أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - لتكن صفقة واحدة: الحقوق، والمساءله، والاخلاق ايضا














المزيد.....

لتكن صفقة واحدة: الحقوق، والمساءله، والاخلاق ايضا


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 19:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من المفارقات النادرة في التاريخ السياسي، ان النظام الديمقراطي في العراق كان اقسى في ظلمه الاقتصادي وافقار الناس،وخراب الوطن، واهمال المدن من النظام الدكتاتوري. ومع ان قلّة من المحسوبين على النظام الدكتاتوري كانت مرفهه،الا ان القلّة السياسية التي ترفهت في النظام الديمقراطي كانت اكثر ثراءا..وبزمن قياسي!.

ومن غرائب الامور ،التي تكشف عن صفة جديدة في طبيعة البشر، ان الذين اثروا كانوا يقولون عن انفسهم انهم مناضلون من اجل الشعب، فيما هم تحديدا" الذين افقروه..مع ان الجميع يتفق على أن العراق هو البلد الأغنى في العالم،وأن ما به من ثروات تكفي لضعف شعبه.

سببان رئيسان اوصلا الناس والوطن الى هذا الحال:

1. ان الذين صاروا في السلطة..شعروا بالامن النفسي لأنهم محميون من امريكا.

2. وان الوعي الجمعي للجماهير كان مغيبا"..فجاء باشخاص للبرلمان لا يتمتع كثيرون منه بالكفاءه والنزاهه.

وطبيعي ان الحاكم او السلطة التي تشعر بأنها محمية من اقوى قوة عسكرية في العالم، وانها منتخبه ديمقراطيا"..تكون في اسعد حال.

ولأن بينهم كثيرون اوصلوا العراق الى رابع افسد دولة بالعالم دون أن تحاسبهم حكومة محسوبون سياسيا أو وظيفيا عليها، ولأن بينهم لا يشعرون بالانتماء للوطن، ولا يملكون حتى الشعور بوجود دولة..فأنهم انشغلوا بمصالحهم وتركوا البلاد والعباد الى الدرجة التي زهقت ارواح الناس وصرخ الوطن..ومادروا ان اقسى انواع الظلم هو انعدام العدالة الاجتماعية، وان ابلغ ما يحز في النفس هو احتقار كرامة الناس..وأنهما يكونان أكثر وجعا حين يصدران من أشخاص أئتمنهم الناس فوضعوا أنفسهم فوق القانون، وشرعنوا الفساد برواتب وامتيازات لا يتقاضاها نظراؤهم في العالم، وتركوا الناس الذين انتخبوهم في اتعس حال يعيشون في مدن هي الأردأ في العالم.

ان ما سيحدث في 25 شباط.. ينبغي ان يوجه صفعتين:الأولى، لعدد من المسؤولين ليستفيقوا من الغرور والاعجاب بالنفس، وتوعّي من هو في وهم كبير أنه يحظى بتقدير الناس..فيما اصبح الآن صغيرا..وخجلا( يتجنب التلفزيون الذي كان مدمنا عليه)..أو ربما هرب من الناس كما هرب البعثيون. والصفعه الثانية موجهة للوعي الجمعي للجماهير..ان استيقظ، فان بين من انتخبته من استغلك..وأشقاك..واهدر كرامتك.

اننا جميعا نتحمل المسؤولية..وليس صحيحا" ان نرميها باكملها على الاحزاب الدينية أو كل أطراف الحكومة.. فالقوى التقدمية لم تمارس دورها الذي ينبغي ان يكون طليعيا"..وتنويريا. ففي سبيل المثال، كان في البرلمان السابق عضوان من الحزب الشيوعي العراقي وشخصيات مشهود لها بالوطنية..فلماذا لم يطالبوا في حينه بخفض رواتب كبار مسؤولي الدولة والوزراء وأعضاء البرلمان التي تعد بالمليارات؟. لماذا لم يصرّوا على كشف حالات الفساد وفضح الحيتان واللصوص في السلطة وفي شركات أجنبية..وأمريكية تحديدا؟.لماذا لم يتبنوا أو يؤيدوا ما كنّا طالبنا به عام 2005 بتخصيص راتب شهري ثابت لكل عراقي..حصته من النفط؟. لو انهم كانوا فعلوا ذلك لالتفت الجماهير حولهم ولما كانت هنالك دعوة لمظاهرة جماهيرية..فمن يطالب بحياة كريمة للناس..ويعمل على أن ينتشلهم من الفقر والذلّ والمهانة،ويثقون بصدق نواياه..يأتونه حتى لو كانوا في احزاب دينية.

