أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - أبو ليله..و..عادله خاتون














المزيد.....

أبو ليله..و..عادله خاتون


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 08:56
المحور: المجتمع المدني
    


أبو ليله..و..عادله خاتون

أ.د.قاسم حسين صالح

مرّ على العراق حين من الدهر حكمه قوم أسمهم (المماليك) يكاد تاريخهم يكون منسيا برغم ما أحدثوه من أثر في السياسة والأخلاق على مدى عهدهم من 1749الى 1831م.
والمماليك هم في الأصل أطفال وصبيان اشتراهم الوالي العثماني (حسن باشا) من بلاد القفقاس وادخلهم مدارس خاصة في بغداد تعلموا فيها فنون القتال.ولأنهم لا أهل لهم ولا وطن فان ولاءهم وانتماءهم صارا لسلطة من يرعاهم..ولهذا تولوا مواقع قيادية في الجيش واحتلوا مناصب رفيعة في الحكومة.
وثمة (نكته) سياسية واخلاقية تداولها البغداديون زمنئذ هي أن المنصب الرفيع بالحكومة لا يصله الا من كان (ملوطا به).ذلك أن المماليك كانوا من ذوي الوجوه الوسيمة والبشرة البيضاء والجسم الممتليء..ولا أهل لهم ويقيمون داخل مدارس خاصة تجمع بين مراهقين وصبيان،فقد أشيع عنهم انهم كانوا يتعاطون اللواط فيما بينهم أو مع المعلمين أو مخالطتهم بعض المنحرفين.ولا يعني هذا ان جميعهم كانوا كذلك..ولكن يعزى الى أن الانحراف الجنسي في العراق شاع بعهد المماليك.
وكان (سليمان باشا)هو أول من تولى الحكم بالعراق من المماليك بعد اخماده لفتنة طاحنة اضطرت الوالي أن يهرب من بغداد ويصدر فرمان بتعيينه من اسطنبول.وكان حازما في ضبط الأمن وقاسيا ضد من يحاول الخروج عليه من اللصوص و(الشقاوات) طوال مدة حكمه التي استمرت ثلاث عشرة سنة.
سليمان باشا هذا هو (أبو ليله)..أطلق عليه البغداديون هذه الكنية لأنه كان يخرج متخفيا في الليل يجوب شوارع بغداد..وأطلق عليه آخرون(دوّاس الليل)..و(أبو سمره).وأظن أن أضفاء العراقيين وصف او كنية أبو سمره على من يعجبون به يعود الى زمن (أبو ليله)..قبل ثلاثمائة وخمسين سنة.
والمفارقة أن هذا الرجل القوي..أبو ليله..دواس الليل..أبو سمره..وسليمان الأسد، الذي يهابه الناس ويخافه الأعداء،كان في بيته مطيعا لأمر زوجته حيث كانت هي الآمر الناهي..التي تأمره له ايضا فيطيع،وتبطل حتى أوامر يصدرها برغم أنه الوالي!.
زوجته هذه هي (عادله خاتون)..ولهذا الوضع العلائقي المقلوب بينهما قصة هي أن عادله الصبيه كانت ذات جمعة بصحبة أبيها الوالي أحمد باشا يتجولان في الميدان وسط بغداد حيث يباع الرقيق فلمحت صبيا وسيما فاشترته ليصبح مملوكا يعيش في بيت والدها الوالي ويتعلم فنون الفروسية.وذات يوم،وبعد أن صار سليمان شابّا، اصطحبه الوالي معه في زيارة لعكركوف فهجم عليهم أسد هائج..فقتله سليمان في مشهد بطولي وصار حديث الناس في الشجاعة..فطلبت عادله من أبيها تزويجها من سليمان هذا..واعترض قائد الفيلق العسكري التركي، اذ كيف يمكن لمملوك أن يتزوج بنت الوالي..فأقامت عادله مأدبة عشاء على شرف القائد هذا ودست له السم في صحنه ومات.وصارت عادله سيدة العراق الأولى والحاكم الفعلي وخصصت أياما يراجعها فيها الناس لقضاء حاجاتهم التي تنفّذ في الحال حتى لو كانت تتعارض مع آوامر الوالي..زوجها (أبو ليله).
ومع ثرائها الفاحش وامتلاكها لعشرات العقارات فانها بنت جامعين،صغير في شارع النهر وكبير قرب جسر الصرافية..وأجزلت العطاء،كما يروى،للمحتاجين مع أن اتباعها،ذوي المناديل الحريرية (شارة التميّز) المستوردين من تفليس وجورجيا كانوا يحظون بأفضل الوظائف الحكومية فيما البغداديون،اهل البلد،محرومن منها.
توفي (أبو ليله) عام 1762م وتبعته حبيبته عادله بعد ست سنوات.ومع أن قبر سليمان باشا غير معروف فان قبر عادله خاتون موجود في مبنى المحكمة الشرعية القديمة بشارع النهر..مهمل؟ مندثر؟ لا أدري..فحاله حال الكثير من رموز الذاكرة البغدادية التي لا تخطر على بال من هم مسؤولون عن حمايتها واحيائها ..مجلس محافظة بغداد.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظفر النواب..من القلعة الخامسة الى هافانا (لمناسبة مربد 2011 ...
- ثقافة القبح
- مهور الديمقراطية..وخطاياها
- تسونامي..للمثقفين العرب
- الأخصائيون النفسيون العرب ..والسياسة
- الحكّام أم الشعوب..مرضى نفسا؟!
- غباء السلطة ..وخطاياها
- تحليل سيكولوجي لشخصية ونهاية معمر القذافي
- قراءة أولية في مظاهرات جمعة الغضب العراقي
- الحقيقة..دائما عدوّة السلطة!
- في سيكولوجيا الثورة المصرية
- بيان عشرين شباط
- اذا اتحد الدين والفن.. ظهر الحق!
- لتكن صفقة واحدة: الحقوق، والمساءله، والاخلاق ايضا
- نصائح للمتظاهرين العراقيين
- المصريون..أهل نكته..حتى في المحنة!
- في زيارة أربعينية ألامام الحسين ..وتساؤلات مشروعة
- هل يأتي الدور على العراق؟
- بعد تونس.. مصر..وتحذير للعراق
- نحن والجيران والطائفية


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - أبو ليله..و..عادله خاتون