده كالامطار الاستوائية، وفي لقاء آخر.. داعبها بقبلة هادئة مع وردة حمراء.. كان يفتش عن تعبير ايجابي يبادله الاحساس ويرد له خجل المرة السابقة.. غير انها أجابت:
-ألا تعتقد إننا وصلنا حد الاشباع والتخمة من لون الدم.. انتبه لاعوام ما بعد الالفية الثانية، صار نزيف الدم يرسم خارطة العالم الجديد، بات يتوسل بنا لمنحه إجازة أو استراحة بسيطة غير ان عالمنا فقد النظام والسيطرة على زمام الامور..
تركت الوردة في يده وتلاشت عن انظاره.
وفي لقاء ثالث..
جاءها يحمل وردة سمائية اللون ذات عطر يشرح القلب، قدمها بانحناء ومودة، باحثاً عن رضاها معتقداً انه سينجو من اعتراضها الهجومي هذه المرة.. غير انها كانت اكثر قسوة حيث قالت:
-لم اتخيل يوماً ان يُسرق غطاء السماء وان تتعرى من جمالها وتهمش صفاءها على الرغم منها، وتتخلى عن الليل والنهار وتخاصم الشمس والقمر.. اترك الوردة، واطلق سراح لونها لتعود سماءنا صافية.
انتفض الحبيب بغضب عارم:
-ماذا افعل حتى أعبر لك عن حبي وشوقي.. قطفت لك زهور الكون ولم اجد اي تعبير يقدر حبي.
قاطعت كلامه قائلة:
-لم تعد بنا حاجة الى كل الزهور بعد قطفها وتلاشي جمالها كنت ولازلت انتظر ان تمنحني زهرة قلبك التي أعدها اجمل زهور الوجود.




#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دورس شكسبير.. قصتان قصيرتان
- كلمات قصصية قصيرة جداً
- دروس برنارد شو.. قصتان قصيرتان
- موسيقى السلاح وانسانية القلم.. قصتان قصيرتان
- التفاؤل في زمن مشؤوم.. قصص قصيرة جداً
- التعبير الصامت.. قصتان قصيرتان
- منجز وطني.. قصة قصيرة
- عصفورة في ميدان الحرب والقلم.. قصتان قصيرتان
- صور..قصص قصيرة جداً
- الباحثات عن الحب.. قصص قصيرة جداً
- دماء كنيسة سيدة النجاة بريشة فنانة عراقية
- ستة قصص قصيرة جداً
- الالوان.. قصص قصيرة جداً
- قصص خبرية ساخرة
- كلب الملك وحكمة دجلة.. قصتان قصيرتان
- عذراً ياسيدي ابليس وثوب الزفاف.. قصتان قصيرتان
- صلاة الميت.. قصة قصيرة
- ألم أم وغائبون.. قصتان قصيرتان
- العقل وقانون السكوت.. قصتان قصيرتان
- قصتان قصيرتان جداً


المزيد.....




- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص (أمل والشيطان لغة الحوار زهرة قلب)