ان تظاهرة 25 شباط..ينبغي ان لا تكون محدوده بتحقيق مطالب مشروعه، بل يجب ان يكون لها هدف اخلاقي..يتمثل باعادة منظومة القيم التي خلخلها اداء حكومات ما بعد التغيير..وهذا لن يتحقق الا بالآتي:

اولا": تشكيل محكمة من قضاة مستقلين خاصة بالفساد، تتولى محاكمة المتورطين به، وأن تبدأ بكبار المسؤولين اولا".

ثانيا": تحديد رواتب المسؤولين الكبار على النحو الآتي:

1. رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء (عشرة ملايين دينارا)

2. الوزراء (سبعة ملايين دينارا)

3. الوكلاء (ستة ملايين دينارا)

4. المدراء العامون (اربعة ملايين دينارا)

5. تحدد التخصيصات والامتيازات بربع الراتب.

ثالثا": تحديد راتب عضو البرلمان بسبعة ملايين دينارا وبمخصصات لا تزيد على مليون دينارا.

ان هذا الاجراء سوف لا يغري الطامعين بالثروة على ترشيح انفسهم للبرلمان وسيتنافس عليها فقط من يتمتع بالخبرة والكفاءة ويريد خدمة الناس والوطن.

رابعا": استرداد حق الشعب من اعضاء البرلمان للأشهر الثمانية التي سبقت تشكيل الحكومة، لأنه حق شرعي ومال عام صرف من دون اداء الواجب.

ان الكارثة غير المنظورة وليست في حساب المشاركين بتظاهرة الخامس والعشرين،هي خراب القيم والأخلاق والضمير التي نخر بها النظام الدكتاتوري وأجهز النظام الديمقراطي على الباقي منها.فبمطالبتكم بأعادة بناء المنظومة القيمية والأخلاقية تضمنون الوسيلة لبناء عراق مزدهر.

انها فرصتكم لتحدثوا بمظاهرتكم المليونية الانعطافة الحقيقية نحو تأسيس دولة مدنية حديثة تليق بالعراق وأهله.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصائح للمتظاهرين العراقيين
- المصريون..أهل نكته..حتى في المحنة!
- في زيارة أربعينية ألامام الحسين ..وتساؤلات مشروعة
- هل يأتي الدور على العراق؟
- بعد تونس.. مصر..وتحذير للعراق
- نحن والجيران والطائفية
- بعد العراق،تونس الحبيبة..وتساؤلات مشروعة
- مبدأ حكم الأكثرية في الديمقراطية..باطل!
- لغة الجسد:العينان واليدان واشارات الغزل
- حسن كبريت!
- خطاب الى السيد وزير الصحة والأطباء النفسيين
- نداء الى القوى والشخصيات الديمقراطية العراقية
- دعوة لتأسيس مركز علمي لمناهضة الارهاب
- علي الوردي..أوراق لم تنشر الحلقة الثالثة (قراءة في مقتل عثما ...
- علي الوردي..أوراق لم تنشر (الحلقة الثانية)
- على الوردي ..أوراق لم تنشر.(تعريف -الحلقة الأولى)
- المؤتمر الأقليمي الثاني لعلم النفس ( تقرير)
- جرائم القتل..تحليل نفسي-اجتماعي (3-4)
- جرائم الكراهية
- هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟!


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - لتكن صفقة واحدة: الحقوق، والمساءله، والاخلاق ايضا